أنت هنا

7 شعبان 1433
المسلم/مجلة البيان

أصدر مؤتمر "حقوق الانسان بين الشعارات والحقائق" الذي انعقد في العاصمة السودانية الخرطوم لمدة ثلاثة أيام بيانه الختامي الاثنين.

 

وهنأ البيان كافة أبناء الأمة عامة، وشعب مصر خاصة، على نجاح مرشح الشعب المصري الرئيس المصري المنتخب: أ.د.محمد مرسي.

 

وأكد البيان أن حقوق الإنسان في الإسلام ليست خاضعة للأهواء البشرية، ولا للاختيارات الإنسانية، بل هي منبثقةمن مرجعية إسلامية تعتمد الكتاب والسنة،وتستلهم الممارسات الراشدة عبر تاريخ الأمة المتعاقب،بعيدا عن الأهواء ومراعاة المصالح الخاصة فردية كانت أم  فئوية.

 

وقال البيان إن حقوق الإنسان في الإسلام قد جاءت مستوعبة للناس جميعا، أيا كان جنس أحدهم أو لونه أو سنه أو ديانته، في إطار التكامل مع مراعاة المصالح العامة للمجتمع.

 

وأضاف إن مواثيق حقوق الإنسان المعاصرة قد انبثقت من القيم الغربية، وفيها ما يتعارض مع حقوق الإنسان في الإسلام  وفطرته وعقله، وذلك يمثل في الحقيقة إهانة للإنسانية، واعتداء على قيم المجتمع السوي تحت شعارات براقة تحمل مضامين مدمرة .

 

وتابع: إن الغرب بقوته الماديةوروحه الاستعمارية يتخذ من حقوق الإنسان وسيلة لترسيخ ثوابته ومراعاة مصالحه فقط، ويتخذمن تلك المبادئ وسيلة لفرض قيمه العلمانية على الأمم الأخرى، وسبيلا  للضغط على المستضعفين، وتحويرقيمهم والتشكيك في ثوابتهم وتهديد مكتساباتهم والسيطرة على ثرواتهم وتقسيم دولهم وإقصاء الحكومات التي ترفض الانصياع لمطالبهم.

 

وأشار إلى أن الغرب يمارس ازدواجية بغيضة بالنسبة لحقوق الإنسان، فبينما هو يحمي الإنسان الغربي في كل شيء لمجرد كونه غربيا مهما كان ظلوما جهولا، ويصون القيم الغربية مهما كانت زائفة.. نجده في الوقت نفسه يستهدف كل ما يتعارض مع أهدافه ويهدد مصالحه، مهما كانت صوابا، كما نجده يمارس استعلاء وانتقائية فجة في التطبيق،إذ نراه مثلا يسكت بل يدافع عن مؤسسات استعمارية وأنظمة استبدادية غارقة في الفساد وانتهاك حقوق الإنسان لمجرد كونها تدور في فلكه، في الوقت الذي نجده يهاجم مؤسسات نظيفة وأنظمة أخرى لمجرد كونها لا تخدم قضاياه وتأبى أن تسير في ركابه لخدمة أهوائه.

 

وأوضح أن الشعوب المسلمة هي أكثر الشعوب المتسلَّط عليها، المنتهكة حقوقها،المستهدفة قيمها وثوابتها، المتعدى على أرضها ودماء أبنائها في أجواء انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان من قبل القوى الغربية ومن أذرعتهم السياسية والفكرية والعسكرية في المنطقة على حد سواء، وأنه لولا الممارسة الغربية الظالمة وغير المسؤولية - سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة – في هذا الجانب ما كان للأمور في منطقتنا أن تصل إلى هذه المرحلة من السوء، وهذا واقع مشاهد في أكثر من مكان، فعلى سبيل المثال:

- هذه شعوب فلسطين والعراق وأفغانستان تئن من وطأة الاحتلال الغربي المنتهك للقوانيين الدولية التي يتشدقون بها، ولكل ما هو إنساني ولا من نكير ولا من مجيب.

