استسلام "حزب الله"..واعترافات "نصرالله"
21 جمادى الثانية 1434
خالد مصطفى

ظل تنظيم "حزب الله" الشيعي,الذي يضع الشعب اللبناني بأكمله رهينة لطموحاته ونزواته وتحالفاته, ظل ينفي أن يكون متورطا في الحرب ضد المعارضة السورية إلى جانب نظام بشار الاسد الوحشي, وزعم انه فقط يدافع عن القرى اللبنانية الحدودية, وإن كان حتى هذا ليس من واجباته حيث توجد قوى أمنية وجيش لبناني يفترض أن يقوم بذلك أما أن حزب الله أصبح دولة داخل الدولة وجيشا داخل الجيش مستغلا الوضع المرتبك للقوى السياسية في البلاد وتشتتها وضعفها فهذا لا يعني إباحة الممارسات الهوجاء للحزب الذي ما زال يحتفظ بسلاح وعتاد يتفوق به على جيش البلاد بدعوى أنه يقاوم "إسرائيل" في حين أنه يدافع الآن عمن ترك أرضه لـ "إسرائيل"..

 

 

المهم أن نصرالله وبعد أن فضحته مقاطع الفيديو والصور التي نشرها رجال المعارضة السورية وأظهرت توغل حزبه في المعارك في سوريا وقتلهم للنساء والأطفال وجثث مقاتلي حزبه التي تتدفق على لبنان, اعترف بذلك ولكنه كالعادة أراد أن يضع الجريمة في إطار من التبريرات التي تدخل في خانة "عذر أقبح من ذنب"؛ فقد قال نصرالله, أن مقاتلي حزب الله يدافعون عن اللبنانيين في القصير بعد أن انسحب منها جيش بشار نظرا للضغط الشديد عليه, كما يدافعون عن منطقة "السيدة زينب" في العاصمة دمشق لما تملثه من "قداسة" عند الشيعة, على حد قوله...

 

هذه الاعترافات جاءت في وقت تصاعدت فيه خسائر حزب الله بقوة في سوريا وسقط عشرات القتلى والجرحى في المعارك مع المعارضة واعترف مسؤول سابق في الحزب أن 138 قتيلا على الأقل من الحزب قتلوا في سوريا وهو ما زاد من الامتعاض داخل الحزب وكثر الحديث عن خلافات داخل قيادة الحزب حول هذا الموضوع حتى أن مصادر مقربة من الحزب أكدت أن نصرالله قام بتغييرات في القيادات العسكرية بالحزب خوفا من حدوث انقلاب عليه بينما شن نصرالله هجوما شديدا على الأمين السابق للحزب صبحي الطفيلي الذي كشف عن جرائم الحزب في سوريا وفضح خسائره التي أثارت غضب الكثير من أعضاء الحزب...

 

نصرالله يعيش أزمة مضاعفة حيث يواجه معارضة شديدة من السنة في لبنان على جرائمه في حق إخوانهم في سوريا ما دفعهم للدعوة للقتال هناك ردا على موقف حزب الله, كما يواجه ضغطا نفسيا شديدا حيث يخشى من انهيار نظام الأسد وما سيمثله ذلك من ضربة قاصمة للحزب وللاتجاه الذي يمثله نصرالله داخله وهو ما قد يعرضه للسقوط شخصيًا وصعود قيادات للقمة أكثر اعتدالا...

 

الوضع اللبناني المشتعل الذي نتج عن رعونة نصرالله ورميه لعناصر حزب الله في أتون الصراع السوري لا يكاد يشغب بالب نصرالله على الإطلاق رغم ما يحمله من تداعيات وخيمة على بلاد تعيش من الأأصب حالة من الاحتقان الطائفي وخرجت فبل سنوات من حرب أهلية طائفية طاحنة..قد يظن نصرالله أن المفتاح اللبناني معه طالما كان السلاح بيده إلا أن المعطيات على الأرض تتحول بصورة حادة حيث بدأت دعوات التسليح تنتشر في الأوساط اللبنانية ليس فقط في صفوف السنة ولكن في صفوف كثير من  "المسيحيين" أيضا الذين يشعرون بالخوف من تداعيات الأزمة السورية على بلادهم ومصالحهم والتوازنات الطائفية التي تقوم عليها بلادهم..

 

منذ سنوات ونصرالله لم يطلق رصاصة واحدة على المحتل الصهيوني ولم يدخل معركة معه رغم أنه يستمد شرعيته من ذلك, والآن هو يدخل المعارك ضد السنة في سوريا كما دخلها من قبل ضدهم في لبنان عندما اجتاح بيروت الغربية وسيطر عليها متحديا حكومة السنيورة واكتفى الجيش اللبناني وقتها بالمشاهدة.. فهل سيبقى اللبنانيون حكومة وشعبا في حالة الصمت هذه حتى تدخل لبنان الحرب رسميًا ضد الشعب السوري بسلاح حزب الله؟!