لحية طلاس تشغل الأعداء/"الأصدقاء"!!
14 ذو القعدة 1433
منذر الأسعد

أثارت لحية الملازم الأول عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق أزمة في سورية بين العلمانيين والإسلاميين؛ إذ دعاه العلمانيون لحلقها ...

 

ودعا الشاعر والمعارض السوري المعروف فرج بيرقدار، الملازم طلاس إلى حلق لحيته ليبدو "شخصاً عصرياً"، أو "تركها مع شاربيه" على غرار القائد الشيوعي الشهير تشي جيفارا، وأكد خالد الكنج هذا الرأي بزعمه أن "لحية طلاس ستؤثر سلباً على الثورة واحتمال تأخر النصر واحتمال أن يصل الموضوع لزيادة الدم المتدفق"!!!

 

واعتبر بيرقدار اعتبر-بحسب تقرير نشره موقع "خبر24.نت" الذي يهتم بالشأن السوري- أن إطلاق اللحية مع حف الشوارب يعطي النظام ذريعة أن "الثورة السورية سلفية"، مؤكداً أنه لا يجد ضيراً في إطلاق اللحية كـ"حرية شخصية"، إلا أن إطلاق أحد نجوم الثورة السورية لحيته قد يفسح مجالاً للتأويل الأمر الذي قد يؤثر سلباً على صورتها إعلامياً.

 

إلا أن تصريحات بيرقدار لم تمر مرور الكرام. فقد سارع الناشط السوري حسام الصباغ، إلى القول:إن "العلمانية" جرّت البلاد على مدار "90 عاماً من تخلف إلى تخلف" وحولت سوريا إلى "جحيم".ولم يجد الشاعر السوري فرج بيرقدار غير الاستسلام أمام حدة انتقادات الناشطة "شيرينا كوردا" له والتي قالت "نحن هنا في الخارج لا ينقصنا شيء وهناك حياتهم ليس فيها حياة.. علينا تقبل هؤلاء الأشخاص كما هم.. ومن يرغب بالتشبه بجيفارا فعليه حمل السلاح في الداخل وصنع البطولات".

 

وأضاف الصباغ أن "العلمانيين" نهبوا سوريا، مقارناً بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي حوّل تركيا خلال 10 سنوات إلى دولة كبرى، بينما حولها "العلماني كمال أتاتورك من دولة عظمى إلى دولة من دول العالم الثالث". وقال بحرقة:ينكرون عليه اطلاق لحيته حتى لايمثل المتدينين ويطالبونه بحلقها لكي يمثلهم ويدعون انهم يريدونه ان يكون ممثلا للجميع ماهذا التناقض ؟!!

 

في السطور السابقة لخصنا القضية في صورتها الخبرية بأمانة وموضوعية، لنستخلص منها نتائج مفزعة عن غربة التغريبيين وهوسهم بالعداء لدين الأمة، حتى القلة النادرة منهم التي تناوئ النظام الطائفي البغيض المستبد بسوريا منذ 42 عاماً.فالشاعر بيرقدار الذي قبع في سجون عائلة الأسد المجرمة لم تنقذه شيوعيته من التعذيب الوحشي والاعتقال التعسفي لمجرد أن له رأياً يخالف أهواءهم!! فهل كان بيرقدار أصولياً؟

 

ولقد كان الأجدر به أن يفيد من تجربته المريرة فيؤيد حرية الرأي والتعبير والحرية الفردية، ولا سيما أن إطلاق المسلم لحيته لا يعني قهر الآخرين وبخاصة غير المسلمين على أن يتبعوا سلوكاً إسلامياً.

 

ثم ألم يطلق النظام وصف الأصولية على الثورة السورية وهي في أيامها الأولى؟
فهل المطلوب عند هؤلاء الحمقى أن نتخلى –لا قدر الله- عن ديننا لكي يرضى عنا الملاحدة والصليبيون وعبيد التغريب الآخرون من شتى الألوان والأصناف؟
وهل كانت الثورة سوف تستمر لولا الروح الإيمانية التي دفعت الأكثرية الساحقة من الشعب السوري إلى مواجهة الظلم الرهيب وآلة القتل الوحشية، بشجاعة يندر نظيرها في تاريخ بني آدم؟

 

ولقد أحسنت الناشطة شيرينا كوردا في ردها المفحم على هؤلاء المتطاولين فمن كان يجد في الماركسي التالف جيفارا نموذجه المستورد فليرنا شيئاً من رجولة طلاس وصحبه البواسل.

 

نحن نعلم أن تمسك الشعب السوري بإسلامه استعدى عليه سائر الأعداء من يهود وصليبيين ومجوس جدد وتغريبيين، لكن هذا يدعو المؤمنين إلى مزيد من الثبات فسوريا كانت وسوف تبقى معقلاً متميزاً من معاقل التوحيد وحصناً حصيناً من حصون الإسلام، شاء من شاء وأبى من أبى.