الشيخ الهويمل : 92% من المشاكل الأسرية بسبب انعدام الحوار .. مشكلة زواج القاصرات أخذت أكبر من حجمها
23 جمادى الثانية 1434
محمد لافي

مركز الألفة الاجتماعي بمدينة الخبر هو أحد المراكز الأسرية المتخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية الوقائية والعلاجية للمشكلات الشبابية والأسرية، وإرشاد الشباب والأسر إلى الأساليب المثلى في التعامل مع المشكلات التي تواجههم, كما يتولى المركز التعامل مع العديد من قضايا إصلاح ذات البين المحالة من محاكم المنطقة الشرقية.

 

وقد كان "للمسلم" حوار مع الشيخ الدكتور محمد بن فهد الهويمل المشرف العام على المركز, للحديث عن الأهداف التي يضطلع بها المركز, وكيفية التعامل مع الحالات المحالة إليه من المحاكم, وكذلك للحديث عن موقع (العفاف) والذي يشرف عليه وهو موقع خيري يتولى التوفيق بين راغبي الزواج.

 

بداية, حدثنا عن مركز الألفة الاجتماعي وما يقوم به من جهود.
أنشى هذا المركز في عام 1427هـ بفكرة بسيطة لكنها بفضل الله عز وجل لقيت القبول لدى الكثير من الناس، وهذه الفكرة أتت لردّ بعض الناس إلى جادة الصواب ممن اغتّروا ببريق الكثير من القنوات الفضائية وابتزازها الملحوظ لأموال الناس في سبيل حل مشاكلهم الأسرية بطرق يعرفها الجميع. والمركز يهتم بحل المشاكل الأسرية لكافة شرائح المجتمع، كما يهتم بالتربية الأسرية عن طريق نصائح في تربية الأبناء، إضافة إلى الاستشارات النفسية باستقطاب الأطباء النفسيين المتمكنين والاستفادة منهم في حل المشاكل عن طريق الهاتف الجوال.

 

كم عدد القضايا التي تحال إلى المركز من قبل المحاكم وما نسبة القضايا التي ينجح المركز في حلها؟

في المركز لدينا استشارات يومية تربوية ونفسية وأسرية، وعندنا مستشارون ومستشارات وعددهم اثنا عشر مستشارا ،وهم مؤهلون ولديهم تخصصات مختلفة ، أما بشأن القضايا التي تحول إلينا فهي بمعدل قضيتين كل أسبوع ، ونسبة النجاح ما يقارب 75% .

 

وكيف يتم التعامل مع قضايا الصلح المحالة إليكم من قبل المحاكم ؟
يختلف أسلوب الصلح  بين الزوجين كل بحسب حالته, قد تكون المشكلة بسيطة لكن الزوجان لم يتحاورا فيما بينهما ولم يناقشا المشكلة, الكثير من المشاكل الزوجية تقع لأسباب بسيطة لا تذكر, لكن بشيء من الحوار والنقاش تزول هذه المشاكل, ولا عجب إن قلت أن 92 في المائة من المشاكل الأسرية بانعدام الحوار, حتى مفهوم الحوار الموجود عند الناس غير مكتمل , فيتحول الحوار إلى نقاش, النقاش يحفر الود بين الزوجين ويوصل إلى تشكيك , بينما النقاش, يكون هادءاً , فيه ذكر للجوانب الإيجابية والمشتركة بين الطرفين, والذي يؤدي بإذن الله إلى التفاهم والتوافق.
وماذا لو فشلت جهود الإصلاح ولم يتبق إلا الطلاق ؟
بالنسبة للطلاق فلا نلجأ إلى الطلاق إلا في أضيق الحالات, وإن كان لا بد من ذلك, فنحرص على أن تكون طلقة واحدة أو نترك الزوجة تعود للمنزل بدون أبناءها, وحينها يشعر الزوج بقيمة زوجته وتختفي المشاكل.

هناك توجه لاستصدرا قرار يلزم المتزوجين الجدد بأخذ دورات في الحياة الأسرية, هل ترى أن ذلك سوف يقلل من حالات الطلاق أو الخلافات الزوجية؟
بالتأكيد مثل هذا القرار مهم جدا لأن أكثر حالات الطلاق أحد أسبابها الكبرى الجهل بأسرار الحياة الأسرية وكيفية التعامل مع المشاكل التي تواجهها الأسرة ، فالدورات تخلق حالات وعي تقلل من النسب المرتفعة في الطلاق.

تعلمون فضيلتكم عن مشكلة زواج القاصرات والضجة التي أثيرت حولها, ما تقييمكم لحجم هذه المشكلة وهل أخذت أكثر من حقها ؟
باعتقادي أن المشكلة ليست بذلك الحجم الذي يثار ، والجهات الرسمية تقوم بدورها الايجابي في معالجة هذه القضية.

عد التوسع في توظيف المرأة وخاصة في الأسواق, هل أثر ذلك سلباً أم إيجاباً على استقرار الأسرة التي تعمل إحدى بناتها؟
لا شك أن هناك أسر تحتاج للعمل ، فقرار عمل المرأة في بعض الأعمال جاء كحل لمشكلة تعانيها بعض الأسر ، والملاحظ وجود بعض الآثار السلبية كعمل بعض النساء في أماكن مختلطة ، فمن الأفضل إعادة النظر في بعض الظوابط والشروط.

لعل من المعلوم أن تكنلوجيا الاتصال الحديثة, أتاحت للجنسين التعارف فيما بينهما على نحو غير مسبوق, وقد أسفرت بعض العلاقات عن حالات زواج فعلية, ما تقييمكم لهذه الظاهرة وهل نجمت عنها أسر مستقرة ؟
لاشك أن وسائل الاتصالات الحديثة لها آثار إيجابية وأخرى سلبية ، وهذا كله يعتمد على وعي المستخدم لها ومدى صدقه في التعاطي معها ، ونحن من خلال عملنا كمشرف في موقع العفاف لمسنا زواجات فعليه ، ولاحظنا استقرارا عند كثير ممن تم التوافق بينهم والزواج ، فالاستقرار بالدرجة الأولى يعتمد على المصداقية والوعي ما دامت الوسيلة مشروعة.
وهذا عنوان الموقع الذي نشرف عليه http://www.alafaf.net/

على ذكر موقع العفاف الذي تشرفون عليه, هل هناك تعاون أو تنسيق بين الموقع ومركز الألفة وكيف يتم التعامل مع طالبي الزواج ؟

المركز استفاد كثيراً من موقع العفاف, والموقع يعنى بالتوفيق بين المتزوجين والتوفيق بين الراغبين في الزواج يتم بسرية تامة، حيث تتقدم الفتاة أو الشاب الراغبان في الزواج بتسجيل بياناتهما عبر الموقع وبمتابعة من الإخوة مشرفي الموقع يتم الترتيب للتقريب بينهما وبطريقة رسمية يقوم الشاب بتصوير بطاقة الأحوال أو جواز سفره إذا كان من غير السعوديين ومن ثم إيصالها للمسئولين في المركز لضمان جدية الزواج.

هل صحيح ما يشاع أيضاً من أن مفسري الأحلام الوهميون كان لهم أثر سلبي في استقرار بعض البيوت ؟
نعم هناك أثر سلبي ، لكن حجم الأثر يحتاج إلى تأكد.

 

كثر الحديث عن مشاكل شبكات التواصل الاجتماعي وهدمها للبيوت, ما هو رأيكم في ما يقال عن ذلك؟

كما تعلمون أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ، و الوعي والتربية والقيم التي يحملها الجنسين ، هي التي تحدد نوعية الاستخدام وبالتالي نوعية الآثار، فكلما كانت نسبة الوعي والتربية أقل عمقا في نفسية المستخدم ستكون هناك آثار غير محمودة ، وهناك مشاكل فعلية حدثت نتيجة لذلك.

 

ظاهرتي انتحار الفتيات وهروبهن, الجديدة على المجتمع السعودي, ما هي أبرز أسبابها؟

أغلب المشاكل التي نعاني منها لها أسباب متداخلة ، بعضها يؤدي إلى بعض ، وتحتاج لمراكز أبحاث للوقوف عليها وتحديد أسبابها وبالتالي علاجها حتى لا تتوسع .
من وجهة نظري أن أهم الأسباب هو ضعف الوازع الديني ، والسبب الآخر الانفتاح الكبير الذي نلاحظة في وسائل التواصل الاجتماعي بدون وجود ضوابط تحد من الآثار السلبية المحتملة.
وهناك سبب مهم وهو عدم معرفة أولياء الأمور لحاجات أبنائهم النفسية وكيفية اشباع رغباتهم العاطفية ، هذا يؤدي إلى نتيجة سلبية وهي شعور الفتاة بالنقص العاطفي فيكون مبررا لملئ هذا الفراغ بعاطفة غير مشروعة.

 

جزاكم الله خيراً