إسقاط الطائرة التركية.. استفزاز لم يحقق هدفه
11 شعبان 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

يبدو واضحا وبشكل كبير المغزى الأساسي من إسقاط الطائرة التركية على يد الدفاعات الجوية السورية قبل أيام ، فنظام بشار الأسد الذي أوشك على السقوط كان يريد استفزاز أنقرة لجرها إلى حرب إقليمية والادعاء بأن هناك من يريد التدخل في بلاده فضلا عن صرف الانتباه من جهة والبحث عن مخرج من جهة أخرى إزاء الدماء التي أغرق فيها شعبه في ظل صمت وتواطؤ غربي.

 

وأصبح من المؤكد أن طائرة الفانتوم التركية تم إسقاطها عبر مدفع رشاش مضاد للطائرات يجري التحكم به عبر رادار روسي متطور من طراز (بانتسير 51)، وبحسب عسكريين فإنه تم إسقاط الطائرة الحربية التركية بقرار سوري مباشر، وقد سقطت الطائرة في المياه الإقليمية السورية، في تطور يبدو يوماً بأنه بات يتحول إلى أزمة إقليمية مفتوحة وممتدة.

 

وفشل النظام السوري على ما يبدو في استفزاز أنقرة التي اتسمت بضبط النفس ولم تلجأ إلى رد عسكري كبير لكن هذا لم يمنع من تهديدها بالرد الحازم وذلك في مناورة ذكية منها، بل يذهب خبراء إلى قيام القوات التركية في الفترة المقبلة بتكتيكات ترهق الجيش السوري بزيادة درجة استنفاره وتشتيت جهوده على حدود طويلة جداً.

 

وبالفعل نصبت تركيا قاذفات صواريخ أرض - جو متوسطة المدى على الحدود مع سوريا وعززت وجودها على الحدود، وقد تواجدت في المقابل وحدات عسكرية سورية في المنطقة الشمالية شمال مدينة حلب وعلى بعد 15 كيلومترا أو أكثر بقليل من الحدود التركية يرجح أن تكون "عرض قوة".

 

إسقاط الطائرة التركية التي أكدت أنقرة أنها استكشافية، ولا تحمل ذخيرة حية، كما أنها كانت تحلق في الأجواء الدولية وليس الإقليمية لسوريا، لها إيجابيات رصدها مراقبون ومن بينها استثمار حكومة رجب طيب أردوغان الحادث للضغط في مسار حل الأزمة السورية والقيام بتحالف عربي تركي حقيقي لمساعدة الشعب السوري وجيشه الحر من خلال زيادة الدعم المقدم للثورة السورية.

وبحسب محللين فإن "الرأي العام السوري والعالمي توقع ردة فعل تركية مباشرة، إلا أن التريث التركي وعدم شن عملية عسكرية واسعة جاء لمنع النظام السوري من الهروب إلى الأمام عبر استحضار سوريا لتحالفاتها الإقليمية مع إيران وروسيا وفتح معركة إقليمية".

 

 كما وجهت تركيا "رسالة مبطنة لإيران وروسيا حليفا الأسد أن خلفها حلف الأطلسي تلجأ إليه إذا تعرضت لأي اعتداء"، وما يدلل على ذلك الرد الرسمي الذي خرج به الحلف بعد الاجتماع الذي عقده في بروكسل لمناقشة الأزمة حيث استبعد "الرد العسكري"، ووجه تحذيرًا شديد اللهجة لسوريا يطالبها بعدم تكرار نفس المسلك.

 

ومع اشتداد القمع السوري لشعبه والمجازر اليومية التي قتلت منذ اندلاع الثورة في مارس 2011 نحو 20 ألف سوري، يبدو أنه آن الأوان لتركيا أن تقود تحالفا عربيا دوليا لدعم المعارضة وإسقاط نظام الطاغية بشار الأسد وصرف حلفائه عنه خاصة روسيا.