27 ربيع الثاني 1434

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أريد أن أطول بالحديث عن مشكلتي، فأنا سوف أختصرها لكم في نقاط حتى يكون ذلك سهلا عليكم في فهمها وتستطيعون بعدها وصف كل ما ترونه من الأدوية مناسباً في علاج حالتي.
1- شخصية حساسة جداً تصل إلى درجة مفرطة إضافة إلى أني أشك في علاقة كل من حولي وخاصة أصدقائي.
2- قليل الأصدقاء ويعدون على الأصابع.
3- أحيانا أكون قادرا على التحدث وبكافة المواضيع بطلاقة وانسيابية وأحيانا أتلعثم في الحديث وكأن الأفكار هربت من ذاكرتي وأحيانا أكون قادرا على مواجهة الناس في كل شيء وأحصل منهم على ما أريد من خلال سحرهم بكلماتي وأسلوبي اللطيف المتزن وأحيانا أخرى أكون عاجزا عن تحقيق أبسط الأشياء وعاجزا عن النجاح في أتفه المواقف.
4- أعاني من كثر الانطوائية والعزلة.
5- أعاني من فراغ عاطفي ولا أجد من يهتم بي ويراعي ظروفي.
6- مدمن على العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية يوميا منذ بلوغي إلى يومنا هذا.
7- قلق ومتوتر دائماُ.
8- غير واثق من نفسي أبدا.
9- أعاني من مشاكل عائلية تعبت واكتأبت ولست قادرا أن أرسو على بر، سمعت عن كثير من الأدوية التي تحسن من حالتي هذه، وتزيل الاكتئاب ولكن لا أريد أن أصف لنفسي العلاج لأني لا أحسن ذلك وأتمنى تساعدوني في محنتي لأني في العد التنازلي وغير قادر على مواجهة الحياة في مثل هذه النفسية المتقلبة.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل، شكواك متفرعة المناحي، وكثيرة الجوانب، وهي تتلخص في كونك مرهقا نفسيا ومتعبا عصبيا..
وأصف لك ههنا عدة طرائق أرجو أن تنتفع بها:
الأولى: عد إلى الله سبحانه، فإن للذنوب نتائج وآثارا وخيمة على نفسية العبد، وأنت ذكرت كونك متلبسا بذنب العادة السرية والمواقع الإباحية وهي كفيلة بإفساد نفسك وتسويد حياتك، فتب إلى ربك وابتعد عن ذلك فورا وبلا أية مقدمات، واقطع العلائق بينك وبينها.
الثانية: اقترب من المساجد، ومن صحبة الصالحين، ومن السجود لله سبحانه، ومن تلاوة كتابة وذكره سبحانه وتعالى قال سبحانه: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: من الآية28].
الثالثة: لعل من صحبتك ما يؤثر عليك سلبا، فابحث في ذلك، واسع في تغيير صحبتك، فإن المرء على دين خليلة، ولتختر لنفسك صحبة أهل الإيمان.
الرابعة: يبدو أنك تعاني من أعراض فصام بسيط، فاعرض نفسك على طبيب نفسي فورا، واستمع لنصحه، وأطمئنك فالعلاج ممكن وسهل وبسيط، لكن تدارك الأمر في بدايته.
الخامسة: ستجد في طاعة الله سبحانه ما يسد الخواء العاطفي الذي تجده في قلبك، فاسع دوما أن تكثر من الدعاء والرجاء والمناجاة لله سبحانه بما تشكو وكذلك بما تحب.
السادسة: سارع بالزواج، أو احرص على الإعداد له، فإن الزواج بالنسبة لك مهم ومؤثر إيجابي خصوصا إن وفقك الله إلى امرأة صالحة.
السابعة: اشغل نفسك بالخير، ولا تترك نفسك منطويا ووحيدا وبعيدا عن الناس، ولا تترك نفسك هائما تفكر في حساسيات المواقف وأحوال الناس معك، ويمكنك أن تدون تجاربك الإيجابية والسلبية وتكتب نصائح في تجنب السلبي منها فقد يفيد بذلك آخرون.
الثامنة: الثقة في النفس إنما تأتي بالتوكل على الله سبحانه، وبمعرفة قدرات النفس وطاقاتها، فاجلس مع نفسك واعرف قدرات نفسك وإمكاناتها جيدا، ولا تقلل من شأن نفسك، ويمكنك في هذا الصدد أن تجالس بعض المتخصصين في مجالات الشئون الفردية البشرية والمتخصصين في تطوير الإمكانات الفردية.
التاسعة: اقترب أكثر من الدعاة إلى الله، واختر منهم واحدا قريبا إلى قلبك وعقلك، وبث له مشكلاتك واستعن برأيه في تصويب خطواتك واجعله لك مرشداً..
وفقك الله