هدية إلى مكافحة المخدرات السعودية
25 ربيع الثاني 1434
منذر الأسعد

من منا لا يتمنى أن يكون أبناؤه متفوقين في التحصيل العلمي ومبدعين في حياتهم العملية؟

الجميع يتمنون ذلك بل يسعون إليه ويحرصون عليه بقدر طاقتهم، وإن اختلفت وسائلهم أو طرائقهم في محاولة بلوغ هذه الغاية النبيلة.

 

قناة العربية بزعامة عبد الرحمن الراشد عثرت على حل سحري يسعها تسجيله كـ"براءة ابتكار"!!
ومن شك في ذلك فليرجع إلى برنامج مترجم لم تجد القناة "خيراً" منه لفترة ما قبل الفجر، في سَحَر يوم الثلاثاء 27/1/1434 الموافق 11/12/2012 م، وهو برنامج تستحيي من بثه أي قناة محترمة، لأنه دعاية فجة ومبالغ فيها لشركة آبل الأمريكية الشهيرة، ومؤسسها الهالك ستيف جونز. وليت الكارثة وقفت عند خيانة أبجديات المهنة وشرف الكلمة، فتلك باتت سمة راسخة وسلوكاً نمطياً شبه يومي في مسيرة القناة. فلا يجوز مهنياً عرض الدعاية كمادة إعلامية لأن في ذلك تضليلاً رخيصاً للمتلقي.

 

خلاصة ما يدسه البرنامج الخبيث والإجرامي في عقول الناشئة، أن اعتناق البوذية والإسراف في التهام المخدرات الفتاكة، هما شرطا النجاح والإبداع.

 

كل ما ألح عليه أن يشاهد المسؤولون في المملكة العربية السعودية، وبخاصة في جهاز مكافحة المخدرات الذي يحقق للسعوديين دائماَ الافتخار بإنجازاته المبهرة، أتمنى بإلحاح أن يشاهدوا تسجيلاً للبرنامج المشار إليه، للتأكد من خطورته وانعدام الضمير لدى الذين قرروا الترويج بصورة شبه مباشرة لأشد المنكرات غلظة من خلال كلام دعائي سخيف، لكنه قد ينطلي على الشباب الغافلين، وهم الشريحة المستهدفة منه بحسب ما أرجح.

 

إن البرنامج المذكور جريمة مكتملة الأركان، ونحن جميعاً نعلم علم اليقين أن درهم وقاية خير من قناطير من العلاج. فهل نحارب هذه السموم بجهود هائلة بشرياً ومكلفة مادياً، ثم نترك من لا يرجون لله وقاراً أن يروجوا لها لقتل فلذات أكبادنا من خلال تزيين فاجر ليس له سند بمعايير العلم الذي يتشدق به غلمان العلمنة الكذبة.