التحركات الغربية- العربية- الإفريقية ضد إسلاميي مالي
6 ربيع الأول 1434
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

فرنسا تهاجم بالضربات الجوية وترسل قوات برية في حرب شوارع.. الجزائر تفتح أجوائها للطائرات الفرنسية وترسل جنود.. نيجيريا تنضم إليها بنشر طائرات.. تشاد ونيجيريا ترسلان جنودا.. الاتحاد الأوروبي يرسل قوات لتدريب عسكريي مالي الانقلابيين.. كينيا "ممتنة" للهجوم الفرنسي.. الولايات المتحدة تؤيد الحملة ولا تعتبرها حربا..

 

هذه هي الصورة الدولية والإقليمية المحيطة بالإسلاميين في مالي. فقد بدأت القوات الفرنسية مطلع الأسبوع هجوما على الإسلاميين في الذين بسطوا نفوذهم في شمال مالي بعد سقوط الحكومة العام الماضي، في محاولة لمنع تقدمهم باتجاه الجنوب الذي يسيطر عليه العسكريون الانقلابيون. وما لبثت الحملة أن لاقت ترحيبا كبيرا من الغرب خاصة الاتحاد الأوروبي الذي أعلن أنه لم يشارك في الحرب لأنه لم يتلق طلبا بالمشاركة فيها.

 

واليوم أعلن الاتحاد الأوروبي أن سفراء الدول الأعضاء وافقوا على خطة لإرسال مئات العسكريين لتدريب قوات العسكريين. وستتكون البعثة من نحو 200 مدرب إلى جانب بعض رجال الأمن –لم يتم تحديد أعدادهم- حسبما نقلت رويترز عن مصدر دبلوماسي.

 

هذه البعثة كان يجرى التخطيط لها في الأسابيع الماضية، حتى قبل الهجمات الفرنسية.

 

كذلك، أعلنت الولايات المتحدة دعمها للحرب الفرنسية، بل واعتبر وزير الدفاع الأمريكية ليون بانيتا في تصريحات أمس الأربعاء إن تلك العمليات العسكرية "ليست حربا فرنسية"، ودعا لبذل جهود دولية بدعم من الأمم المتحدة "لمعالجة الوضع هناك" معتبرا أن هدف تلك الهجمات هو "منح إمكانية للقوات الإفريقية للسيطرة على الأرض".

 

كذلك أعربت إيطاليا عن دعمهما "للعمل الذي تقوم به فرنسا لوقف تقدم الإسلاميين"، وذلك في بيان مشترك مع الولايات المتحدة بعد لقاء بانيتا برئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي، الذي تناول الوضع في مالي، لكن لم يفصح عن تفاصيله.

 

أما إفريقيا، فكانت أقرب الدول لمالي –الجزائر- هي الداعم الأساسي للفرنسيين في تلك الحرب؛ إذ سمحت لطائرات الرافال الفرنسية بالمرور من أجوائها لضرب أهداف الإسلاميين في مالي.

 

وحينما احتج نشطاء وسياسيون في الجزائر على مثل هذا الدعم وقاموا بالاعتصام أمام السفارة الفرنسية رفضا للحملة الغاشمة، قامت قوات الأمن الجزائرية باعتقال رموزهم، وأبرزهم علي بلحاج زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

 

ثم نشرت الصحافة المغربية تقاريرا عن دخول جنود جزائريين إلى شمال مالي للمشاركة في قتال الإسلاميين. وقال الناطق الإعلامي للحركة الوطنية لتحرير أزواد موسى أق السعيد أن هذه القوات دخلت بالتنسيق مع حركته وأنها تجاوزت مدينة إين خليل بثلاثين كيلو متر, متجهة صوب الجنوب، وأصبحت تتمركز في مدينة "تين ساليت" في العمق الأزواد.

 

بدورها، رحبت كينيا بالهجوم الفرنسي، وقال رئيس وزرائها رايلا أودينغا "نحن ممتنون لفرنسا لهذا التدخل" العسكري في مالي، معتبرا أنه "يأتي أساسا تكملة لجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لصد المتطرفين وإعادة إحلال السلام والنظام المدني في مالي".

 

أما نيجيريا، فقد نشرت طارات حربية في مالي لاستهداف الإسلاميين دخل جنودها مصحوبين بجنود من تشاد إلى المناطق الجنوبية من مالي التي يسيطر عليها العسكريون، لتكون منطلقا لهم ضد قوات الإسلاميين في الشمال.

 

وإلى الآن تشهد منطقة جبلي في شمال مالي مواجهات دامية بين المجاهدين والقوات الفرنسية البرية المدعومة بالطائرات والدبابات ، وحسب مصادر محلية فإن الفرنسيين وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع المجاهدين حيث احتدمت المعركة.

 

وسبق أن تمكن المجاهدون بفضل الله من صد هجوم سابق للقوات الفرنسية واعترفت فرنسا بأنها واجهت مقاومة غير متوقعة.

 

ويوم أمس، وبعد أن حشدت القوات الفرنسية قوات برية بلغ قوامها 1400 جندي، وقعت أول مواجهات برية وحرب شوارع في مدينة ديابالي، شمال العاصمة باماكو، بحسب ما أفادت مصادر فرنسية.

 

وشارك جنود من القوات الخاصة الفرنسية إلى جانب قوات حكومية في هذا الهجوم البري الأول من نوعه منذ بدء الحرب الفرنسية الجمعة الماضية.

 

وخرجت بالفعل قافلة تتكون من نحو 50 عربة عسكرية مصفحة من العاصمة باماكو الثلاثاء متوجهة نحو مدينة ديابالي، التي تبعد 350 كم إلى الشمال، والتي حقق فيها الإسلاميين انتصارا واستطاعوا السيطرة عليها يوم الاثنين.