تفاهة الجعفري أم الأمم المتحدة؟!
15 جمادى الثانية 1434
منذر الأسعد

يُفْتَرَضُ في مندوب عصابات بشار الأسد لدى الأمم المتحدة البوق: بشار الجعفري، يفترض فيه –لو كان رجلاً-أن يشكر الثوار السوريين، لأنه لولا ثورتهم لما عرفه أحدٌ في العالم، إذ أتيح له عرض "مواهبه" في الكذب والبذاءة من خلال بث مباشر تتولاه مختلف الفضائيات في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.

 

غير أن من يمحص الأمور ويبحث ما بين السطور، يدرك أن شهرة الجعفري القبيحة إنما هي ثمرة لوضاعة منظمة الأمم المتحدة، التي تتيح لكذاب رخيص مثله أن يمارس دجله المفضوح على مرأى ومسمع البشرية، وفي محفل ينبغي له –بحسب المزاعم- أن يكون منبراً للشعوب المغلوبة المستضعَفة، فكيف والجعفري الكذوب مندوب لنظام طاغية لم تعرف الإنسانية مثيلاً له في وحشيته ودمويته ضد شعبه الأعزل؟

 

فقبل أيام قلائل، جعجع الجعفري أمام مجلس الأمن الدولي، وكان هراؤه منقولاً على الهواء إلى أنحاء الأرض، فأطلق لخياله المريض عنانه، فكذب كعادته كذباً كمسيلمة، فادعى أن قناة العربية "السعودية"-هكذا أصر على وصفها لغاية خبيثة في نفسه- أجرت حواراً مع "أحد قادة الجماعات الإرهابية المسلحة" في سوريا، وأن القائد المذكور توعد بأخذ الجزية من الأقليات الدينية في سوريا مستقبلاً، وإلا فسوف يقطع رؤوسهم بالسيف!!

 

الكذاب المحترف أراد استغلال المكان والظروف لنشر سموم عصابات الأسد على الناس كافة، ففضحه الله تعالى على رؤوس الأشهاد، ورد كيده في نحره!! فسرعان ما نشرت مواقع الناشطين السوريين دجل الجعفري المشار إليه، متبوعاً بالجزء الذي زَوّره من حوار قناة العربية مع المجاهد عبد القادر صالح –قائد لواء التوحيد في حلب-، لتقيم الحجة القاطعة على دناءة نيرون الشام وأعوانه الفجرة من أمثال البوق الجعفري، وعلى استخفافهم بالأمم المتحدة الخسيسة المتواطئة مع جرائمهم الرهيبة.

 

ثم عمدت العربية نفسها إلى فعل الشيء نفسه لهتك الستر عن أراجيف الجعفري، فأوردت كذبه ثم المقطع الذي عمد إلى تزييفه من لقائها مع عبد القادر صالح، في حلقة من برنامج (نقطة نظام) الذي يعده ويقدمه حسن معوض. وكان كلام المجاهد صالح ما نصه بالحرف: (أصبحتُ أتمنى أن أكون من الأقليات لكثرة ما يتم ذكرها، إننا متأكدون أن الأقليات ستعيش حياة طيبة أكثر بكثير من الحياة التي عاشتها تحت الحكم الحالي)وأضاف قائد لواء التوحيد: (إننا نحترم حقوقهم، وإلى الآن لم يظهر ولن يظهر أي تصرُّف يُهين الأقليات أو يهضم حق أي منهم).

 

وقال الإعلامي السوري محمد منصور في معرض تعريته للجعفري الكذاب: .... وليس غريباً على السيد بشار الجعفري أن يعمد إلى مثل هذا الكذب.. فهو يطال حتى انتماءاته وأصوله، فبشار الجعفري الذي يقول إنه من مواليد دمشق عام 1956، تؤكد مصادر متابعة أن أصول جده الأول تعود إلى مدينة أصفهان في إيران، وأنه تعلم اللغة الفارسية في إيران وتزوج من فارسية..

 

واستعادت مواقع الثورة السورية على النت وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي مسلك الجعفري الحاقد على الشعب السوري، وسيرته في الأمم المتحدة التي تحفل بمحطات فضائحية متكررة للكذب الرخيص المفضوح بالرغم من إدراكه أن وسائل الإعلام ستجعل كلامه تحت طائلة البحث والتنقيب والتمحيص. ومن ذلك استشهاده بشعر لنزار قباني الذي نفاه النظام الأسدي حتى موته، وكذلك أكذوبة الجعفري بتحريفه كلام المذيع السوري فيصل القاسم ببرنامج الاتجاه المعاكس، وكل ذلك فوق منبر الأمم المتحدة، التي تحولت من حائط مبكى للضحك على الشعوب المغلوبة على أمرها، فأصبحت أداة رسمية لمحاباة الطغاة الخونة ما داموا عملاء للغرب المسيطر على المنظمة البائسة الفاشلة.

 

النقطة الوحيدة المثيرة للاهتمام مسارعة موقع توب نيوز للشبيح اللبناني الرافضي الصفوي ناصر قنديل، إلى شن حملة ضارية على الجعفري تتهمه بالخيانة وخدمة "أعداء سوريا" حتى من غير قصد!! وسوريا في كلام الشبيحة لا تعني سوى عصبة آل الأسد العميلة المزدوجة لطهران وتل أبيب معاً!!

 

فهل هي مقدمة لتصفية الجعفري معنوياً -وربما جسدياً كالبوطي- بعد أن استنفد أغراضه، أم هي تعبير عن صراع الأذيال والأجنحة في إسطبل الأسد؟