أنت هنا

خطوات في تربية أبنائنا على تعظيم حرمات الله
25 صفر 1434
د. خالد رُوشه

تعظيم الشعائر من دلائل التقوى وعلامات الإيمان , والاستهانة بها من علامات السخط , ومن دلائل تسويل الشيطان , قال سبحانه : " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ , وقال سبحانه : " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ "  .
 وحرمات الله سبحانه امتثال الأمر من فرائضه وسننه , وهذا يستوعب المقدسات والثوابت بأجمعها , سواء ما يتعلق بالشخصيات ذات المكانة الكبيرة عند المسلمين كرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنبياء الله وصحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين، أو ما يتعلق بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو ما يتعلق بالأماكن ذات القدسية الكبيرة في نفوس المسلمين كالمساجد الفاضلة والمساجد عموماً، أو ما يتعلق بالمسلمين عموماً وما يتعلق بشخوصهم وحقوقهم سواء أكانوا أحياءً أم أمواتاً..
ولاشك أن كل مرب يود لو علم أبناءه ومتربيه ومن يعول جميعا المعاني التطبيقية لتعظيم الشعائر والحرمات , كما يود لو احتاط في تربيته لأبنائه أو متعلميه من استهانتهم بالشرائع أو تغافلهم عن تعظيم الحرمات , خصوصا في تلك الايام التي اجترأ فيها الكثيرون عليها وأساؤوا إليها .

 

ونحاول معا أن نقف على عدة خطوات موجزة ومحددة في تربية الأبناء على تعظيم الحرمات ومنعهم من الاجتراء عليها أو الإساءة لها :
أولا : ظهور التعظيم للشعائر والحرمات على سلوك المربي ذاته , فهي أول الخطوات وأهمها , فالقدوة هنا لها اثر كبير للغاية في تاثر الأبناء والمتعلمين , ويجب ههنا أن يرى الابناء من مربيهم علامات تعظيمها وحبها والحرص عليها , والرغبة فيها , والتأثر عند تجاوزها أو الإساءة إليها
ثانيا : توقير الله سبحانه , رب الشعائر والحرمات , فيجب على الآباء السعي الدؤوب نحو بث توقير الله سبحانه وتعظيمه في نفوس المتربين , سواء أكان ذلك بالحديث عن عظمته سبحانه , أو الحديث عن خلقه عز وجل أو بالحديث عن إعجاز كتابه أو غير ذلك , أو بكثرة ذكره عز وجل , أو باللجوء إليه والدعاء له والتبتل على بابه

 

ثالثا : التخويف من عذاب الله سبحانه , والتخويف من الاستهانة بشعائره وحرماته , وتدبر الآيات والأحاديث الدالة على هذا التخويف والتعظيم
رابعا : التربية المنهجية على التعظيم للحرمات مع التحذير من الاستهانة بها , مع اختيار المناهج التي يصب مفهومها في ذلك , ويرجى ههنا أن تكون المناهج تطبيقية مع الواقع , ومماسة له , وواصفة طرائق التعامل معه , مع تحذيرها من طرق الانحراف وسبله
خامسا : التعرف على المناهج المنحرفة , والتحذير منها , وبيان مواطن انحرافها , خصوصا تلك التي تسخر من الشعائر وتنتهك الحرمات
سادسا : تدبر الحكم والمعاني العبودية في الشعائر , وتدريسها , وبيان الإعجاز فيها , ومواطن الأثر الإيماني فيها
سابعا : تكرار الحديث عنها بشوق ورغبة ومحبة , والدعوة إليها , وبيان عظمتها , والبذل والعطاء في سبيلها

 

ثامنا : متابعة تشرب القلب لتعظيم الشعائر , وعلامته تظهر في السلوك وعلى اللسان , ومن علاماته توقيرها , وحسن الحديث عنها , والتألم لانتقاصها , والحرص عليها .
تاسعا : صيانتها , التعاون والمشاركة في الذب عن الحرمات , والرد على منتقصيها , والمشاركة في اتخاذ الوسائل لعدم تكرار ذلك
عاشرا : نشر ثقافة الأدب مع الحرمات , واستغلال وسائل الإعلام المختلفة في ذلك , وعقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والفعاليات المختلفة للحديث عنها والتحذير من انتقاصها .