12 جمادى الثانية 1434

السؤال

أنا مخطوبة وأحب خطيبي لكن أنا خائفة أن ينبذني بعد الزواج لأنه هناك فرق كبير بين الطول بيننا حوالي 35 سم لصالحه طبعاً، وهو يعلم أنني قصيرة ورآني لكن أخاف أن تتغير معاملته لي بعد الزواج بسبب الطول فهل يمكن لفارق الطول أن يكون سببا لعدم التوافق بيننا. أرجوكم أريد الجواب من حضراتكم وشكرا جزيلا على الجواب. السلام عليكم.

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

من أساسيات الزواج الناجح هي الرؤية الشرعية ليتم القبول بين الطرفين، وهذه لا تكون إلا بعد القبول المبدئي للمتقدم والتأكد من حسن خلقه ودينه. وهذا القبول يتم عادة بعد رضا الطرفين عن صفات الطرف الآخر، وقبوله بحسناته وسيئاته.
وحسب قولك أن خطيبك قد نظر إليك النظرة الشرعية وهو على علم ودراية بطولك لأنه من الأمور التي لا يمكن إخفاؤها عن الناظر، وقد ارتضاك كما أنت دون أن يضغط عليه أحد وهذا هو المطلوب.
أختي الفاضلة...
أرجو أن تعززي ثقتك بربك أولا ثم بنفسك وبقدراتك التي وهبها الله لك، وعليك أن تغيري نظرتك وتقييمك للأمور، وأن لا تستسلمي لمشاعر القلق والإحباط التي تسيطر عليك. وتأكدي أن معاملة خطيبك لك لن تتغير في المستقبل بسبب طول أو قصر قامتك لان هذه الصفة لم تخف عنه ولن تتبدل أو سيكتشفها مع الأيام، ولكن ما يمكن أن يغيره هو شخصيتك وطريقة معاملتك له أو تفاعلك مع الأمور وتصرفاتك المستقبلية. فعليك أن تحرصي على هذه الأمور وتحاولي أن تكوني عند حسن ظنه وتوقعه ولا تشغلي نفسك بفرق الطول بينكما.
عزيزتي.
عليك أن تجلسي مع نفسك جلسة صريحة وأن تسألي نفسك عدة أسئلة لتقيمي نسبة نجاح زواجك منه وتوافقك معه في المستقبل وإمكانية تغييره عليك، فرابطة الزواج من أهم الروابط على الإطلاق، والعلاقة التي تنشأ بين الزوجين من أهم العلاقات البشرية، لذا يجب اختيار الشريك المناسب لتستمر هذه العلاقة وتسير بالاتجاه الصحيح.
عليك أن تسألي نفسك بصدق هل هناك توافق فِعلي بينكما، وبين طريقة تفكير كل منكما، وطريقة تفاعلكما ونظرتكما للأمور أم لا؟
هل هو الشخص المناسب لك حقاً ليكون زوجاً لك وأباً لأبنائك في المستقيل!
هل عيرك يوما بقصر قامتك!! أو أساء إليك بطريقة مباشرة أو غير مباشر بأي لفظ كان؟
هل لديك من الصفات الحسنة ما يمكنها أن تطغى على هذا العيب لديك!!
هل خصاله الحسنه وصفاته تفوق صفاته السيئة!! وبمعنى آخر هل حسناته تفوق سيئاته!!
لتتمكني من تقييم الأمور بالشكل الصحيح..
وتذكري دوما أن الله قال في حديثه القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن عبدي بي ما يشاء". فأحسني الظن بالله وتأكدي أن المستقبل سيكون أكثر إشراقا إذا ملكت قلب زوجك بحسن معاملتك له، فكما يبدو من رسالتك انه يعاملك معاملة حسنة والحمد لله .
نصيحتي لك..
أن لا تجعلي قصر قامتك سببا يجعلك تنقصين من قدرك، ولا تضخمي هذا العيب داخلك لكي لا تشعري بالنقص. فكل منا له عيوبه، وكل منا له حسناته وسيئاته. وسوء الخُلق هو من اكبر العيوب وأخطرها .
عليك أن تنظري إلى نفسك بنظرة ايجابية، فتري نفسك فتاة جميلة ناعمة ستكون في نظر زوجها دوما تلك الفتاة الصغيرة التي تمتلئ نعومة وأنوثة وحيوية، واعملي قصارى جهدك أن تحافظي على وزنك بحيث يكون جسمك مناسب لطولك دوما. أدعو الله أن يوفقك في زواجك وفي حياتك المستقبلية.