21 جمادى الأول 1434

السؤال

ري 25 سنة، مشكلتي إني جامعة بين النضج والجنون يعني طفولية وأتصرف بعفوية مع إني محافظة.. ما العمل؟؟

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

عزيزتي لم تذكري ما هي مشكلتك بالضبط، وهل مشكلتك في التعامل مع المجتمع المحافظ الذي تعيشين فيه مع النساء، أم التعامل مع الرجال فهناك فرق بين الأمرين.
إذا كنت تقصدين كيفية التعامل مع النساء في المجتمعات المحافظة، فكل ما عليك هو أن توازني بين الصفتين. فمن الضروري أن نرتقي بتصرفاتنا ونطوع صفاتنا التي نمتلكها لتكون عونا لنا لا علينا، وتكون سببا في سعادتنا لا مصدر تعاستنا
أنت قد وهبك الله صفات جميلة قد يحسدك البعض عليها، فمن حسن الخلق التواضع والتبسط والعفوية في معاملة الآخرين، ولكن احذري من سوء استخدامها، لكي لا تكون كما ذكرتِ نوعاً من أنواع الجنون فتكون نكالا عليك وتؤدي بك إلى الوقوع في مواقف قد لا تحسدين عليها. وتذكري عزيزتي أن الوسطية هي أفضل الأمور في كل شيء. فعليك الجمع بينهما دون إفراط ولا تفريط، ودون أن تتجاوزي خط الاعتدال.
أخيتي
عليك أن تكوني عاقلة حكيمة في المواقف التي تحتاج إلى عقل وحكمة، وان تكوني عفوية في المواقف التي تحتم عليك ذلك. وعليك أن تدرسي نفسية الذين تتعاملين معهم ومدى تقبلهم للعفوية التي تتصفين بها، فإذا كانوا ممن يحبون أو يتقبلون هذه الصفة وكان الجو لا يحتاج إلى جدية، يمكنك حينها تغليب العفوية. لكن ينبغي أن يكون ذلك أيضاً ضمن الحدود المقبولة لكي لا تتجاوز إطار الأدب. فمن الضروري حفظ مكانة ومقام كل شخص خاصة أهل العلم والمكانة وكبار السن، فليس من المقبول أن تتعاملي مثلا مع كبار السن ببساطة زائدة وكأنهم من أقرانك وتعتقدين أنك تتعاملين معهم بعفوية، فتوقير الكبير شيء ضروري فهذا من حسن الخلق والأدب والتربية الحسنة. وقيسي على هذا الأمر كل من ستتعاملين معه وتذكري أن لكل مقام مقال.
كما عليك أن تضعي للمزاح والضحك حدود وضوابط لكي لا يتحول إلى امتهان أو سوء أدب، فهناك الكثيرون ممن لا يتقبلون المزاح خاصة أمام الآخرين.
نصيحتي لك أن يكون ميزانك لقياس الأمور هي دينك أولاً ثم أخلاقك ومبادئك ومبادئ مجتمعك وعاداته شرط أن لا تتعارض مع الدين، فالعادات ليست بدين ولا عقيدة، ولن يخيب أبداً من اتبع دينه وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.