جامعة المدينة العالمية.. التعليم المستقبلي بتقنيات الحاضر
30 ربيع الأول 1435
تقرير إخباري ـ محمد لافي

على الرغم من كونه مشروع فتي لم يمض على إنشاءه سوى بضع سنوات, إلا أن جامعة المدينة العالمية استطاعت بفضل الله تعالى أن تخطو خطوات راسخة في مضمار التعليم العالي الجامعي محققة نجاحات مشهودة, فبالأمس القريب كانت هذه الجامعة حلماً يراود مؤسسيها وداعميها الذين بذروا بذرتها الأولى وسقوها بجهودهم وأوقاتهم وأموالهم، حتى أصبحت كياناً قائماً يستظل بظله طلاب العلم من شتى بقاع العالم.

 

وجامعة المدينة العالمية والتي أنشأها نخبة من الأكاديميين والمختصين, هي مشروع تعليمي وقفي مستقل غير ربحي, تسعى لإيجاد بيئة تعليمية بحثية حديثة للأجيال المتعلمة و إيصال العلوم بأفضل الوسائل والطرق في سائر أنحاء العالم، بما يخدم المجتمع ويحافظ على القيم, وتقوم رؤيتها على محاولة إنشاء جامعة عالمية رائدة، تعنى بالعلوم المتنوعة، في مجالتها المتعددة لخدمة و تطوير الإنسانية.

 

فكرة رائدة:

 

وعن فكرة تأسيس الجامعة يقول مدير جامعة المدينة العالمية أ.د محمد بن خليفة بن علي التميمي" كان لزاماً علينا في هذه الجامعة الفتية ونحن في بداية نشأتها أن نختط لأنفسنا مساراً يختلف عن بقية الجامعات، فعقدنا عزمنا ــ بعد عون الله ــ بأن نقيم صرحاً علمياً يكون جسراً يعبر من خلاله طلاب العلم وأجيال المعرفة إلى العلوم بشتى فنونها، واخترنا أن يقوم أساس هذا الصرح على التقنية الحديثة باعتبارها أهم الأدوات في عصرنا الحاضر التي يجب على المتعلم أن يتملك زمامها ليستطيع من خلالها أن يمتلك مفاتيح المستقبل باعتبار أن التقنية قد هيمنت على كل مجالات الحياة، فلم يعد يخلو مجال من المجالات منها، ولم يبق مكتب ولا منزل إلا وقد احتلت منه أدوات التقنية مكاناً.

 

ويضيف التميمي:  فمن دافع الإحساس بالمسئولية تجاه أجيالنا الفتية، وما لها من حقوق علينا يتوجب على أساسها بأن نفتح لها أفاق المعرفة من أوسع أبوابها، وأن نقدم لها كل جديد ومفيد، يحقق طموحاتها ويرسم لها أفاق مستقبل مشرق لنجعل منها لبنات في كيان الأمة تساعد بسواعدها في رسم مستقبل أفضل يلبي أمالها، إذ ليس من المقبول أن تبقى أجيالنا الفتية بمعزل عن أساليب وأدوات التعلم الحديثة التي أخرجتها لنا التقنية، وأصبحت لها معاييرها العالمية، وأدواتها المتنوعة.

 

التأسيس والانطلاقة :

 

وكانت انطلاقة مشروع جامعة المدينة العالمية في العام 2006م, وبعد ذلك بعام واحد استكملت الجامعة كافة إجراءات الاعتماد النهائي والتسجيل من قبل وزارة التعليم العالي الماليزية. ثم كان العام 2008 والذي التحقت فيه أول دفعة بالجامعة, لتفتتح بعدها الجامعة عدداً من الكليات والبرامج الدراسية شملت مجالات: العلوم الإسلامية و اللغات و العلوم المالية والإدارية وعلوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات, ومركز اللغات.

