2 ذو الحجه 1433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله كل الخير على هذا الجهد العظيم، أسأل الله أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين.
سؤالي: أنا متزوجة من شهرين وزوجي أتعبني كثيرا.. أريد أن أغيره من ناحية الصلاة.. حيث ألح عليه كثيرا حتى يقوم يصلي الفريضة.. كما لا أعلم إن كان يصلي الظهر في حال تواجده بالعمل؟ ولكن حين أسأله يقول إنه صلى.
وكذلك أريده أن يلتزم ويترك سماع الأغاني والنظر للصور المخلة أو الأفلام.. ولكني لا أعرف كيف؟
وأتمنى أن تفيدوني بالكتب التي تعزز المعلومات الدينية التي أفيد بها نفسي وزوجي وأغرسها في أطفالي بعد أن يرزقني الله.. حيث إني أفكر دائما بهذه الناحية.. كيف أربي اطفالي التربية الإسلامية الصحيحة وأغرسها داخلهم حتى لا يتأثروا بمحيطهم (الأقارب) وغيرهم؛ لأنهم يتلفظون بألفاظ أنا لم أنشأ عليها ولم أتعودها، بل أنبذها! أرجوكم دلوني وأرشدوني للصواب.. جزاكم الله خيرا.

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

شكر الله لك أختي الكريمة ثقتك بموقع المسلم، وزادك حرصا على الخير وتوفيقا لما يحب ويرضى.
والحمد لله الذي حبّب إليك الخير والهدى، وأسأله سبحانه أن يجعلك سببا في صلاح بيتك زوجك وأبنائك في المستقبل القريب بإذن الله تعالى.
وأذكرك أختي الفاضلة بقول الله تعالى في سورة لقمان: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
فاصبري واحتسبي على ما تلاقينه من تعب وجهد في النصح لزوجك، واجعلي من حلاوة الإيمان بلسما يهوّن عليك، واستمري على درب النصح تجاه شريك حياتك.
والحقيقة أني ألمس من كلماتك أن زوجك وإن كان يقع في التقصير والتفريط، لكنه يقدّرك ويستجيب لنصحك، وهذه علامة خير مبشرة له ولك، ولله الحمد والمنة.
فاستمري أختاه على هذه الروح وصابري ورابطي عليها، ولا تنسي معها دعاء الملك الجليل الذي بيده قلوب العباد أن يفتح على قلب زوجك بالهداية والتوفيق لرضاه.
ولا شك أن التماس الوسائل المتنوعة والأساليب العديدة أمر مهم؛ حتى لا يحدث اعتياد وتكرار يضعف تأثير النصح؛ فاحرصي مثلا على ما يلي:
- فتح التلفاز وقت حضور زوجك على البرامج الطيبة المؤثرة لتكون عونا لك في نصحه.
- تشغيل إذاعة القرآن الكريم المباركة بشكل دائم في مكان من البيت؛ بحيث لا ينفك أهل البيت عن سماع القرآن والمواعظ والكلمات الطيبة؛ مما يشيع جوا إيمانيا مباركا من حولكم، ومن ثم يزيح تأثير الأغاني شيئا فشيئا من نفسه؛ وقد بيّن ابن القيم رحمه الله تعالى أن محبة القرآن ومحبة الغناء لا يجتمعان في قلب عبد إلا طردت إحداهما الأخرى، فاستعيني بذلك، وأيضا اطلبي تشغيل القرآن وقت وجودكم في السيارة خارج البيت؛ حتى تتزحزح محبة الأغاني من قلبه مع مرور الوقت.
- ضعي في مكان من البيت كتيبات ومطويات نافعة شيقة تتضمن الرقائق والتذكير؛ وبيان الأحكام الشرعية؛ لتمتد يداه إليها وقت انشغالك في المطبخ ونحوه.
- لا تنشغلي بالتنقيب عما يخفى عليك (مثل الصلوات التي يكون فيها خارج البيت) ولك في ذلك علانيته، طالما يصلي أمامك ويستجيب لنصحك.
واعلمي أن التشكيك والتخوين من أسوأ المسالك التي تزرع الشقاق بين الزوجين.
وأما سؤالك عن الكتب فمن أشهر الكتب الميسورة المفيدة الممتعة: تفسير الشيخ السعدي (تيسير الكريم الرحمن) – ورياض الصالحين للنوووي – والرحيق المختوم في السيرة. وغيرها كثير. فيمكنك البدء بها، وأن تحبّبي إليه قضاء وقت معك لقراءة شيء منها.
فاستعيني بالله واصبري، وتفاءلي وأبشري، واجعلي الدعاء سلاحك في كل أحوالك.
وبهذه الروح نفسها التي أرى ملامحها بين ثنايا الكلمات.. اسلكي سبل الخير والهدى مع صغارك عندما يرزقك الله تعالى؛ فهم إنما يتأثرون بما تشيعينه من حولهم من أجواء طيبة، وما يرونه منك من مظاهر العبادة والسكينة. وفقك الله وأصلح لك زوجك وشأنك كله.