من الحويجة إلى القصير..الحرب الشيعية إلى أين؟
16 جمادى الثانية 1434
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تعيش المنطقة في الفترة الأخيرة حالة من الغليان الطائفي بسبب رعونة عدد من المسؤولين والقيادات الشيعية الذين تصوروا أن الوقت قد حان لقطف ثمار مخططات التشيع والسيطرة وفرض النفوذ وسط حالة من الارتباك التي تمر بها عدد من البلدان العربية بعد تغيير أنظمتها ومرورها بفترة من انعدام الوزن نتيجة لعدم استقرار الأنظمة الجديدة وتدخل جهات إقليمية ودولية خوفا على مصالحها التي كانت الأنظمة السابقة ترعاها لها...

 

دائما ما نسمع تصريحات شيعية بشأن التآخي والوحدة مع أهل السنة إذا كانت الرياح ليست في صالحهم وعندما تنفضح بعض مخططاتهم ومؤامراتهم وعندما تتغير الأوضاع لا يفوتون فرصة لكي يفرضوا نفوذهم بالمذابح والقتل والتهجير وهو ما نراه الآن في العراق ضد المعتصمين في المحافظات والمدن السنية التي انتفضت ضد الاستبداد الطائفي لحكومة المالكي وقوانينها الجائرة التي تضع المواطنين السنة وراء القضبان بأدنى الشبهات وتعلقهم على المشانق بأدلة ملفقة ومحاكمات صورية وعندما تصاعدت الاحتجاجات واقتربت الثورة من الإطاحة بالنظام الطائفي العميل لطهران نفذ جيش المالكي جريمة بشعة راح ضحيتها المئات عندما اجتاح اعتصام الحويجة وأطلق النار على المتظاهرين السلميين بدم بارد وانفجر الغضب في محافظات العراق ودعا نشطاء لحمل السلاح للدفاع عن أرواح المواطنين كحق شرعي أصيل تكفله جكيع المواثيق الدولية وبدلا من الاعتذار وتقديم المسؤولين عن الجرينة للمحاكمة خرج المالكي ليهدد ويتوعد ويفرض حظر التجوال بالدبابات والطائرات بيزداد التوتر وتتصاعد موجة الهجمات على رجال الشرطة والجيش وتشتعل عدة مدن بنيران التفجيرات الغاضبة...

 

وغير بعيد عن العراق يدخل حزب الله الشيعي اللبناني الذي صدّع رؤوسنا بمقاومة الاحتلال الصهيوني, يدخل معركة ضد الشعب السوري لحفاظ على نظام بشار الأسد وتشهد بلدة القصير معارك طاحنة بين قوات المعارضة وعناصر حزب الله ...وأدى هذا الاستفزاز إلى دعوة علماء ودعاة من أهل السنة في لبنان للمواطنين اللبنانيين لينفروا دفاعا عن إخوانهم من أهل السنة في سوريا وهو ما ينذر بنقل المعارك الطائفية إلى لبنان التي تعيش على صفيح ساخن من الخلافات الطائفية والسياسية منذ انتهاء الحرب الأهلية على إثر اتفاق الطائف..

 

اللاعب الإيراني غير بعيد عن المشهدين بل عن مشاهد عديدة في المنطقة في البحرين واليمن ومحاولات في دول أخرى يريد منها أن تسير في الركب النكد...إن ما يحدث في المنطقة يؤكد صحة المخاوف التي تنتاب دول عربية عديدة من التشيع والتحذير منه لأنه أصبح قنبلة موقوتة لتحقيق أهداف فارسية توسعية تشتبك مع مصالح غربية لاتريد الاستقرار للإسلام السني الذي يضع الغرب في الخانة الصحيحة دون مزايدات إعلامية وحروب وهمية بينما الصفقات تعقد في السر ..الإسلام السني هو الخطر الأكبر على "إسرائيل" الغاصبة للأراضي العربية وهو ما يبرر الصبر الأمريكي الصهيوني على تهديدات إيران النووية؛ فإيران القوية أكبر مهدد لأمن السنة وأكبر داعم لأمن "إسرائيل" وأمريكا في الواقع وليس في أجهزة الإعلام بالطبع..

 

 

طالما حذر الكثيرون من خطر الشيعة إلا أن عددا من المنتسبين للدعوة من أهل السنة كانوا يعتمدون على تصريحاتهم الإعلامية التي تدعو للسلام والوحدة غافلين عن حقيقة عقيدتهم التي تدعو لكراهية أهل السنة وموالاة أعدائهم حتى بدأت المعارك تشتعل وتتضح حقيقة المؤامرة ومع ذلك ما زلنا نسمع عن أن الخطر الشيعي مجرد أوهام ومبالغات فهل سينتظرون حتى تتحول كل العواصم العربية إلى الحويجة والقصير؟!