 

وقد وصل عدد المراكز الخدمية التابعة للجامعة إلى (9) مراكز حول العالم في كل من منطقة جنوب شرق آسيا – الشرق الأوسط – أوروبا. - وبدأت جامعة المدينة العالمية الإجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي، والعلوم المالية والإدارية، والهندسة. أما التعليم المباشر فقد كان في عام 2010 حيث التحقت أول دفعة في شهر سبتمبر, وفي العام الذي يليه تم تخريج أول دفعة من طلاب جامعة المدينة العالمية في كلية اللغات والعلوم الإسلامية.

 

الرسالة والأهداف:

 

وقد وضع القائمون على هذا المشروع الرائد نصب أعينهم أهدافاً ساروا على تحقيقها منذ اللحظة الأولى لإنشاء الجامعة تمثلت في نشر العلم والمعرفة في شتى مجالات الحياة، وتسهيل سبل تلقي العلم بأحدث وأفضل وسائل التقنية, والحفاظ على القيم والمثل العليا عن طريق التعليم العالي والبحث العلمي. وتكوين بيئة علمية شاملة ومتكاملة في مجال التعليم والبحث , والإسهام في تطوير التعليم العالي بمختلف تخصصاته وفروعه, وتوفير برامج وفرص دراسية وخدمات مبتكرة ذات جودة عالية وشاملة ويجاد مخرجات ذات معرفة عالية وقدرات تقنية ومهارات تنافسية وإسهام اجتماعي.عقد الشراكات والاتفاقيات مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق التعاون والتكامل في شتى المجالات

 

مجلس الإدارة:

 

ويضم مجلس إدارة الجامعة عدداً من الكوادر والشخصيات العلمية البارزة, وعلى رأسهم الأمير الدكتور/ بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء الجامعة, وفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الباري بن عواض الثبيتي إمام المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة, وفضيلة الدكتور/ عبد المحسن بن عبد الله المحيسن عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عضو مجلس أمناء الجامعة, وفضيلة الدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ورئيس لجنة التعريف بالإسلام، ورئيس المستودع الخيري بالمدينة المنورة عضو مجلس أمناء الجامعة, ووالبرفيسور داتوك/ سيد عمر سيد محمد السقاف.سفير دولة ماليزيا لدى المملكة العربية السعودية.عضو مجلس أمناء الجامعة, وفضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد بن خليفة التميمي المدير التنفيذي لجامعة المدينة العالمية عضو مجلس أمناء الجامعة

 

النظام التعليمي

 

ونظرًا للتنوع الأكاديمي في التخصصات والبرامج الدراسية,  فقد طبقت الجامعة استراتيجية تدريسية تقوم على إتاحة الفرصة والخيارات للطلبة للدراسة بإحدى طريقتين: الأولى نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الإلكتروني) والتي تتم الدراسة من خلاله بشكل كامل عن طريق الإنترنت مع إجراء الاختبارات في احدى مراكز الجامعة تحت إشراف وكيل الجامعة, والطريقة الثانية من خلال نظام التعليم المباشر تتم في القاعات الجامعية الموجودة في المقر الرئيسي للجامعة بمدينة شاه علم الماليزية.

 

ويبلغ حاليا إجمالي عدد الطلاب المنتظمين فيها ما يزيد على (3000) طالب وطالبة ينحدرون من أكثر من 90 دولة حول العالم غالبيتها من دول العالم الإسلامي الفسيح، كما أن الجامعة تطرح برامجها الأكاديمية المتنوعة في أكثر من 80 برنامجاً دراسياً معتمداً لمراحل: الدبلوم – البكالوريوس – الماجستير – الدكتوراه – الدورات اللغوية القصيرة، في تخصصات: العلوم الإسلامية – اللغات – التربية – العلوم المالية والإدارية – الحاسب الآلي وتقنية المعلومات – الهندسة.

