صرخة مكلوم لصانعي القرار.. التغلغل الصفوي والرقاد العربي!!
28 جمادى الأول 1433
منذر الأسعد

يصاب المرء بصداع شديد عندما ينظر إلى السلبية البالغة التي يتصف بها  رد الفعل العربي  الرسمي على الغزو الإيراني الخطير الذي تجاوز مرحلة التخفي والتقية وأصبح يتحدث عن مؤامرته ضد العالم العربي بصلف واستعلاء وقحين!!

 

القوم ابتلعوا العراق على مرأى ومسمع منا، وها هم يدافعون عن مشروعهم الحيوي لسلخ سوريا عن جذورها، وبالأمس القريب هددوا البحرين تهديداً وجودياً، وما زال كيدهم في اليمن ينذر بشر مستطير من خلال أدواتهم ذات الرداء الزيدي الكاذب والمحتوى الصفوي الرافضي الحاقد..وقل الأمر ذاته بشأن تحريك عملائهم في المنطقة الشرقية من السعودية  لزعزعة أمن البلاد، وكذلك عن زيارة نجاد الاستفزازية للجزر الإماراتية المحتلة...

 

كل ذلك مشهود وملموس من الناس كافة فلا يُعْقَل أن يكون غائباً عن صانعي القرار، الذين يبدو أنهم يتعاملون بمنطق رد الفعل الجزئي غير الحاسم، باستثناء المعالجة الناجعة لتحرش ملالي قم بالبحرين.

 

نحن اليوم لا نريد الكلام في الشأن السياسي ولا العسكري فذاك ميدان له أهله وحديث له مكانه، لكننا نضع النقاط على الحروف في الحقل الإعلامي لأنه مجالنا هنا، ولأن المعركة فيه شديدة وربما كان الخلل فيها أكثر وضوحاً وأعظم ضرراً، لما للإعلام من تأثير مفصلي في المواجهات الشاملة مع مشروع دموي استئصالي كمشروع أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي.

 

فللقوم عشرات القنوات الفضائية  باللغة العربية ، والتي تبث الفحيح الصفوي بسمومه الفتاكة وتضليله الخبيث، والأشد إيلاماً أن تلك القنوات جميعاً تتسلل إلى بيوتنا من خلال قمرين صناعيَّيْن عربيين هما: عربسات ونايلسات!!

 

وفي المقابل ليس للعرب قناة فضائية واحدة تتصدى لأباطيل القوم  ما عدا قلة تُعَد على أصابع اليد الواحدة، يملكها أفراد فضلاء، لكنها في الغالب تخاطب الجمهور العربي وليس الناطق بالفارسية ، والأهم أنها ذات إمكانات محدودة بشرياً وفنياً ومادياً..نقول هذا لوصف الواقع وليس للتقليل من جهاد هؤلاء الأبطال، بل إن قلة ذات اليد تشهد لهم بتفوقهم في معركة غير متكافئة في موازين القوى المادية!!
فما الذي يمنع بلداننا من تبني قنوات مقتدرة للنهوض بهذا الواجب ولو كان التبني غير صريح؟

 

والملوم الآخر في التقاعس الراهن هم طبقة رجال الأعمال الذين تتغلب على أكثرهم الأنانية وحب الشهوات والتلهي عن هموم الأمة وعن خدمة دينها غفلة أو جهلاً أو خوفاً أو زندقةً والعياذ بالله!!

 

إن أذى الولي الفقيه في المضمار الإعلامي المهم لم يقف عند تلك المرحلة من التغلغل المخيف، فهم يضيفون إلى ما سلف من جرائمهم صفاقة أخرى تدل على حجم استخفافهم بنا وازدرائهم لحكوماتنا فرادى ومجتمعة..إنهم يحاربوننا بالتشويش المستمر على بث القنوات الخيّرة المعدودة التي نجحت في فضح باطلهم بالرغم من عوزها المالي وخذلانها من قبل أصحاب الأموال الطائلة.
فهل نحن غافلون إلى هذا الحد من السذاجة ولا سيما أن القوم يعتبرون ذلك ذلة منا لهم وخوفاً من إرهابهم؟

 

أفليس من أوجب الواجبات  وقف بث قنواتهم المتخصصة في الدجل والكراهية على أقمارنا الصناعية؟ولتكن البداية بإلغاء قنوات التضليل السورية الناطقة باسم النظام، وإحلال قناة باسم المعارضة السورية؟

 

إنها صرخة من قلب جريح يحب دينه ويكره كل من يتطاول على سلفنا الصالح وبخاصة الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات، ويَنْشُد الخير  لأمته، ولذلك انتهزها فرصة لدعوة شبابنا المخلصين إلى إنشاء صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لجمع التواقيع على طلب نوجهه إلى الحكومات العربية التي نظن بها خيراً وبخاصة تلك التي لها النصيب الأوفر من القرار في إدارة القمر الصناعي العربي وشقيقه المصري، لمنع بث كل قناة تسيء إلى مقدساتنا ومجابهة تشويش الصفويين على بث قنواتنا ولو بحرب تقنية مشابهة على سائر قنواتهم حتى التي تبث على أقمار أخرى لا قدرة لنا على التحكم بها!!

ألا هل بلغت!! اللهم فاشهد.