ثمان خطوات للدعاة للتعارف بالآخرين
2 صفر 1434
د. خالد رُوشه

التعرف على الآخرين مهمة خاصة من مهام الدعاة إلى الله , وتعتبر هذه المهمة – على أهميتها – عائقا كبيرا يعترض طريق كثير من الدعاة إلى الله , فيظلون محتارين في كيفية الوصول إلى التعارف بالناس ليوصلوا اليهم ما عندهم من خير وتظل الخطوة الأولى في التعارف هي أصعب الخطوات التي تواجه هؤلاء الدعاة , فمن تعداها ونجح فيها فقد تيسر له ما بعدها .. ومن أجل ذلك وغيره من الاسباب تتقلص عملية الدعوة الفردية كثيرا , وتروج العمليات الدعوية المجمعة بصورة أكثر , إذ لا تحتاج هذه الخصوصية التي بها يستطيع أحدهم أن يتعرف بالآخرين .. وبرغم أن التعارف بالناس – بعيدا عن الدعوة إلى الله – شىء سهل يسير , ويحدث في كل المجتمعات وفي شتى المواقف , إلا أنه عندما يشعر الداعية – المبتدىء بأنه سيتعرف على الاشخاص بهدف الدعوة فإن كثيرا من التردد يعتوره ويمنعه من المبادرة ... ومن أجل ذلك أنصح بعدة نصائح للنجاح في عملية التعارف 1- ان يعرف الداعية إلى الله ثواب المبادرة بالتعارف , باعتباره أول خطوة في الدعوة إلى الله والتحبيب في الدعاة إلى الله سبحانه , قال سبحانه " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " , فتلك الخطوة يعظم ثوابها إذا صحبتها نية صالحة , كما يعرف ثواب الدعوة الفردية , ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من الدنيا وما فيها " 2- الابتسامة , هي اول الأعمال التي ينبغي على من اراد التعارف بالناس أن يهتم بها , فلا تعارف بلا ابتسام , ومن اهمل الابتسام فقد أهمل جزءا كبيرا من إقبال الناس عليه , والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا اهمية الابتسام بقوله :" وتبسمك في وجه أخيك صدقة " , وقد كان صلى الله عليه وسلم بسوم الوجه طلقا متحببا للناس 3- المصافحة , فهي عمل صالح ايضا إذا قرن بالنية الصالحة , ففي الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ ابْنِ اليَمَانِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ". أخرجه الطبراني فى الأوسط وصححه الألباني في "السلسلة " 4- معرفة أسماء الناس وحفظها ماأمكن , فخير ما يقرب الناس إلى الناس نداؤهم باسمائهم التي يحبونها , وننصح ههنا الدعاة إلى الله أن يختاروا أحب أسماء الناس إليهم لندائهم بها , فمن حق المؤمن على أخيه أن يناديه بأحب أسمائه إليه , فمن الناس من يحب الكنى بابي فلان , ومنهم من يحب الألقاب , ومنهم من يحب ذكر اسمه مجردا فيشعر من ذلك بالتقارب أكثر 5- المبادرة , فكثيرا ما يمنع الشيطان أحدنا من المبادرة بالتعارف بالناس , ويلقي في قلبه الحياء المبالغ فيه , ويلقي في صدره اسبابا غير حقيقية لمنعه من التعرف بالآخرين , وغالب ما يلقيه الشيطان فاسد وغير حقيقي وينبغي إهماله , بل ينبغي أن يتوكل الداعية على الله سبحانه ويبدأ بالتعرف على الآخر بنيته الصالحة متوكلا على الله سبحانه 6- سؤال الله العون والتوفيق , فأفضل الدعاء سؤال الله العون على الطاعة , ومن ابتدأ خطوته بدعاء الله سبحانه ورجائه بالتوفيق والنجاح كان التوفيق إليه قريبا غاية القرب , فليبدأ الداعية خطوة التعارف بالدعاء . 7- تخير الظرف والحال للتعارف , فلكل مقام مقال , وينبغي أن يكون الداعية إلى الله كيسا فطنا ذكيا , يختار الظرف الملائم للتعارف والوقت الملائم له فعندئذ يكون النجاح له أقرب . 8- أن ينوي به وجه الله , فيجعل التعارف لله سبحانه , فلا يختار الأغنياء دون الفقراء ولا من يظن أنه سيكون نافعا له دون الآخرين , ولا يبدأ تعارفه لمصلحة دنيوية , بل يكون التعارف لله سبحانه وابتغاء مرضاته , وفي الحديث عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله :" رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه "