أنت هنا

زلة النصرة وخبث الحلف الحقود!!
6 جمادى الثانية 1434
موقع المسلم

من مضحكات "المجتمع الدولي" ومبكياته، أنه فور سماعه مبايعة مسؤول جبهة النصرة لأيمن الظواهري، تنفس الصعداء وبادر إلى دراسة إنزال عقوبات أممية ضد الجبهة.وأخذ الغرب الكذاب المنافق يبرر تواطؤه مع نيرون الشام ضد الشعب السوري بأثر رجعي، الأمر الذي أثار لدى السوريين حاسة السخرية السوداء، فكتبوا:لماذا فعلتِ بنا هذا يا جبهة النصرة؟ ألم تتسببي بتوقف حظر الطيران الذي كان العالم قد فرضه على غربان بشار؟ ألم يمنع طيشكِ صفقات السلاح النوعي عن الجيش الحر؟ ألم يجمد تصرفك المتهور أساطيل السفن الكبيرة والطائرات العملاقة التي كانت تحمل من الإغاثة ما يكفي الملايين السبعة المشردين في داخل سوريا وفي المنافي الاضطرارية؟!!

 

غير أن ذكاء السوريين لم يجعل استهزاءهم بالنفاق الغربي حائلاً يمنعهم من توجيه انتقاد مرير للخطوة التي أقدم عليها مسؤول جبهة النصرة، احتجاجاً على مضمونها وعلى توقيتها في الوقت نفسه.فالقوى الإسلامية –السياسية والعسكرية على حد سواء-رفضت أن تكون سوريا في يد غير السوريين، وجماهير المتظاهرين رفعوا لافتات تعترض بشدة على موقف الجبهة.

 

فهنالك تحفظات جوهرية شرعية ووطنية محلية على تنظيم القاعدة جملة وتفصيلاً، بالإضافة إلى أن التوقيت كذلك أسدى خدمة مجانية إلى نيرون الشام وسادته المجوس الجدد وحُماتِه الروس الحاقدين والغرب الصليبي كله والعدو الصهيوني، فهؤلاء جميعاً يعنيهم دمغ الثورة السورية كلها بأنها من صناعة القاعدة!!وكان حلف الكراهية المذكور في موقع شديد السوء بعد استخدام صبيهم المعتوه أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري الأعزل.

 

والغريب في تصرف النصرة أنها لم تمارس في سوريا شيئاً من الأساليب النمطية لتنظيم القاعدة، من غلظة منفرة ودموية فظيعة في حق الآخرين، فما الفائدة التي تجنيها الجبهة من انتحار سياسي مجاني كهذا الذي أقدمت عليه؟وكيف تفرط في سمعة ممتازة حصلت عليها لدى السوريين، فتبعثرها لإرضاء نزوة شخص أو هوى جماعة؟ألا ينطبق عليهم قول الحق عز وجل: وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ  سورة النحل/الآية92.

 

أما الغرب الذي ابتهج بـ"هدية" جبهة النصرة غير المتوقعة، فإنه لن يهنأ بها كثيراً، فهو يتعامى عن جرائم طاغية الشام وعن مشاركة دول في مذابحه للسوريين، ابتداء من إيران وحرسها الثوري إلى عميلهم المالكي وفرق الموت الطائفية وانتهاء بحزب الضاحية الذي يحتل أراضي سورية في ريف حمص، ويسهم أزلامه في عمليات الإبادة الجماعية في أنحاء سوريا، فما الذي فعله الغرب الكذاب لكبح هؤلاء جميعاً؟

 

أليست أوربا التي تضع حماس على قوائم الإرهاب ترفض حتى اليوم إدراج عصابة نصر الله في تلك القوائم، بالرغم من فضائحه الأخيرة حيث انكشفت مخططاته الدموية في أكثر من دولة أوربية؟
أليست أمريكا بعد كل جرائم بشار تصر على بقاء سفرائه لديها ولدى المنظمات الدولية، ثم تناقش احتمال تزويد الجيش الحر بمعدات غير قاتلة!!

 

نحن نجزم بأن المتاجرة بقضية القاعدة لن تحقق لحلف الحقد ما يصبو إليه، فها هو الناشط السوري عمر إدلبي-العلماني الذي لا يمكن وصفه بالتطرف الإسلامي-يقول بصراحة:إن التضخيم والتركيز الإعلامي على دور جبهة النصرة في الثورة السورية ليس أمراً عرضياً بالمطلق،  ولا هو فقط من مخلفات العقلية الاستشراقية النمطية والخوف من كل ما هو إسلامي،  إنها لعبة قذرة بامتياز،  تستهدف التصويب القاتل على الثورة ونتائجها المستقبلية.
وفي كل الاحوال: الثورة مستمرة ومنتصرة ... استمرت قبل جبهة النصرة،  وستستمر بها

 

ومن دونها،  رغماً عن أنف من يحاول اعتراض تحقيقها أهدافها،  طال الزمن أو قصر ..
فما دامت المؤامرة الصليبية مفضوحة حتى للعلمانيين فأي أمل يعقده عليها أوباما منفذ تعليمات تل أبيب؟

 

كما لا يمكن التشكيك في الإعلامي السوري فيصل القاسم الذي كتب يقول بجرأة وموضوعية:
(لماذا هذا التركيز على "الجهاديين" من "السنة" في سوريا،  وتجاهل ألوف "المجاهدين الشيعة" القادمين من العراق وإيران ولبنان لمساعدة النظام؟ هل المجاهدون السنة إرهابيون،  والشيعة حضاريون؟)!!
ولن تعثر الصليبية واليهودية والصفوية على أنطون لحد أو سعد حداد في صفوف الثوار السوريين، لكي يصبح كلب حراسة بديلاً لعميلهم بشار في مهمته الخيانية:حراسة الاحتلال الصهيوني للجولان الأسير!!

 

أجل!!لقد سقطت الأقنعة وأصبح اللعب على المكشوف، وسوف تنتصر الثورة السورية الأصيلة بإذن الله قريباً، شاء أعداء الله أم أبوا، حتى لو استعانوا بغباء القاعدة وتقاعس كثير من البلدان الإسلامية النائمة في العسل مع أن الثور الصفوي يهدد-علانيةً- وجودها وليس استقرارها،  وحتى لو  زاد عميلهم من معدلات استخدامه لأسلحة الدمار الشامل!!