20 رمضان 1434

السؤال

السلام عليكم أنا عندي 31 سنة وأعاني من مشاكل كثيرة ومتنوعة، لا أدري من أين ابدأ!! أصبحت معزولاً وانطوائياً وبلا أصحاب منذ فترة كبيرة، وهذه المشكلة مؤلمة لي كثيراً.. وأشعر أن خبرتي في الحياة قليلة جدا لقلة الاحتكاك بالناس وهذه مشكلة أخرى. وأنا أعزب إلى الآن وأخشى الزواج وعدم القدرة على تحمل المسئولية.. ولدي إحساس أن شخصيتي لن ترضي أي فتاة. وكنت في الطفولة ومراحل بداية الشباب وفي المدرسة شخصية ضعيفة جداً وحساسة، وكنت أعاني من مضايقات زملائي ولا أستطيع أخذ حقوقي مع الشعور بالكبت والألم والغيظ. كنت أسمع من بعض زملائي كلمة- ولا أدري لماذا- (أنا هعقدك في عيشتك) وفعلاً أصبحت شخصية معقدة جداً. أنا أيضا خجول. بصراحة لا أعرف كيف أتخلص من تلك الآلام الماضية وكيف أحسن حاضري ومستقبلي.. ولكم جزيل الشكر.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

مرحبا بك أخي الكريم صاحب السؤال
يبدو أن مشكلتك أخي العزيز هي مشكلة قديمة ومتراكمة، ويبدو أنها بدأت معك منذ الصغر، كما يبدو أن مجموعة من المواقف والأحداث قد رسخت تلك المعاني عندك، وكان ينبغي أن يكون لوالديك اثر ايجابي في التخلص منها وكذلك المربون والمعلمون..
إن المشاعر السلبية التي تمر بأحدنا عبر المواقف السلبية التي تحدث له تقر في النفس وتتراكم شيئا فشيئا كما تكرر أمثالها، حتى تبدو ظاهرة على السلوك، فتبدو في صورة انطوائية ثم في شكل عدم ثقة ثم في شكل عدوانية في بعض الأحيان.
أعتقد أن لك قدرات متميزة في أشياء كثيرة وجوانب كثيرة لكنك لم تعرفها جيدا عن نفسك، كما أعتقد أنك بالقوة المناسبة التي تستطيع بها الدفاع عن نفسك جيدا عندما تخالط المجتمع فلا تضخم حجم الناس في مخيلتك، وأنصحك ههنا عدة نصائح لعلها تساعدك:
أولا: اكتشف نفسك أخي الكريم، اجلس مع نفسك وحدد قدراتك، وحدد مكامن تميزك، ستجد الكثير من ذلك، اعرفها عن نفسك ووجه نفسك تبعا لها.
ثانيا: سارع إلى الخطبة والزواج، وأزل الأفكار السلبية عنك، فالمرأة الصالحة إنما تريد رجلا صالحا صادقا مطيعا لربه قادرا على أداء حقوقها ورعايتها.
ثالثا: أنصحك أن تذهب إلى المسجد وتبحث عن صحبة المسجد فإنها صحبة صالحة نقية إنما تكون دوما في طاعة الله، فاختر منهم الأصدقاء.
رابعا: أنصحك بالمتابعة مع طبيب نفسي، وليكن هذا سرا لا تعرف به أحداً.
خامسا: أصل كل خير ومستمد كل قوة هو التعلق بالله سبحانه، وسؤاله ودعاؤه بكل خير، وكثرة ذكره سبحانه فهو المقوي بعد ضعف والمصلح بعد فساد والهادي بعد ضلال.
اسأل الله لك التوفيق والسداد.