أنت هنا

استعمال مياه المجاري بعد تنقيتها في الوضوء
17 جمادى الأول 1434
هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية

الحمد لله وحده ، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده ، محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد:
ففي الدورة الثالثة عشرة لهيئة كبار العلماء المنعقدة في النصف الآخر من شهر شوال 1398 هـ بمدينة الطائف ، وبناء على رغبة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في إحالة موضوع الاستفتاء الوارد إلى الرابطة من رئيس تحرير جريدة (مسلم نيوز) الصادرة بـ ( كيب تون ) إلى هيئة كبار العلماء؛ لإعداد بحث في الموضوع ، وتقرير ما تراه الهيئة نحوه ، والمتضمن الإفادة بأن المسلمين في تلك الجهة يواجهون مشكلة كبيرة ، بسبب ما أقدم عليه مجلس مشروع التحقيقات العالمية والصناعية الذي يعمل على إنتاج ماء للشرب النقي من مياه المجاري ، وأنهم يسألون عن حكم استعمال هذه المياه بعد تنقيتها للوضوء .
بناء على ذلك ، فقد اطلع المجلس على البحث المعد في ذلك ، من قبل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، كما اطلع المجلس على خطاب معالي وزير الزراعة والمياه رقم 1299 / 1 وتاريخ 30 / 1398 / 5 هـ ، وبعد البحث والمداولة والمناقشة قرر المجلس ما يلي:
بناء على ما ذكره أهل العلم من أن الماء الكثير المتغير بنجاسة يطهر إذا زال تغيره بنفسه ، أو بإضافة ماء طهور إليه ، أو زال تغيره بطول مكث ، أو تأثير الشمس ومرور الرياح عليه ، أو نحو ذلك؛ لزوال الحكم بزواله علته .
وحيث إن المياه المتنجسة يمكن التخلص من نجاستها بعدة وسائل ، وحيث إن تنقيتها وتخليصها مما طرأ عليها من النجاسات بواسطة الطرق الفنية الحديثة لإعمال التنقية يعتبر من أحسن وسائل الترشيح والتطهير ، حيث يبذل الكثير من الأسباب المادية لتخليص هذه المياه من النجاسات ، كما يشهد بذلك ويقرره الخبراء المختصون بذلك ، ممن لا يتطرق الشك إليهم في عملهم وخبرتهم وتجاربهم .
لذلك فإن المجلس يرى طهارتها بعد تنقيتها التنقية الكاملة ، بحيث تعود إلى خلقتها الأولى ، لا يرى فيها تغير بنجاسة في طعم ولا لون ولا ريح ، ويجوز استعمالها في إزالة الأحداث والأخباث ، وتحصل الطهارة بها منها ، كما يجوز شربها ، إلا إذا كانت هناك أضرار صحية تنشأ عن استعمالها ، فيمتنع ذلك؛ محافظة على النفس وتفاديا للضرر لا لنجاستها .
والمجلس إذ يقرر ذلك ، يستحسن الاستغناء عنها في استعمالها للشرب متى وجد إلى ذلك سبيل؛ احتياطا للصحة ، واتقاء للضرر ، وتنزها عما تستقذره النفوس ، وتنفر منه الطباع .
والله الموفق ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---------
(*) مجلة البحوث الإسلامية العدد التاسع والأربعون من رجب إلى شوال لسنة 1417هـ