أنت هنا

تركيا.. وإغراء طاغية الشام!!
6 شعبان 1433
موقع المسلم

هل كان النظام الأسدي في عهد مؤسسه المقبور حافظ أضعف منه في عهد الوريث المعوق بشار؟
سؤال يبدو شديد السذاجة لكل من يعرف الفروق الفردية الشاسعة بين الأب المجرم الداهية والابن المجرم البليد، فما من منصف يجحد أن الأب الهالك كان شديد الخبث والمكر، واشتهر ببراعته في اجتياز حقول الألغام حتى تمكن من السيطرة على شعب صعب المراس وعسير الانقياد كالشعب السوري.

 

بالطبع لا يجعلنا ذلك نغفل عن التمكين الخارجي له منذ رعايته الصليبية الصهيونية المبكرة،  استناداً إلى عمالة أبيه المبكرة بحسب الوثيقة الرسمية الفرنسية التي نشرها رئيس تحرير مجلة الحوادث اللبنانية سليم اللوزي فدفع حياته ثمناً لفضحها.وكانت فرنسا التي احتلت سوريا في عام 1920 م قد اضطرت في عام 1936 إلى منح سوريا درجة من درجات الاستقلال الشكلي، فكان جد بشار واحداً من أربعين شخصية نصيرية خائنة قد كتبوا إلى سلطات الاحتلال الفرنسية  يناشدونها عدم منح البلاد استقلالها لأن ذلك سوف يتيح لأهل السنة حكم سوريا والسعي إلى منع قيام " دولة لليهود في فلسطين"!!!

 

في حرب 1967م كان الخائن حافظ الأسد وزيراً للدفاع فقدم أوراق اعتماد جديدة لتأكيد عمالته بالإضافة إلى أوراق أبيه، فسلم هضبة الجولان للصهاينة بلا قتال، فكوفئ بعد ثلاث سنوات بتسليمه رئاسة الجمهورية السورية ليصبح فرعون الشام يحكمها حكماً دموياً شرساً مطلقاً.

 

أما السبب وراء المقارنة المستحيلة بين حافظ ونطفته القذرة، فتواقح الضعيف بشار على تركيا قبل أيام إلى حد إسقاط طائرة فانتوم(  (F4 تركية بالقرب من المياه الإقليمية السورية!!في حين يعاني من ثورة شعبه السلمية ومن ضربات الجيش السوري الحر الذي أخذ يبسط سيطرته على نحو ثلاثة أرباع الأراضي السورية، كما يلاقي عزلة عربية ودولية كبرى!!

 

وفي المقابل فإن أباه خنع لتهديد أنقرا في عام 1998م فطرد زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان وسلمه إلى الاستخبارات العسكرية التركية، ووقع مع الجنرالات الأتراك اتفاق أضنة المذل لأنه منح الجيش التركي حق التوغل في الأراضي السورية بعمق خمسة كيلومترات!!

 

فكيف يحني الأقوى رأسه للعاصفة، ويتحدى الولد المحاصَر بثورة غير مسبوقة في التاريخ السوري؟بينما كان والده قد فرض "عبادته" على الشعب السورية بالقوة، بعد مذابح رهيبة وعمليات تعذيب وتنكيل وتهجير فظيعة؟

 

ما من شك في أن الولد البائس لا يمتلك شيئاً من قدرات أبيه، فكل ما ورثه عنه هو الإسراف غير المعقول في سفك دماء مواطنيه وإذلالهم ونهب ثروات بلادهم!!بيد أن الطيش الذي يتصف به بشار الذي يمارس نهج شمشون: عليّ وعلى أعدائي،  لا يكفي لتفسير تطاوله المتصاعد على تركيا، وهي تركيا الأقوى اليوم اقتصادياً ومعنوياً بما لا مجال لمقارنته بتركيا أواخر التسعينيات من القرن الميلادي الماضي.
فبعد سنوات من الرضوخ الأسدي تجددت العمليات الإرهابية التي يشنها حزب أوجلان انطلاقاً من الأراضي السورية، بالإضافة إلى إطلاق عصابات الأسد النيران على لاجئين سوريين ومواطنين أتراك في داخل الأراضي التركية!!

 

الحقيقة أن العنصر الأكبر الذي أغرى أحمق دمشق باستفزاز تركيا يوماً بعد يوم هو التذبذب في مواقف حكومة أردوجان من ثورة الشعب السوري، حتى باتت هذه المواقف المتغيرة باستمرار مثار استياء المتظاهرين السوريين وسخريتهم المريرة منها، فقد رفعوا شعارات من هذا النوع عقب إطلاق جيش النظام النار على اللاجئين السوريين في تركيا، ومنها: يا تركيا، سوريا معكِ للموت، تركيا تطالب بحمايتها دولياً، ....

 

وليس أدل على صحة هذا التفسير من استكانة بشار أمام الانتهاكات الصهيونية للأجواء السورية بصورة شبه يومية وعلى مدى سنوات، بما في ذلك تحليق الطيران " الإسرائيلي" فوق قصر الطاغية، واقتحام موقع الكُبَر بالقرب من دير الزور في أقصى نقطة من شمال شرقي سوريا وأبعدها عن حدود فلسطين المحتلة...فهو يدرك أن سادته اليهود لا يتسامحون مع ألاعيبه، فلو تجرأ على إسقاط طائرة حتى فوق دير الزور لأدبوه تأديباً لا ينساه.

 

إننا نؤكد للقيادة التركية أن مضيّها في نهجها الحالي القائم على الزئبقية والسكوت على سفاهة صبي طهران في الشام، سوف يؤدي بها إلى خسائر إستراتيجية يتعذر عليها معالجته في عشرات السنين!!