ايران والمليشيات تدعم المالكي بوجه انتفاضة السنة في العراق
25 ربيع الثاني 1434
سارة علي

خوف ايران على تابعهم المالكي وخوفا من ان  تخرج زمام الامور في العراق من تحت سيطرتهم , يجعل ايران تدعم المالكي بقوات الحرس الثوري في موجهة ابناء سنة العراق وخوفا من امتداد الانتفاضة والتظاهرات الى انحاء مختلفة من العراق لذا قامت ايران بإرسال قوات من الحرس الثوري الايراني الى العراق في محاولة للسيطرة على الوضع هناك , وقد صرح مسؤول كردي رفض الكشف عن اسمه لأسباب امنية , قال انه خلال الزيارة الأخيرة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى بغداد واجتماعه مع رئيس الوزراء نوري المالكي تم الاتفاق على وضع خطة عسكرية مشتركة بين الحكومة العراقية وإيران من اجل دعم حكومة المالكي في حالة تعرضها لأي خطر يهدد أمنها ووجودها,حيث ابلغ سليماني ,المالكي أن الجبهة العراقية هي الجبهة الأخيرة للدفاع عن الأمن ألإيراني وقدم تعهد ايران بتقديم (50) الف مقاتل ايراني من قوات الباسيج الايراني.

 

القوة الإيرانية التي تم الاتفاق على تحديد مهامها من قبل رئيس الوزراء وقاسم سليماني، تتوزع بواقع عشرين ألف مقاتل إيراني في بغداد وضواحيها، تكون مهمتها التحرك الفوري تجاه السفارة الأميركية والسفارات العربية والأجنبية المعادية لإيران في بغداد ومهاجمتها ثم احتجاز موظفيها كرهائن.

 

وكان المالكي قد  أكد لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني  ضعف وعدم قدرة القوات العراقية العسكرية والأمنية من السيطرة على الكثير من المحافظات وخوفه المرتقب من تردي الوضع الأمني وعدم السيطرة عليه في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق .

 

 

وان هناك عشرة آلاف مقاتل إيراني سيتم توزيعهم في محافظات الجنوب التي تسيطر على حكوماتها المحلية حزب الدعوة والمجلس الاعلى والتيار الصدري، تكون مهمتها السيطرة على القواعد العسكرية الجوية في الجنوب والتي كانت القوات الاميركية تتمركز فيها، ثم الزحف باتجاه بغداد بعد إكمال السيطرة على مناطق الفرات الأوسط والجنوب.

 

 

اما العشرين الف مقاتل ايراني الآخرين فيقول القيادي الكردي انه بعد السيطرة على السفارات واحتجاز موظفيها تتوجه قوات الباسيج إلى جهتي الشمال والغرب من العراق لغرض قمع المتظاهرين باستخدام القوة.

 

نائب القائد العام للحرس الايراني العميد حسين سلامي قال "إن القوات المسلحة الإيرانية لن تتدخل في إنهاء العصيان بمحافظة الأنبار غرب العراق إلا بعد تلقي الضوء الأخضر من الحكومة العراقية، مشيرا إلى إمكانية حصول ذلك فيما لو خرجت الأمور عن السيطرة ".

 

وفي تصريحه لصحيفة صداي عدالت قال"حسب علمي إن الأمور في غرب العراق لم تخرج عن السيطرة حتى الآن، فالقوات الحكومية مازالت مسيطرة على المناطق التي شهدت العصيان المدني، لكننا لا نخفي قلقنا من إمكانية وجود تدخلات من قبل الجانب التركي لإثارة بعض المكونات العراقية ضد حكومة بغداد".

 

ومن جانب اخر هناك استعداد واستنفار من جانب المليشيات المدعومة من قبل ايران للوقوف الى جانب المالكي ومنها ما يسمى تنظيم حزب الله فرع العراق, حيث اعلن  واثق البطاط امين هذا الحزب في العراق عن تشكيل ما يسمى بجيش المختار لقمع المتظاهرين السنة متهما اياهم بالإرهاب ومحاولين تقويض الحكومة في العراق وقال ان “عدد أفراد كتائب حزب الله التابعين لنا، كان 378 الف شخص، وتم تزويدهم باستمارات لإدخال أشخاص آخرين جدد الى (جيش المختار)”، ونفى في الوقت ذاته، أن يكون غادر العراق، مؤكدا “أنا في بغداد وأحيى واستشهد( حسب قوله) في العراق، ولن أغادره مهما حصل”.

