الشيعة.. خيانات لا تنتهي!!
11 شوال 1433
منذر الأسعد

هو كتاب متميز في بابه لسببين، أولهما: أنه جمع أشتات الأخبار التاريخية المتناثرة في بطون الكتب القديمة المتفرقة والكتب المعاصرة والصحف والدوريات التي تناولت الموضوع عَرَضاً ضمن موضوعات أخرى تتعلق بالرافضة بعامة، والسبب الثاني لتميز هذا الكتاب ربطه الخلفية العقائدية للقوم بخياناتهم المتكررة والمستمرة على مدى تاريخهم الأسود.

 

إنه كتاب الدكتور عماد علي عبد السميع حسين، وعنوانه :  ( خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية)، والذي تتصدره بضع عبارات اختيرت بعناية لعدد من العلماء والدعاة الذين اهتموا بالتصدي لضلالات القوم وفضح خفاياهم المشينة، مثل الدكتور علي السالوس والدكتور مصطفى السباعي وناصر الدين الهاشمي...

 

تجاوز المؤلف عقائد الرافضة الأساسية – الغلو في أئمتهم-القول بتحريف القرآن-الطعن في الصحابة .... - ليركز على بقية اعتقاداتهم المتصلة اتصالاً مباشِراً بخياناتهم للأمة، وهي المعتقدات التي يسميها في المبحث الأول من كتابه تسمية صريحة ودقيقة هي: عقائد وراء خيانات الشيعة، وعلى رأس هذه العقائد الضالة:  تكفير من لا يؤمن بالأئمة الاثني عشر وهو تكفير مترسخ في أمهات كتب القوم التي ينقل عنها نصوصاً لا تدع للتقية موضعاً، كأقوال ابن بابويه القمي الملقب عندهم بـ "الصدوق"-ويا للمفارقة!!-والمجلسي وابن المطهر الحلي ويوسف البحراني والمامقاني وعبد الله شبر.. والعقيدة الثانية التي تؤجج الخيانة لديهم الافتراء المتواتر عندهم بتضليل ملاليهم لهم من أن أهل السنة يكرهون آل البيت –كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً-.وهي عقائد الضلالة التي تشحن الرافضي التابع تبعية عمياء ليصبح جاهزاً لاستحلال دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وهو ما تعززه الروايات المكذوبة على آل البيت بصورة خبيثة تنضح بالبغضاء والأحقاد.وكذلك اعتقادهم بحرمة الجهاد قبل ظهور مهديهم الخرافي!!

 

في المبحث الثاني : خيانات الشيعة لآل البيت، يلخص الكاتب ببراعة أبرز محطات خيانة الرافضة لآل البيت الكرام منذ عهد علي فولديه السبطين الحسن والحسن رضي الله تعالى عنهم جميعاً، ويسرد أقوالاً لعلي رضي الله عنه تفيض بمشاعر المرارة من خيانة شيعته له وتخاذلهم هن نصرته إلا بالكلام في أوقات الراحة والدعة!!

 

ويتناول المبحث الثالث خيانة علي بن يقطين الوزير في عهد هارون الرشيد، الذي هدم سقف السجن على 500 سجين لأنهم من أهل السنة والجماعة، وهي خيانة يزهو بها دجاجلة القوم مثل نعمة الله الجزائري في "الأنوار النعمانية" ومحسن المعلم في كتاب" النصب والنواصب".ثم يذكر الخليفة الناصر لدين الله الذي تشيع بـتأثير وزرائه الرافضة، وكان ظلوماً غشوماً، وقد راسل التتار فأطمعهم في العدوان على بلاد الإسلام!!

 

بعد ذلك يتوسع المؤلف في خيانة الدولة العبيدية –المسماة زوراً:  الدولة الفاطمية-التي تخصصت في إيذاء المسلمين والتواطؤ عليهم مع أعداء الدين من صليبيين وغيرهم. وبلغ من خيانتهم أنهم تآمروا مع الفرنجة لانتزاع الإسكندرية من يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

 

والسيرة النتنة ذاتها نطالعها مع جرائم القرامطة ثم خيانات البويهيين الذين سيطروا على دار الخلافة بالمكر والخداع.ثم نصل إلى أشهر خونة الرافضة ابن العلقمي وزير الخليفة المستعصم فهذا الرافضي تآمر مع التتار وسلم إليهم عاصمة الدولة والخليفة الأحمق الذي استوزر شخصاً منافقاً مثله!!وأسفرت خيانته عن سفك دماء ما يقرب من مليون مسلم فضلاً عن استباحة الدولة وتمزيقها وإذلال الأمة...ومثله في ذلك خيانة الرافضي نصير الدين الطوسي.

 

كما يسرد الكتاب خيانات الرافضة للأمة بمؤازرة التتار في دخول الشام ومحاولاتهم اغتيال صلاح الدين الأيوبي، وكذلك تآمرهم على السلاجقة الأتراك ثم يعقد مبحثاً لخيانات النصيرية ثم خيانات الدروز، لينتهي إلى خياناتهم في العصر الحديث وبخاصة في لبنان حيث تآمر الرافضة الإمامية مع النصيرية ضد أهل السنة من فلسطينيين ولبنانيين حتى طردوا المقاومة الفلسطينية من لبنان، وهو الأمر الذي عجز عنه اليهود من قبل لولا مساندة حافظ أسد وعصابات أمل الشيعية لهم.

 

ولا يفوته التعريج على خيانات الرافضة للمسلمين في العصر الحديث ابتداء من الهند في ظل الاحتلال البريطاني مروراً برافضة الخليج وانتهاء برافضة العراق الذين صعدوا إلى حكم بلاد الرافدين على متن الدبابات الغازية في عام 2003م.

 

ومع تقديري الكامل للكتاب فإنني آمل أن يتسع صدر المؤلف لملاحظة تتعلق بسخريته من تعداد المسلمين في العالم، تأسيساً على وجود دويلات وشرائح رافضية هنا وهناك، فعدد المسلمين يربو على مليار ونصف مليار وليس العدد ملياراً واحداً مثلما ورد في الكتاب،  وعدد الرافضة هامشي لا يتجاوز 70 – 80 مليون نسمة!! وهذا لا يعني أننا نولي الكم قيمة أكبر مما تستحق، ولسنا ننفي وجود بؤر جاهلة يجب على العلماء والدعاة العمل لاستنقاذها من جهلها، بدلاً من السخرية بها وبوضعها.

 

ومن جهة أخرى، أتمنى على الباحث الفاضل أن يأخذ في الطبعات اللاحقة بتسمية الدولة العبيدية والعبيديين بدلاً من الدولة الفاطمية والفاطميين، ولا سيما أنه يعي هذه الحقيقة التي نقلها بنفسه عن أهل العلم الثقات، الذين نسفوا أسطورة انتماء هؤلاء الكفرة الفجرة إلى الدوحة النبوية الشريفة.

 

وهنالك خطأ  في نسبة الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني إلى مذهب الرافضة فهو-في حدود علمنا-من أصل سني كأكثر إخوتنا الكرد، وإن كان الرجل علمانياً لا ينطلق في سياساته من الإسلام البتة.