الجارديان "إرهابية"
26 جمادى الأول 1434
منذر الأسعد

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً ميدانياً  لمراسلها الذي زار شمال سوريا ومنه مدينة حلب الشهيرة، أوجز فيه خلاصة تحقيقه المهني في عن أكثر من 110 جثث لمواطنين سوريين على ضفة نهر قويق، أوضح أن كل الضحايا جاؤوا من الأحياء الشرقية في مدينة حلب التي يسيطر عليها المقاتلون، وكلهم من العاملين او في سن العمل، فيما اختفى الكثيرون منهم على نقاط التفتيش التي يسيطر عليها النظام.

 

والتقى المراسل  بأحد عشر شخصاً من أقارب الضحايا، اتهموا النظام بالمسؤولية عن مقتل ذويهم، مبرئين جبهة النصرة من تلك الجريمة، حيث يقول محمود الدروبي إن والده كان يعمل في البنك الوطني وكان يقيم مع واحدة من زوجاته الثلاث في حي الأشرفية في غرب حلب، وذهب للعمل فلم يعد، وأضاف: "كان يعمل في منطقة غير محررة، لقد قتله النظام".

 

من جانبه، أقسم الشيخ العارورة على الانتقام لدم ابن عمه محمد حمندوش الذي كان في طريقه لزيارة طبيب الاسنان في حي الجميلية، واعتقله الجيش لشكه أنه من الجيش الحر، وعندما ذهبوا لزيارته، أخبرتهم السلطات أنه سينضم للجيش الآن، وبعد أيام ظهرت جثته على سطح الماء.

 

فيما يقول أبو لطفي إن قوات الأسد تتبعت أثر قريبه محمد واعظ، واعتقلوه على الحاجز، ثم وعدوهم بإطلاق سراحه بعد عشرة أيام، لكنهم عثروا على جثته مقيداً اليدين والرجلين وأطلق الرصاص على رأسه.

 

أما عمرو علي من دارة عزة فأعرب عن رغبته في الانتقام لمقتل اثنين من أبناء عمه، خرجا ولم يعودا قبل خمسة أيام من المذبحة، وكانا المعيلين لعائلتيهما، ووجدا جثتيهما مع الضحايا، مشيراً إلى أن أمهما تسأل إن كان بإمكانها الانضمام للجيش الحر كي تأخذ بثأرهما، كما أنه لم يبق للعائلة سوى ابنتين وكلهم يريدون الانضمام إلى الثوار.

 

وكان التلفاز الرسمي التابع للنظام قد اتهم ما وصفه بـ"جماعات إرهابية محترفة" بتنفيذ المجزرة، حيث عرض اعترافات من قال إنه عضو في جبهة النصرة التي تعتبر من الجماعات المقاتلة البارزة في الانتفاضة خاصة شمال البلاد، وقد سخر كل الذين قابلهم مراسل الصحيفة من مزاعم النظام.

 

وأوضح التحقيق أن مقاتلي جبهة النصرة يسهل التعرف عليهم في شوارع حلب، ويقدمون المساعدات للسكان مثل الغذاء والدواء، ونقل عن عامل في المستشفى قوله إنه "لا يحبهم" لأنهم لا يفكرون مثله ولكنهم يعاملون الناس باحترام ويجب أن "تتعامى حتى تعرف من ارتكب المجزرة".

 

ويقول مواطن آخر إن جبهة النصرة لا يمكنها أن تفعل هذا "لا مسلم يقدم على عمل كهذا إلا النظام، كما يرى الشيخ العارورة أن "جبهة النصرة أشرف وأحسن من بشار الأسد وعصابته، ولا يمكنهم ارتكاب فعل كهذا، لقد كانت جبهة النصرة هي التي قدمت الطعام والمأوى والملابس، فلماذا يعطونهم هذه الأشياء ثم يقتلونهم"!!

 

وأنا أبشركم بأنه سوف يتم إدراج جريدة الجارديان في قائمة الإرهاب الأمريكية لأنها أتت بشاهد من الميدان يدحض أكاذيب البيت الأبيض عن جبهة النصرة.