إضراب البرغوثي ... هل يقلب الطاولة
25 جمادى الأول 1433
حمزة إسماعيل أبو شنب

لقد أعلن القائد عبد الله البرغوثي من كبار قيادات كتائب القسام وصاحب أطول حكم عسكري في السجون الصهيونية الإضراب المفتوح عن الطعام بسبب العزل المستمر الذي يعيشه مطالباً بإنهاء عزله الانفرادي ، حيث يأتي إضراب البرغوثي في الوقت الذي يعيش فيه السجناء الفلسطينيين أسوأ مراحل التنكيل والحرمان والتعذيب والعزل الانفرادي في السجون الصهيونية .

 

البرغوثي ليس الأسير الأول الذي يعلن الإضراب عن الطعام  وقد سبقه العديد من الأسرى والأسيرات بالإضرابات المنفردة ، ولكن هو الإضراب الأول الذي يقوم به رجل تتمنى إسرائيل موته في كل  لحظة ، هو الأول الذي يعلن عنه شخص توقفت صفقة الأسرى كثيراً من قبل أن تنجز بسبب رفض الكيان الإفراج عنه ، هو مختلف عما سبقه لأنه لا يطالب بالإفراج عنه أو منع تمديد الاعتقال الإداري بحقه ، بل يطالب بإخراجه من العزل الانفرادي الذي يعيش فيه منذ زمن ، وهو أحد شروط صفقة الأسرى والذي تنكّر الكيان لتنفيذه .  

 

دخول البرغوثي الإضراب سيشكل عامل ضغط كبير على الفصائل الفلسطينية المقاومة في ظل يقينها بأن الاحتلال لا يمانع من ترك الرجل حتى تفضي روحه إلى الله حتى لا تُجبَر في صفقات قادمة أن تفرج عنه كما فعلت في صفقة وفاء الأحرار ، ولعل هذا يتعزز لدى الفصائل المقاومة بعد أن ارتفعت الأصوات في العديد من الأوساط الصهيونية بإعدام المطلوبين  بدلاً من خروجهم كالأبطال في صفقة التبادل .

 

لقد قام الكيان الصهيوني منذ الانتهاء من صفقة وفاء الأحرار مع كتائب القسام بخرق الاتفاق في العديد من المرات ، بداية برفض الإفراج عن بعض النساء ثم اعتقال وإبعاد المحررين ومن أبرزهم الأسيرة هناء الشلبي ، ورفضها تنفيذ بند إخراج المعزولين إلى الغرف العامة ، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة الاعتداءات على الأسرى بشكل ملحوظ في محاولة لكسر إرادتهم .

 

لقد سبق للمقاومة الفلسطينية أن هددت العدو في العديد من المرات السابقة ، ولكن يبدو أن العدو لم يفهم ولا يوجد أمام المقاومة من سبيل إلا قلب الطاولة وتغيير المعادلة في معركة الأسرى ، ولعل محاولة اغتيال القائد الأسير عباس السيد داخل المعتقل تؤرق الجميع فلا عذر لأحد إن أُصيب البرغوثي بسوء أو لقي ربه ، ولكننا على ثقة بالمقاومة .