مشروع المقاومة خطوة لإنجاح المصالحة
14 محرم 1434
حمزة إسماعيل أبو شنب

نجاح المقاومة في قطاع غزة خلال العدوان الأخير عليه طيلة الأيام الثمانية تمكن من تغيير قواعد اللعبة مع الاحتلال في قطاع غزة، وكسر هيبة المدن الكبرى في دولة الاحتلال بعد قصفها بصواريخ المقاومة، وبعد أن نجحت المقاومة في استهداف كافة الوسائل القتالية لدى العدو سواء كانت في البحر أو البر أو الجو عندما تم استهداف البوارج في البحر، وكذلك فعلت في الطائرات المقاتلة وطائرات الاستطلاع ،كما نجحت في استهداف الجيبات والمدرعات المتمركزة على الأرض في محيط غزة ،كذلك النجاح السياسي الذي رافق العملية بعد اتفاق التهدئة بين المقاومة والاحتلال بالرعاية المصرية وبمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية، كل هذه العوامل جعلت مشروع المقاومة بكافة أشكالها على الطاولة الفلسطينية بشكل قوي جداً. إن الناظر إلى وضع السلطة في رام الله يجدها في موقع لا تحسد عليه نتيجة فشل خياراتها التفاوضية بالرغم من كل ما قدمته من تنازلات لكن دون إحراز تقدم، والتعويل على الإدارة الأمريكية قد فشل ولن يؤتي أكله، وسقوط النظام المصري الحليف الرئيسي لسلطة رام الله جعل الآفاق أمامها مغلقة بالرغم من محاولاتها للخروج من هذا الإحباط بموضوع إعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر من العام الماضي، وبعد الفشل أرادت البحث عن أي نجاح شكلي من خلال طرح التصويت على عضوية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة عضو مراقب أو عضو غير كامل العضوية، ولكن تبقى تعيش حالة من الإحباط والتخبط في المواقف في ظل الثورات العربية وغياب الدور الأوروبي الذي كانت تعتبره الأكثر حيادية، مما جعل خيارها التفاوضي أمام فشل ذريع وأصبحت المقارنة تتجلى لدى الشارع الفلسطيني والعربي: ما الجدوى من خيار المفاوضات أمام نجاح مشروع المقاومة المسلحة في قطاع غزة ؟ هذه النجاحات تجعل أصحاب مشروع المقاومة أمام مسئولية كبيرة وعلى رأسهم حركة حماس من خلال إقناع الرئيس عباس بإمكانية التعاطي مع مشروع المقاومة والاتفاق على شكلها بعد التجارب الفاشلة التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى طريق مسدودة، ولكن اليوم في ظل هذا الدعم العربي والمساندة في مواجهة الاحتلال علينا الفلسطينيون الآن عبء التفكير في لملمة الشمل الداخلي على أساس برنامج المقاومة، في ظل تصاعد اليمين المتطرف في إسرائيل وفشل الشرعيات الدولية في حماية الشعب الفلسطيني، فنجاح مشروع المقاومة في غزة والذي لم ينتهي بعد ما هو إلا خطوة نحو التحرير وحافز لتفعيلها في ساحة المعركة الحقيقية الآن في الضفة الغربية و القدس . لقد أثبتت تجربة العدوان على غزة وقدرة المقاومة على الصمود في مواجهة الاحتلال وحجم الالتفاف الشعبي حولها وهو الحاضن الرئيسي لمشروعها بأن دولة الكيان هشة وأن الدعاية الإعلامية التي تحيط بها ما هي إلا لإخافة المحيطين، وأن المقاومة حين تلقى الدعم والحضن العربي فهذا كفيل وحده بإنهاء الاحتلال وتحرير الأرض ،فالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ثم توالت الزيارات من الجامعة العربية وعدد من وزراء الخارجية العرب بالإضافة إلى وزير خارجية تركيا شكلت دعماً للمقاومة وانتصاراً لمشروعها وتعزيزاً لصمود أهلها . لقد فشلت الأموال الأمريكية في صناعة الفلسطيني الجديد في الضفة الغربية الذي كان يراد لها أن تكون خارج معادلة المقاومة، فكانت أهم إنجازات المقاومة تحريك المياه الراكدة في الضفة الغربية والقدس لتنتفض على الاحتلال و تخرج فرحاً بإنجاز غزة. المطلوب اليوم هو التوحد خلف مشروع المقاومة لأن الاحتلال عبر التجارب العالمية وتجارب المقاومة في فلسطين لا يفهم لغة التفاوض وأنه لا يخشى إلا القوة، وعلى العالم العربي أن يدعم الوحدة الوطنية تحت مشروع المقاومة .