انتخابات فرنسا.. سباق محموم لكسب اليهود
10 جمادى الأول 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

سباق شرس لكسب أصوات اليهود واليمين المتطرف في انتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة في 22 إبريل المقبل على حساب الأقلية المسلمة كالعادة بل وصل الأمر للمسلمين بالخارج تمثل في عدة إجراءات تعسفية أبرزها منع دعاة وشيوخ كبار من دخول فرنسا فضلا عن الدعوات لحل منظمات إسلامية إضافة للتعهد بفرض قيود وتضييقات جديدة على المسلمين وكل ما هو إسلامي.

وقبل أيام أعلنت وزارتا الداخلية والخارجية الفرنسيتان في بيان مشترك منع 4 دعاة من دخول الأراضي الفرنسية للمشاركة في مؤتمر سنوي ينظمه اتحاد المنظمات الإسلامية، وهم مفتي القدس السابق عكرمة صبري والداعية السعودي عائض بن عبد الله القرني والمصري صفوت حجازي والإمام السعودي عبد الله بصفر، وذلك بدعوى أنهم "يحضون على الكراهية والعنف ويشكلون خطرا كبيرا على النظام العام".

وبحسب البيان -الذي زعم أن فرنسا تحترم كل الأديان وتتمسك بالحق في حرية التعبير- ، فإن الشيخ محمود المصري والشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تخليا عن القدوم لباريس بعدما أعلنهما الرئيس نيكولا ساركوزي شخصين "غير مرغوب بهما" في فرنسا.

ورد اتحاد المنظمات الإسلامية والقريب من جماعة الإخوان المسلمين بأن منع الدعاة "يهدد بتعميق الشعور لدى المسلمين الفرنسيين بأنهم يدرجون على قوائم سوداء ويتم التعامل معهم بتحامل"، لافتا إلى أن محمود المصري دعي بالفعل إلى مؤتمرين في فرنسا هذا العام دون أي اعتراض من السلطات الفرنسية، كما ألقى صبري كلمة أمام مؤتمر قرب باريس العام الماضي.

وجاء منع الدعاة عقب هجمات تولوز ومونتوبان التي قتل خلالها مغربي مسلم يدعى محمد مراح 7 أشخاص بينهم عسكريون قبل أن تقتله الشرطة بعد محاصرته في شقته 32 ساعة، وقد أعقب ذلك إعلان ساركوزي سلسلة قرارات من بينها حظر الاطلاع على ما وصفها بالمواقع الجهادية والسفر إلى أفغانستان أو باكستان من أجل التدريب على "الإرهاب" بحد قوله.

ويشير مراقبون إلى أن ساركوزي وحزبه "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" المعروف بمساندته للكيان الصهيوني يجامل الجالية اليهودية ويحاول كسب أصواتهم من خلال منع الدعاة الذين يهاجمون سياسة الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية وذلك عن طريق اتخاذ خطوات معادية للمسلمين من أجل الفوز بفترة رئاسة ثانية.

من جهته ندد حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان بالدعوة التي وجهها اتحاد المنظمات الإسلامية إلى الشيخين المصري والقرضاوي زاعما أنهما أدليا بتصريحات معادية للسامية!!

وفي إطار السباق المحموم لكسب أصوات اليهود، طالبت لوبان التي تعتبر مرشحة اليمين المتطرف لانتخابات الرئاسة بحل اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا وذلك في خطوة تهدف لكسب أصوات اليهود في الانتخابات.

وفي إطار هجومها على الاتحاد، قالت لوبان إن "مسئولى بلدنا يعتبرون فعلا أن اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا قريب من الإسلاميين إن لم يكن من الإرهابيين"، ويجب أن نتخذ فى الحال ودون ضعف إجراءات قاسية ضد الإسلام المتشدد" واعدة بـ"اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الفرنسيين من التهديد الإسلامى".
وفي المقابل أعلن رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا أحمد جاب الله عن القيام بإجراء قضائى، وقال "هذه الاتهامات لا قيمة لها لنا وسنلاحق لوبان أمام القضاء عليها لأنها تثير الشكوك والكراهية".

وفيما يتعلق بالعلامة الشيخ القرضاوي، فقد تصاعدت الانتقادات من منظمات إسلامية خارج فرنسا إزاء موقف ساركوزي الذي أشاد به اليمين المتطرف، مؤكدين أن القرضاوي معروف باعتداله وبدعوته إلى الإسلام الوسطي، كما أنه معادي لأفكار العنف، ويجب التفرقة بين دعاة الإسلام العنيف والمتطرف وأولئك الذين يدعون إلى إسلام معتدل.

وفي الوقت الذي يمنع الرئيس الفرنسي دخول الشيخ القرضاوي، يمنح ساركوزي رجل الأعمل القبطي نجيب ساويرس المعروف بكراهيته للمسلمين وسام‪‫ جوقة‬‬ الشرف برتبة قائد، والذى يعد من‪‫ أرفع‬‫ الأوسمة‬‫ الوطنية‬‬ فى فرنسا، وذلك تقديراً ل"جهوده" فى تعزيز علاقات التعاون بين مصر وفرنسا فى مجالات الصناعة والاستثمار وخدمة المجتمع يوم الإثنين المقبل في مكتبها بوزارة الموازنة الفرنسية.

وسواء في فرنسا أو غيرها من الدول الاستعمارية المساندة للكيان الصهيوني بشكل فج، يظل الطامحون للرئاسة أو أي منصب رفيع يتقربون لليهود لكسب دعمهم في حين أن الضحية دائما تكون كل ما هو إسلامي من أفراد وكيانات ورموز.  

‫‫
.
‬‬