 

العلوم الإسلامية:

 

واستشعاراً من القائمين على الجامعة بدور العلوم الإسلامية وأهمية العناية الفائقة بها لكونها الركيزة للحضارة الإسلامية والمحور الأساسي لها, فقد تم إنشاء كلية العلوم الإسلامية بهدف إيجاد جيل من الأكاديميين المتخصصين في العلوم الإسلامية يحسنون فقه أمور دينهم، ويستطيعون فهم ما تعلموه وتطبيقه على واقعهم المعاصر من خلال وعي وإدراك عميق لكل ما تعلموه، مع السعي المستمر لنشر العلوم الإسلامية وغرس مفاهيمها في النفوس علماً وعملاً ودعوة بما يلبي احتياجات الأمة ويقوي صلتها بدينها وتمسكها بقيمه وآدابه وأخلاقياته، والقيام بدور فاعل في رفعة الأمة الإسلامية

 

وتعتبر كلية العلوم الإسلامي النواة الأولى لانطلاق هذه الجامعة، حيث كان لها شرف استقبال أول دفعة من الطلبة الذين التحقوا بهذه الجامعة في شهر فبراير من عام 2008م. والكلية بفضل من الله تقدم لطلبتها اليوم برامج دراسية في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جملة من التخصصات المتنوعة. وبتوفيق من الله تعالى حصلت الكلية على موافقة هيئة الاعتماد الماليزية على تلك البرامج

 

موقع الجامعة والخدمات الإلكترونية :

 

ولتحقيق ما تصبو إليه جامعة المدينة العالمية كجامعة عالمية متطورة ونامية , فقد حرصت الجامعة على الاستفادة من ثورة العصر الحديث في التنقية وتسخيرها لصالح التعلمي الجامعة خاصة مع استخدامها لنظام التعليم عن بعد القائم على التعليم الإلكتروني فقد أسست الجامعة بوابة ضخمة على الإنترنت تجعل من هذا الفضاء الواسع ساحة لها إذ لا يحول بين المتعلم وبين العلم أي عوائق جغرافية أو زمانية، فيتصفح ويتجول في ردهات الجامعة ويقوم بكافة احتياجاته، فيجد في هذا الموقع البرامج المتنوعة، والمواد المعدة مسبقاً وفق أفضل المواصفات الأكاديمية، وبأدوات ووسائل تحاكي جو التعلم ولكن بنكهة التقنية المتميزة حيث الفصول والخدمات الإلكترونية التي تعطي مفهوماً جديداً للحياة الدراسية والدورة التعليمية التي يعيشها الدارس مستفيدا من كل جديد ومفيد يكسبه الدربة اللازمة ويجعله يمارس لغة عصر التقنية بكل يسر وسهولة، ويمكن الوصول إلى موقع الجامعة بقسميه العربي والإنجليزي عبر الرابط: http://www.mediu.edu.my

 

كما يضم الموقع عدداً من المواقع الخدمية الفرعية التي تضم كنوزاً علمية هامة ومفيدة ومن ضمنها.
•    مكتبة المدينة الرقمية: http://raqamiya.mediu.edu.my
•    راديو الجامعة: http://iradio.mediu.edu.my/index.php
•       المكتبة الرقمية: http://dlib.mediu.edu.my/cgi-bin/koha/opac-main.pl
•       معهد تعليم اللغة العربية: http://iqra.mediu.edu.my/eBooks/index.htm
•       المواد التعليمية: http://repository.mediu.edu.my/materials.php
•       مجلة الجامعة: http://magazine.mediu.edu.my

 

وبعد أن نجحت جامعة المدينة العالمية خلال السنوات الماضية في بناء الجانب الأكاديمي التعليمي الذي تمثل في بناء كلياتها الست، وبرامجها التي وصلت إلى قرابة التسعين برنامجاً، تنوعت بين برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. تسعى الجامعة في السنوات القادمة إلى بناء الجانب البحثي بهدف الوصول بهذه الجامعة إلى مصاف الجامعات البحثية، حيث سيتم بناء هذا الجانب بالطريقة نفسها التي بني بها الجانب الأكاديمي من الاعتماد على أدوات التقنية وبيئة الإنترنت في سير العملية البحثية بكافة جوانبها والتواصل مع الباحثين من شتى بلدان العالم.