خواطر حول مذبحة الحولة بحمص
7 رجب 1433
أمير سعيد

هذي القلوب التي قدت من صخور، والتي ارتكبت تلك الفظاعة واغتالت البراءة وذبحت الرضع في الحولة بحمص السورية، حيث الأطفال مثلما كانوا يمرحون مع آبائهم، يصطفون معهم، ارتقاءً إلى قيوم السماوات والأرض، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، هذي القلوب التي حشيت إجراماً وخسة وتدنت عن الوحوش البرية، أثارت في النفس من الألم ما أثارته، واستحضرت من الخواطر، ما استوجب التدوين على قصره، للنظر في مغزى ما جرى، وما يدور في أذهان المجرمين؛ فيما يلي:

 

أولاً: الحولة تابعة لحمص، تلك المدينة التي يراد تهجير سكانها بغرض أن تكون عاصمة للنصيرية في حال سقط حكمهم، حيث لا تتوافر لهم مدن أخرى، وهي الأنسب لأن تكون هي تلك العاصمة، لذا جرى تدمير أكثر من نصف المدينة واستبقيت أحياء النصيرية فيها، ويراد إكمال ذلك المخطط.

 

ثانياً: إنه كلما حقق الجيش السوري الحر، والقوى المقاومة لنظام بشار نجاحات كلما استدعيت الفكرة بصورة أكبر، وجرى تسريع وتيرة التهجير، وهذا دليل على تلك النجاحات مثلما كان تصدير الأزمة إلى لبنان دليلاً آخر على هذا التضعضع في قدرة النظام على التقدم في قمع المقاومة بشكل جذري.

 

ثالثاً: يمارس النظام سياسة الأرض المحروقة والإرعاب بغرض حمل الناس على الفرار من حمص، وهي سياسة مشابهة لتلك التي نفذها الصرب في بعض المناطق الاستراتيجية في البوسنة، وكذلك ما فعله الإيرانيون في بغداد والبصرة على وجه الخصوص، وهو دليل على ضلوع الروس والإيرانيين في تنفيذ تلك السياسة الدموية أو على الأقل تماهي النظام مع طرقهم.

 

رابعاً: يعد ارتكاب هذه المجزرة في ظل وجود المراقبين الدوليين دليل دامغ على مشاركتها في هذه الجريمة، لأن النظام لم يكن ليجرأ على هذه الفظاعة في وجود مراقبين دوليين، ما لم يكن ثمة ضوء أحمر، وعلينا أن نقارن بين عمل المراقبين في نموذج صدام الذي أجبر على تفتيش غرف نومه، وهذا النموذج، شديد التراخي، المتواطئ على نحو لا يشابه إلا طريقة تعاملهم مع الصهاينة.

 

خامساً: إن مقتل 25 طفلاً في واحدة من مجازر متكررة يفوق بمراحل ما فعله الإرهابي بيريز في مجزرتي قانا، وهما المجزرتان اللتان أجرت الأمم المتحدة تحقيقاً بشأنهما ولو كان شكلياً، مع أنها لا تقيم لهذه الجرائم وزناً حتى مكافئاً مع النظام السوري، ما يعد أكبر دليل على مكانة هذا النظام المجرم داخل المنظومة الصهيونية الدولية.

 

الإجرام متأصل لدى النظام السوري، وليست المجزرة التي ذبح فيها العشرات من الزهور من الرضع والأطفال بدعاً من جرائمه.. هي رتيبة في مجملها، مختلفة في بعض جوانبها..
يكاد بعضنا أن يعتادها من كثرة تكرارها، غير أن مشهد ذبح الأطفال والرضع لا يمكن إلا أن يأخذ بتلابيبنا.. يقول هل أنتم رجال؟!