من دمشق الثورة إلى غزّة هاشم: المعركة واحدة والعدوّ واحد
4 محرم 1434
د. محمد بسام يوسف

في دمشق المنتَفِضَة، يشقّ السوريون طريق المجد بدمائهم وأرواحهم، ويزلزلون الأرض من تحت أقدام الأسديين الغاصبين، الذين يترنّحون خائبين، ليتهاوى قريباً -بإذن الله- نظام البغي والخيانة، مُضَرَّجاً بحقده وجنونه وساديّته.. وفي غزّة هاشم، يَسحقُ المجاهدون العدوان، بالعزم والثبات على الحق، والتصميم على إزهاق الباطل، وبالإيمان بأنّ الله لن يُخْلِفَ وَعْدَهُ المؤمنين المجاهدين، الرابضين على الثغور، الـمُنتفِضين على النحور: نحور الأعداء الغزاة وحلفائهم.

 

في دمشق الثائرة على الاستبداد، الذي يقتات على دعم الروس واليهود والمجوس، يرسم المجاهدون بدمائهم طريق الحرية والنور، فتضيء جنبات غزّة العِزّ، مستبشرةً بالفجر القادم، الذي يَهَبُهُ الله عزّ وجلّ لمن يستحقّون المجدَ والسؤدد والعزّة والرفعة.. وفي غزّة هاشم، يخطّ المجاهدون سطور الكرامة والتحرير وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، فيلقّنون دجّالي بشار ونجاد وحسن، درساً جديداً في الممانعة والمقاومة.

 

على سفح قاسيون الشامخ، يترنّح خونة هذه الأمة من عملاء يهود.. وفي دمشق بني أمية، يُهَشَّم رأس المجوس ورأس خادم صهيون الأسديّ، وتُداس جباه الطغاة وهاماتهم.. فأول حروف الهزيمة المنكرة للغاصبين، تُكتَب بالدم في دمشق الثورة، وتُقرَأ بالنور في غزّة التحرير: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:45).
*     *    *

 

أنّى لأولئك القَتَلَة المجرمين أن يفهموا، أنّ مَن يطلب الموت في سبيل الله، لتحرير الناس من عبادة خامنئي وبشار، إلى عبادة الله عزّ وجلّ وحده لا شريك له.. لا يمكن أن يعدلَه في المواجهة مَن يحرص على الحياة بكلّ ثمنٍ ووسيلة؟.. وأنّ آلة القتل الإجرامية لا تصنع الرجال، ولا تمنح النصر، ولا يمكن لِباطِلها أن يهزم حقّ الإيمان؟.. وأنّ الشعوب التي تسعى لتحقيق كرامتها وكسر أغلالها، لا يمكن أن تُقهَر؟.. لأنّ الله سبحانه وتعالى يتولاّها وينصرها ويرعاها: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (آل عمران:126).

 

بالإرادة التي لا تلين، والثبات، والصبر والمصابرة، والتوكّل على الله وحده.. وبروحٍ مؤمنةٍ على كفّ مجاهدٍ واثق، وتضحيةٍ في سبيل الله عزّ وجلّ بلا حدودٍ ولا حساب.. وبندقية.. يمكن تكسير الأصفاد، وتهشيم الرؤوس الأسدية، والخامنئية.. والصهيونية.
بشلاّل دمٍ، ودمعة ثكلى، ولهفة طفلٍ، وصداح مئذنةٍ، وهتاف: الله أكبر.. يمكن اجتراح فجرٍ جديد.

 

كلّ هذا العالَم المتواطئ مع العدوّ المحتلّ في دمشق الفيحاء وغزّة هاشم.. يمكن صفعه بنعل مُرابطٍ على ثغرٍ طاهرٍ من ثغور الوطن الجريح.. وكل تصريحات التواطؤ والتخاذل، ومزاعم الحفاظ على حقوق الطفل والمرأة والإنسان.. يمكن سحقها ببسطار طفلٍ امتشق سكيناً، ليدفعَ عن نفسه وصَدر أمّه، حقدَ وحشٍ أسديٍّ أو صفويٍّ أو صهيونيٍ سفّاح.

 

النصر من الله العزيز الجبّار وحده، والعزّة لله ورسوله والمؤمنين.. وشهداؤنا في جنّةٍ عَرضُها عَرض السماوات والأرض، وقتلاهم في جهنّم.. في سَقَر، التي لا تُبقي ولا تَذَر.
*     *    *

 

من دمشق إلى غزّة، تمضي سنّة الله في أرضه، ويُصنَع العزّ والمجد، فما بين دمشق بني أمية وغزّة هاشم، ترتسم معالم الحرية والتحرير، فيدفع المجاهدون بجهادهم وتضحياتهم ومقاومتهم.. أذى العدوّ الممتدّ، من طهران إلى دمشق.. فغزّة هاشم، ويزفّ المجاهدون المرابطون إلى أمّتهم، بشائرَ الحرية والتحرّر من الاحتلال، بكل وجوهه وصفحاته وأقنعته ورموزه وأركانه.

 

من دمشق الشامخة إلى غزّة هاشم، ستتهاوى أعناق الطغيان والغطرسة والعدوان، وتُطوى صفحات الدجل والأكاذيب، المفضوحة بسواعد السوريين وتضحياتهم، حول (شلّة) الممانعة الطائفية الخيانية، ولن يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ للمؤمنين الأطهار المخلصين المجاهدين في سبيله، إنا في ذلك على يقين، لا يزعزعه إرجاف المرجفين، أو يأس المتشائمين، أو استخذاء الصامتين المتفرّجين، أو انهزام المنهزمين، أو تخاذل المتربّصين، أو نفاق المنافقين.

 

(فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (إبراهيم : 47).