الجيش الحر على أبواب الأسد
3 رمضان 1433
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

في مفاجأة سارة تمكن الجيش السوري الحر من أن يخترق السور الحديدي الذي فرضه نظام الاسد على العاصمة السورية دمشق واشتبك لعدة أيام متتالية مع مليشياته وكبدها خسائر كبيرة..

 

جاء هذا في وقت بدأ يشعر الكثيرون بصعوبة الاوضاع على الجيش الحر نظرا لنقص الامكانيات والاسلحة لديه, فيما يتزود نظام الاسد بكل ما يطلبه من إيران وروسيا, رغم امتناع الدول الكبرى عن  دعم الجيش الحر ورفضها تطبيق حظر جوي على نظام الاسد أو التدخل العسكري ضده..

 

الهجمات النوعية التي شنها الجيش الحر في قلب العاصمة وتمكنه من اصطياد أهم رجال الاسد ورأس الحربة في نظامه لن يؤثر فقط في الروح المعنوية للموالين للنظام ولكنه  سيشجع غالبية جنود الجيش السنة الذين يخشون على أنفسهم وأسرهم , سيشجعهم على الانشقاق والانضمام للجيش الحر...

 

وقد كشفت العملية الاخيرة وما تلاها عن اختراق خطير في الدائرة المقربة للأسد ولأجهزة المخابرات وهو ما أكدته دقة عملية الامن القومي وعدم معرفة النظام على وجه الدقة كيف نفذت وفشلها في الكشف عن تفاصيلها وهو ما قد يؤدي للوصول للأسد نفسه قريبا خصوصا مع تصريح الجيش الحر بأن موكبا للاسد قد استهدف قبل عملية الامن القومي....الوصول للأسد والدائرة المقربة منه بهذه السهولة أصاب الموالون للنظام بالداخل والخارج برعب حقيقي وبدأ الجميع يفكر في كيفية القفز من السفينة قبل غرقها فقد صرح السفير الروسي ببياريس بأن الاسد على استعداد للتنحي ولكن "بشكل حضاري" ولم يوضح ما المقصود "بالشكل الحضاري" ولكنها لهجة جديدة تخرج للمرة الاولى من أكبر الدول الداعم لاستبداد نظام الاسد..

 

الجيش الحر يعرف أنه أصاب النظام في مقتل وأنه ينبغي أن يواصل ضغطه عليه قبل أن يفيق من الصدمة التي أصابته وأفقدته توازنه لذا استمر في هجماته داخل العاصمة وهاجم قيادة شرطة دمشق وقتل عددا كبيرا من رجال الامن والشبيحة ..نظام الاسد رغم ترنحه بقوة إلا أنه يمكن أن يقدم على خطوة مدمرة تتلخص في استخدام واسع للاسلحة الكيميائية لإنقاذ ما يمكن انقاذه واستهداف المزيد من المناطق السكنية بالاسلحة الثقيلة وهو ما سيؤدي إلى مضاعفة الخسائر في صفوف المدنيين ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتا حتى يحدث ذلك ويرتكب الاسد أكبر جريمة في حق شعبه...هناك مخاوف أيضا من انحياز الاسد للاذقية وتكوين دولة علوية بمساعدة روسيا وإيران والاستمرار في القتال لتقسيم البلاد وعدم ترك الشعب السوري يهنأ باستقلاله...

 

جميع السيناريوهات مطروحة ولكن مع استغلال الجيش الحر للحالة التي يعيشها النظام بعد مقتل أهم رجاله فقد يتمكن من القضاء على الاسد قبل تنفيذ أحدها خصوصا مع اتساع دائرة الانشقاق وانهيار الروح المعنوية والاحباط الذي أصاب الدائرة الضيقة حوله والتي يمكن أن تبيعه من أجل المحافظة على حياتها ومصالحها....

 

الساعات القادمةغاية في الحسم في الصراع الدائر في سوريا ومن المنتظر أن تتخذ خطوات دولية تقوي جانب المعارضة وكلما تمكنت المعارضة من توجيه ضربات رادعة للنظام كلما ازداد الموقف الدولي انحيازا لها فهو دائما يقف مع القوي وليس مع الحق.. أما إيران وحزب الله فسيبحثان عن لاعب جديد يراهنون عليه بعد سقوط الاسد واعتقد أن اللحظات القادمة إذا ما تأكد انهيار الاسد ستكون محورها بحث جميع الاطراف عن بديل مناسب لها وهو ما يضع الجيش الحر والمعارضة الوطنية أمام تحدٍ ضخم خوفا من ركوب الموجة وتدخل العديد من الاطراف لفرض أشخاص بأعينها ترضي الخارج على حساب الشعب الذي دفع روحه وماله للدفاع عن حريته...

 

أعظم انتصارات المسلمين كانت في شهر رمضان لمبارك وهو ما يدعو للتفاؤل أن يقوم الجيش الحر بأكبر عملياته وينال من نظام الاسد قرب هذا الشهر الكريم ويواصل هجماته خلاله, ولعل الواجب الذي قصرت فيه كثير من الحكومات العربية خلال الشهور الماضية تقوم به في هذا الشهر الكريم ولا تنسى أن هناك من المسلمين من يفطر على وقع القنابل وأصوات المدافع وهدير الطائرات.