 

- وهذا شعب سوريا الذي تطايرت أجزاؤه وأشلاؤه وسالت دماؤه لمجرد كون أرضه صارت ساحة لصراع غربي روسي على النفوذ، مع أن النظام الطاغي ما كان له أن يجثم على صدور أحرار سوريا لعقود متعاقبة لولا الدعم الغربي والمساندة الروسية مكافأة له على حفاظه المستميت على أمن "إسرائيل".

 

- وهذه بورما يهجر أهلها اليوم، في ظل سلسلة طويلة من الانتهاكات الصارخة المتعاقبة عليهم.

 

- وشعوب أخرى في إفريقيا وغيرهالا تعرف الاستقرار، جراء مكر كبار مورس عليها طويلا.
- وهذا سوداننا الحبيب الذي تكالبت عليه قوى الاستكبار العالمية، فتمالأت مع المتمردين في أطرافه، بشكل قسم أرضه، وأقض مضجعه، ثم سلط عليه سيف الظلم، باسم محكمة الجنايات الدولية، التي تترك عن عمد كل الممارسات الإجرامية الاستعمارية، وتتحرك فقط لتحقيق الأهداف والأجندة الغربية.

وأكد على ضرورة العناية بنشر ثقافة حقوق الإنسان في ضوء المفاهيم الإسلامية، وما وافقها من بعض القوانيين الأممية؛ عبر مناهج التعليم ووسائل الإعلام المتاحة، وإنشاء مواقع على الشبكة العنكبوتية بلغات العالم الحية تشرح القضية، وتخاطب الرأي العام الغربي بشأن الانتهاكات التي تمارسها حكوماته على قيمنا وشعوبنا ودولنا.

وأوصى المؤتمرون رجال القانون الدولي، وكل من له عناية بالدفاع عن قضايا الأمة وحفظ حقوقهابالنضال القانوني على الصعيد الدولي، والسعي الحثيث لتقديم مجرمي الحروب ومنتهكي حقوق الإنسان، وبخاصة منتهكي حقوق أمتنا المسلمة للمحاكمة.ويؤكدون على ضرورة التكامل في الجهود الحقوقية مع  كافة المؤسسات الحقوقية المنصفة والجادة.

 

كما أوصوا خبراء القانون والمحامين والناشطين من أبناء هذه الأمة في ميادين حقوق الإنسان بتبني تأسيس منظمة إسلامية عالمية لحقوق الإنسان، تكون من مهامها: تقديم الرؤى والأفكار الإسلامية في مجال حقوق الإنسان، وتقديم رؤى نقدية للقوانين والمفاهيم المخالفة للأطروحات الإسلامية،ورعاية حقوق الإنسان المسلم، والمنافحة عن قضاياه، وكشف الممارسات الظالمة والجرائم الغربية على بلدان وشعوب الأمة وتقديم وثيقة إسلامية عالمية لحقوق الإنسان، تجسد رحمة الإسلام بالناس، وكماله في تحقيق مصالحهم على أكمل وجه.

 

وشدد المؤتمرون على حق الثوار في عالمنا العربي بالمطالبة بحقوقهم السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، ويدعونهم إلى الوفاق والتكامل وتعميق جسور الثقة فيما بينهم ليتم تعزيز الهوية وسير بخطى واثقة نحو مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة ومراعاة حقيقة لحقوق الإنسان في بلداننا المسلمة.

 

وطالبوا الحكومات والشعوب الإسلامية بدعم ومؤازرة الشعب السوري العظيم؛ حتى ينال حريته واستقلاله ويتم تخليصه من النظام المجرم الجاثم على صدره.

 

ودعا المؤتمر منظمات حقوق الإنسان العالمية الأهلية للقيام بواجبها الإنساني في رفع الانتهاكات  الصارخة لحقوق الإنسان المسلم.