احتجاجات تونس.. مؤامرات غربية مستمرة ضحيتها "معروفة"!
25 رجب 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

يبدو أن المخطط الرامي إلى إفساد الثورات العربية وتصاعد الإسلامي السياسي مستمر بشدة في الآونة الأخيرة، وقد تجلى ذلك واضحا خلال اليومين الماضيين الذي وقعت فيهما احتجاجات عنيفة في تونس على خلفية عرض لوحات فنية مسيئة للإسلام ومحاولة إلصاق الاتهامات الباطلة ب"السلفيين الجهاديين" لجعل التونسيين لا يكرهون فقط كل من هو إسلامي بل والثورة من أساسها التي جاءت بالإسلاميين إلى السلطة.

 

 

واندلعت أعمال عنف احتجاجا على عرض لوحات فنية مسيئة للإسلام الأحد الماضي في اختتام مهرجان "ربيع الفنون" السنوي بمدينة المرسى شمال العاصمة التونسية، ومن بينها لوحة كتبت عليها عبارات "سبحان الله" بالنمل في تبجح مقصود على لفظ الجلالة، وأخرى تجسم رحلة "الإسراء والمعراج" للنبي محمد صلى الله عليه وسلم على ظهر "البراق".

 

 

وهاجم منحرفون وبلطجية وبعض الأشخاص الملتحين مكان العرض وحطموا بعض اللوحات، كما اندلعت أعمال عنف وتخريب في مدن عدة تم خلالها حرق وتخريب محكمة ومراكز أمن ومقرات نقابية وأخرى تابعة لأحزاب سياسية يسارية.

 

 

وعلى الفور اتهمت الداخلية التونسية من قالت إنهم من السلفيين ومنحرفين في أعمال العنف، تبعها حملة اعتقالات في صفوف عناصر من السلفية الجهادية وآخرين من أصحاب السوابق، كما سارع نشطاء يساريين على شبكة الإنترنت إلى اتهام حزب حركة النهضة الإسلامي الحاكم بتجنيد "السلفيين لإثارة بلبلة في البلاد"، بحد زعمهم.

 

 

وردا على هذه الاتهامات قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة "هذه من أكثر الدعايات سماجة، لماذا يحتاج حزب حاكم إلى جناح مسلح؟ إن سلاحنا هو الشرعية، مؤكدا أن معظم السلفيين أعلنوا أنهم ضد العنف، كما اتهم بشكل ضمني أتباع حزب "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بإثارة الاحتجاجات.

 

 

ووجهت حركة النهضة في وقت سابق اتهامات لجهات لم تسمها بتجنيد بلطجية على أنهم من "السلفية". وسبق للغنوشي أن نبه إلى أنه "ليس كل من يرتدي قميصا ويحمل لحية هو سلفي"، مشيرا إلى أن مجرمين وخارجين عن القانون شوهدوا ولحاهم الاصطناعية تسقط على الأرض خلال تظاهرات في العاصمة تونس.

 

 

وأقر مراقبون ومن بينهم باحثين في قضايا السلفية في المغرب العربي بوجود سلفيين مزيفين ضمن المخربين والمحتجين، مرجحين أن يكون التيار السلفي في تونس مخترقا من بقايا نظام الرئيس المخلوع الذين يستعملون البلطجية لنشر الفوضى.

 

 

وجاء نفي مسؤول في تنظيم "ملتقى أنصار الشريعة" السلفي بمشاركة أنصاره في أعمال العنف والتخريب في اليومين الأخيرين، لكنه دعا جميع التونسيين في الوقت نفسه إلى التظاهر بعد صلاة يوم الجمعة المقبل للتنديد بالمساس بالمقدسات الإسلامية.

 

 

وكان "أبو عياض" زعيم التنظيم أعلن في أكثر من مناسبة أنه ضد ممارسة أي شكل من أشكال العنف داخل تونس "لأن الشعب أخرج بثورته السلفيين من السجون وأعادهم من المنافي".
ما حدث مؤخرا في تونس،  دليل آخر بحسب ما يراه خبراء على التآمر من أجل إفشال تجربة الإسلام السياسي بعد الربيع العربي، مشيرين إلى أن الغرب بزعامة الولايات المتحدة لا يقبل أبدا بوجود إسلام سياسي مهما كانت درجة اعتداله .

 

 

ووفقا للخبراء فإن تونس لا زالت تعج بفلول المخابرات الغربية ، وهي على صلة بفلول النظام البائد، وهي التي رتبت للمعرض المسيئ للمشاعر الدينية الإسلامية، بهدف الاستفزاز من جهة وإشعال الفوضى في البلاد عن طريق إطلاق مجرمي النظام السابق لتعيث في الأرض فسادا ، وإلصاق التهمة بالسلفيين أو الإسلاميين بشكل عام بأنهم هم من يريدون إحداث الفتنة.

 

وستستمر المؤامرات والمكائد ضد التجربة السياسية الإسلامية في دول الربيع العربي سواء في تونس أو مصر، وعلى الشعوب العربية والإسلامية ألا تنصاع وراء هذه المؤامرات التي تهدف إلى إجهاض الثورات والرجوع إلى المربع صفر.