الشيخ العريفي.. وزامر الحي
22 ربيع الأول 1434
إبراهيم بن سعد الماجد

عندما يقوم أحد أبناء الوطن بعمل مشرف أليس من أبجديات الأمر الاحتفاء به؟ وعندما يحقق آخر إنجازاً أليس من المنطق ان نفرح به؟

 

فرحنا كثيراً بحمد الله بأبناء وبنات للوطن شرفونا في ميادين كثيرة، علمية واجتماعية وتطوعية، وغير ذلك من ميادين البذل والعطاء والإنجاز.

قائد مسيرة بلادنا خادم الحرمين الشريفين يفرح كثيراً عندما يسمع بإنجاز لأي من أبناء أو بنات الوطن، فهم جميعاً أبناء وبنات عبد الله بن عبد العزيز.

 

 

بالأمس القريب كان أحد أبناء الوطن يصدح بالحق من فوق منبر الحق من جامع عمرو بن العاص في قاهرة المعز, كان يصدح بقول لم يأت به من بنيات أفكاره وإنما قراءة لتاريخ وسيرة كُتبت, من منبر حق قال حق وشهد بالحق وأمن عليه كل من يعرف ولو يسيراً من تاريخ البلد الشقيق مصر، فرح المصريون بهذا الخطبة، وفرح السعوديون بهذا الشيخ، بل بهذا الابن البار، قال قول حق يؤلف ولا ينفر يجمع ولا يفرق.

 

 

الأقباط في مصر حيّوا الشيخ محمد العريفي من خلال أكثر من منبر إعلامي، والمسلمون كان احتفاؤهم أكبر من أي كلمات يمكن لكاتب أن يكتبها، قال ما قاله سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - ونقل ما سجله التاريخ عن أهلنا في مصر العروبة والإسلام.

 

 

من منبر عمرو بن العاص كان صوت الألفة وجمع الكلمة يدوي في كل طرقات مصر، كل مصر وليس القاهرة، في كل بيوت أهل مصر, في خطبة العريفي ذكر روابط الأخوة المتينة بين بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية ومصر العزة والكرامة، قرأ تاريخاً جميلاً يربط بين بلادنا المقدسة ومصر، فكنا هنا في السعودية مزهوين أيضاً كما هم المصريين، ابن من أبنائنا بين اخوتنا يقرأ لهم تاريخهم أليس ذلك مشرفاً لنا؟

 

 

جمعة كانت احتفالية خاصة شعرنا فيها بعظم الاخوة الإسلامية وأننا جسد واحد، ذرفت دموع ولهجت ألسن واستبشرت قلوب.

في مصر كان الإعلام بكل صورة وأشكاله وأنماطه محتفياً بهذه الخطبة الأخوية الصادقة، وفي وطني المملكة العربية السعودية كان الشعب كذلك، إلا الإعلام كان غائباً!

غاب الإعلام عن الاحتفاء بابن الوطن، بل لم يسلم من موقفه السلبي وكأن المسألة مسألة شخصية!

 

 

العريفي لم يكن بدعاً فهذه هي بلادي وهذه هي قيادة بلادي التي تعلمنا منها منذ الصغر الدفاع عن الأمة والسعي لصالح الأمة، منذ المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وهم يسعون إلى ما فيه الخير لكل الأشقاء العرب والمسلمين، كم تنازلت المملكة العربية السعودية عن حقوق، وكم أعرضت عن تجريح بهدف وحدة صف الأمة، والشواهد أكثر من تعد.

 

 

حفظ الله بلادنا قيادة وعلماء وشعباً، وجعلها دوماً عوناً وسنداً لكل أمتنا.

والله المستعان،,,

 

[email protected]
تويتر: @almajed118

 

المصدر/ الجزيرة