1 رمضان 1434

السؤال

كيف التخلص من وهن النفس؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائل الكريم، لقد سألت عن مسألة يطول فيها الحديث، وتكثر فيها الشجون، ولا يكفيها ما هو متاح لهذه النافذة من مساحة، ووددت لو أوضحت مجالاً محدداً في سؤالك، فكأنك قد شخصت حالتك بأنها وهن للنفس، وكان ينبغي عليك أن تراسلنا بأعراض ما تشكو منه، وتوصيف ما يحدث لك، إذ على اعتباره نستطيع الرد عليك بما يناسب، لكن أما وأنك قد راسلتنا بهذا المختصر فدعني أجيبك بالأسس الهامة التي قد تنفعك إن شاء الله:
أولاً: تعلق المرء بالله يقوي نفسه، وأن يعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لا يستطيعون وكذلك في الضرر، إلا بأمره سبحانه، كما ورد في نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس قائلا له: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي.
فمن أدرك عظمة من يلتجئ إليه ويحتمي بحماه قويت نفسه وفارقت الوهن.
ثانياً: كثرة ذكر الله سبحانه تقوي النفس وتباعد الوهن، فيقول سبحانه: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: من الآية45]، فذكر الله أكبر من كل مكروه وسوء، وهو أكبر مكانا من كل شيء، وقد كان العلماء ينصحون بقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنها تقوي القلب والبدن.
ثالثاً: اقترب من أهل الخير والصلاح، وابحث عن صداقة مخلصة تقية مؤمنة، تلتقي معه في طاعة الله ورضوانه.
رابعاً: اشتغل بإنجاز ما تستطيع إنجازه، ولا تترك نفسك بلا شغل ولا عمل، فالنفس إن لم تشغلها بالصالح شغلتك بالباطل.
خامساً: اجعل لنفسك طموحاً نحو أعمال خير، واسْعَ إلى عملها ابتداء من الفور، ولتكن من نوعية الأعمال التي تدخل السرور على الناس.
سادساً: ادع ربك ليلاً ونهاراً أن يقوي نفسك ويسدد خطواتك، ويشرح صدرك فهو سميع مجيب سبحانه.
سابعاً: إذا كانت لديك مشكلة فابدأ بمواجهتها، واستعن بأهل الصلاح والخبرة في مواجهتها واعرضها عليهم لعلهم يعينونك فيها، وإياك من تأجيلها، فإن حُلَّت فاحمد الله وابدأ مع نفسك عهداً جديداً.
وأخيراً، أنتظر منك متابعتنا بشرح أكثر تفصيلا لمشكلتك لعل الله ييسر لنا معونتك.