التدخل الأمريكي في سوريا يمر عبر الأردن
8 جمادى الثانية 1434
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

لقد أعلن الأردن يوم الخميس موقفه "الثابت" الرافض لأي تدخل عسكري في سوريا والمؤيد لحل سياسي للأزمة بعد ساعات فقط من إعلان واشنطن تعزيز وجودها العسكري في المملكة الأردنية وإرسال مخططين عسكريين إلى الأردن.

ولا يأتي هذا الرفض بطبيعة الحال استجابة لتهديدات الرئيس السوري بشار الأسد بامتداد الحرب إلى الأردن، ولكنه يأتي في محاولة لنفي التهمة الملتصقة دائما بالنظام الأردني فيما يخص عمالته للغرب، خاصة لما يعلمه الجميع من دور المؤسسات العسكرية الأردنية في تدريب جنود الأمن التابعين للرئيس الفلسطيني محمود عباس الموالي "لإسرائيل" والذين يقومون بدور جنود تحت الطلب لخدمة عصابة الجنرال الأمريكي كيث دايتون، في قمع أي تحرك وطني فلسطيني.

ويوم الأربعاء أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل إن الولايات المتحدة سترسل مخططين عسكريين إلى الأردن، لكنه أشار إلى "شكوك عميقة" في إمكان قيام الولايات المتحدة بتدخل عسكري مباشر في "الحرب الأهلية في سوريا".

وذكر هاجل أن القوات الأمريكية ستعمل على تدريب الجيش الأردني، مشيرا إلى احتمال التدخل لضمان أمن مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وقال هاجل في جلسة لمجلس الشيوخ إن الولايات المتحدة عليها التزام بدراسة عواقب أي تحرك عسكري أمريكي في سوريا وأن تكون صادقة في الالتزامات المحتملة على الأجل الطويل. وأضاف: "ينبغي أن تكون على يقين تام قبل أن تدخل في شيء. لأنك إذا ما دخلت في شيء لن يكون هناك مجال للتراجع سواء أكان منطقة طيران محظور أم منطقة آمنة ... أيا كانت".

وأكد هاجل أن البنتاجون سيرسل وحدة من مقر قيادة الجيش الأمريكي إلى الأردن لتعزيز الجهود التي بدأت العام الماضي للتخطيط لحالات الطوارئ المتصلة بالأسلحة الكيماوية في سوريا ولمنع امتداد العنف عبر الحدود إلى الأردن.

وقال مسؤول أمريكي إن العدد الإجمالي للمخططين الأمريكيين في الأردن سيبقي حوالي 200 لأن الفريق الموجود حاليا سيتم سحب معظمه.

لكن الرسالة ترجمت في عمان بشكل مختلف؛ فلقد قال وزير الدولة الأردني للإعلام محمد المومني إن الولايات المتحدة سترسل 200 جندي الى الأردن في الأسابيع القادمة لتعزيز دفاعاته مع تصاعد العنف في سوريا، موضحا أن القوات "ستصل خلال الأسابيع القليلة القادمة... لزيادة مستوى الاستعداد والقدرات الدفاعية للمملكة في ضوء التدهور المستمر في الوضع السوري".

وأضاف الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية: "موقف المملكة مما يجري في سوريا لم يتغير وهو ثابت ضد أي تدخل عسكري ويدعو لحل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والدم هناك".

كما اعتبر أن "إرسال أفراد من الجيش الأميركي إلى الأردن هو ضمن التعاون المشترك المعتاد بين القوات المسلحة الأردنية والجيش الأميركي"، مشيرا إلى أن "الاتصالات جارية لإرسال 200 جندي أميركي ضمن هذا التعاون والتنسيق المستمر".

وتأثر الأدرن بشكل كبير بالحرب في سوريا. وهناك عشرات الآلاف من اللاجئين على الحدود الأردنية، وضعتهم السلطات في معسكرات، ويعيشون أسوأ الظروف المعيشية.

ولم يعلق المومني على تحذيرات الرئيس السوري بشار الأسد من امتداد الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من سنتين إلى الأردن، مشيرا إلى "تدارس الموقف لأن لذلك تداعيات سياسية وأمنية".