25 رجب 1434

السؤال

أتمنى أن يفيدني أحد ماذا أفعل؟! أحببت شخصاً عن طريق النت وكنا نتحدث محادثات مرئية كل يوم تقريبا ثم لم يحدث نصيب أن نكمل مع بعض فأصبح يهددني أنه التقط لي صوراً ونحن نتحدث عن طريق الكاميرا وأنه سيضع هذه الصور على النت ويفضحني!! هذه الصور ليست سيئة، فقط هي مرة واحده التي كلمته وأنا يظهر شعري غير ذلك كنت بالحجاب.. لكنه يقول لي إنه سوف يغير في الصور عن طريق برنامج الفوتوشوب! وأنا لا أعرف ماذا أفعل. أرجوكم انصحوني.. وشكراً.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

رسالتك تصيب بالأسى أيتها السائلة، فكم حذرنا من ذلك وكم نصحنا ونصح الناصحون أن تبتعد بناتنا عن محادثات الإنترنت، لكنهن يستدرجن بالكلام المعسول وبالرغبة في استكشاف عالم جديد عليهن، لا ينتبهن أن البريق الذي يرونه يقبع خلفه ثعبان أرقط وسم زعاف.
مشكلتك مكرورة أيتها الأخت، وكم سقطت فتيات في نفس تلك "المصيدة" الخبيثة، مصيدة نسج حبالها شباب لا يتقون الله، ولا يقفون عند حدوده، غرهم اختفاؤهم خلف لوحة المفاتيح وبأن أحداً لن يعرفهم، ونسوا أن الله سبحانه يراهم ويعرف حالهم.
الخطأ ههنا يا ابنتي هو خطؤك بالأصالة، ويجب أن أصارحك بذلك بلا مواربة، فكيف سمحت لنفسك بإنشاء تلك العلاقة، التي استمرت فترات كنت كل يوم تتحدثين مع إنسان غريب لا تعرفينه ولا يربط بينكما رابط يرضاه الله؟! ثم زين لك الشيطان أن تخلعي حجابك أمامه!!
أما علمت أن الشاب الذي يرتضي لفتاة أن تحادثه بغير معرفة وليها، وأن تخلع حجابها أمامه لا يمكن أن يفكر في الارتباط بها أبداً؟!... أما علمت أن لحظاتكما معاً عبر الانترنت كانت فيما حرم الله؟!
عموماً، لقد مرت بك تلك التجربة، وأرجو أن تكوني قد تعلمت منها دروساً واضحة، وههنا أنصحك بعدة أمور:
أولها: أن تستغفري الله من ذنبك، بتوبة نصوح مخلصه لله عز وجل، وعزم على عدم العودة إلى ذلك ابداً.
وثانيها: أن تقطعي علاقتك بهذا الشخص قطعاً تاماً لا مرد فيه ولا تبالي بشيء من تهديده.
ثالثا: أن تتوكلي على الله ربك وان تسأليه أن يحفظك منه ومن أمثاله وأن يمرر عليك هذا الموقف الشائن وأن يسترك في الدنيا والآخرة.
لست أدري من يعرف بمشكلتك هذه من أهلك أو من معارفك بحيث يمكنك الاستعانة به في ذلك.
وفقك الله لتوبة نصوح وسترك في الدنيا والآخرة.