 

 

من جهته، اكد المتحدث باسم (جيش المختار) عبد الله الركابي، أن “عدد استمارات التطوع للانضمام الى (جيش المختار) التي استلمناها حتى الآن بلغ 800 الف و119 شخصا من عموم انحاء البلاد”, أن “بغداد سجلت أعلى نسبة انتماء، حيث وصل عدد المنضمين أكثر من 300 ألف”، مبينا أن “بقية الأعداد توزعت بين محافظات الجنوب والوسط وديالى وكركوك”.

 

 

وفي محاولة لبث الرعب في صفوف ابناء سنة العراق واستعراض لعضلاتهم قامت قوات ما يسمى جيش المختار التابع لحزب الله فرع العراق باستعراض عسكري للاعلان عن استعدادهم لارتكاب المزيد من الجرائم في القتل والتهجير والاغتصاب بحق ابناء سنة العراق وهذا دليل صارخ على طائفية المالكي وحكومته لانه يمنع التظاهرات السلمية لأبناء السنة فيما يسمح بالاستعراضات العسكرية للمليشيات الشيعية .

 

مفتي الديار العراقية الشيخ الدكتور  رافع الرفاعي، اشار الى ازدواجية حكومة المالكي لسماحها بقيام مجاميع تابعة  لـ"حزب الله" العراقي بالاستعراض العسكري في بغداد أمام مرأى ومسمع الحكومة  العراقية، فيما لفت إلى أن التظاهرات والاعتصامات ستسمر حتى تلبية المطالب  المحتجين.

 

في تجمع وسط  سامراء بمشاركة اكثر من 15 الف متظاهر, قال المفتي : "ننتقد بشدة قيام  مليشيا مسلحة بالاستعراض وسط بغداد أمام مرأى ومسمع القوات الحكومية ومن ثم  تنظيم مؤتمر تهدد فيه بابادة الشعب العراقي اذ استمرت بالتظاهر ومطالبته  بحقوقه المشروعة", وطالب الرفاعي الحكومة ببيان موقفها من الامر, مبينا أنها "سلمية وليست طائفية كما يروج لها  البعض وتنادي بحقوق الناس وليست مصالح زائله",وان هذه التظاهرات ستستمر لحين تلبية المطالب .

 

فتح عشرات المكاتب لحزب الله في العراق في محاولات لقمع انتفاضة السنة
احد المسؤولين في تيار مقتدى الصدر كشف, أن حكومة نوري المالكي وافقت على فتح عشرات المكاتب لـ"حزب الله" اللبناني في بغداد والنجف وكربلاء والبصرة وميسان.

 

وذلك ليسمح بانتقال قيادات عسكرية وسياسية مهمة من الحزب للإقامة في العراق وإدارة تلك المكاتب.
وأن الأطراف الثلاثة - القيادة الإيرانية ومسؤولي المالكي و"حزب الله" - ناقشوا مصير ترسانة أسلحة "حزب الله" في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا, والتي تضم وفق معلومات سرية أنواعًا مختلفة من الأسلحة الإيرانية المتطورة.

 

وان "الحرس الثوري" الإيراني كان يخطط لتسليم مقاتلي الحزب اللبناني صواريخ وقنابل، إضافة إلى صواريخ أرض - جو مضادة للطائرات وصواريخ بحرية، ما يعني أن القيادة الإيرانية كانت تنوي بناء قاعدة عسكرية متطورة وضخمة لها في لبنان من خلال "حزب الله" ويكون استخدامها في حرب إقليمية على دول أخرى غير"اسرائيل" .

 

كما بحثوا جدية المعلومات التي وصلت إلى الاستخبارات الإيرانية، ومفادها أن "حزب الله" اللبناني سيواجه حربًا بعد سقوط الأسد تشنها فرنسا وبريطانيا بدعم أميركي, بذريعة "هجوم بلغاريا الذي استهدف "إسرائيليين" وملف اغتيال الحريري", غير أن توقيت الحرب وظروفها الإقليمية والدولية لا تبدو واضحة.

 

ووفقا لذلك فإن إيران تنوي سحب ترسانة أسلحة الحزب من لبنان بأسرع وقت لحمايتها من الحرب الغربية الوشيكة, بالتزامن مع نقل جزء كبير من قيادات الحزب إلى إيران والعراق، وإلا فإن إيران ستكون مضطرة للدخول في الحرب المحتملة ضد "حزب الله".

 

ان عملية فتح عشرات المكاتب لـ"حزب الله" يمثل مؤشرًا على أن القيادة الإيرانية تحضر نفسها لسياسة الانكفاء إلى الوراء بعد سقوط الأسد.