دلالات الهجمات النوعية للجيش السوري الحر
28 ربيع الثاني 1433
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

في الفترة الاخيرة تمكن الجيش السوري الحر المكون من العسكريين المنشقين عن جيش بشار الأسد, من تنفيذ عدة هجمات نوعية حتى وصل إلى قرب القصر الرئاسي حيث اشتبك مع كتائب النظام وأوقع عشرات القتلى والجرحى رغم الجهود القوية التي يبذلها النظام لمنع وصول الاحتجاجات والعناصر المنشقة إلى المدن الكبرى لكي يحافظ على الادعاءات المزيفة بشأن سيطرته على الوضع في البلاد, والزعم بأن الاحتجاجات محصورة في مناطق معينة ويتم السيطرة عليها وأن الامور في سبيلها للهدوء..

 

الجيش الحر أعلن عن إسقاط عدة طائرات وتدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية والاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة كما استطاع خلال العملية الاخيرة في دمشق من القضاء على العشرات من جنود الأسد وفي وقت سابق تمكن من أسر عميد في جيش الاسد وطالب بإطلاق عد من المعتقلين مقابل الإفراج عنه..هذه العمليات التي تزايدت بشدة خلال الايام الاخيرة تؤكد ما سبق أن أعلنه الجيش الحر بشأن وصول عدد الجنود المنضمين إليه إلى أكثر من 70 ألف وهو قريب من العدد الذي أعلنت عنه مصادر تركية, وهذا العدد كفيل بإصابة الاسد وحاشيته بالرعب خصوصا أن العمليات التي ينفذها الجيش الحر تعتمد على الضربات السريعة والحاسمة ثم الارتداد سريعا وهي حرب عصابات تؤدي بالتدريج لانهيار اعظم الجيوش ولا يضر من ذلك الانسحاب من حمص أو دير الزور لأنه لا يعتمد على المواجهة الدائمة مع جيش النظام.. ولعل وصول قوات روسية إلى دمشق مؤخرا ومن قبلها تدفق مئات العناصر من حزب الله وفيلق القدس, ليؤكد الازمة التي يعانيها جيش الاسد وتدهور معنوياته مع استمرار الاحتجاجات ودخولها العام الثاني ومواصلة الحصار الدولي عليه مما أدى إلى تدهور اقتصادي واضح لم تفلح معه محاولات إيران لإنقاذه...

 

الجيش الحر أجبر عددا من الدول على اتخاذ مواقف أكثر حسما ومطالبتها بشكل علني بتسليحه, كما اعلنت تركيا أنها تدرس إقامة منطقة عازلة على حدودها لمنع هجمات جيش الاسد على الحدود وعلى النازحين...الخلافات الاخيرة التي عصفت بالمعارضة السياسية في الخارج بعد استقالة عدد من الاعضاء من المجلس الوطني لم تؤثر على قوة الاحتجاجات الداخلية ولا على زخم العمليات العسكرية التي تقوم بها عناصر الجيش الحر, كما أن الانشقاقات لم تعد قاصرة على الجنود من أصحاب الرتب الصغيرة بل تجاوزتها إلى عدد غير قليل من أصحاب الرتب العالية وهو ما يشير إلى قرب سقوط النظام حيث تتاح للرتب العالية الاطلاع على خفايا ما يدور في الغرف المغلقة التي تخطط لمواجهة الاحتجاجات...

 

في نفس الوقت بدأ الموقف الروسي الرسمي الذي كان يدعم بقوة نظام الاسد على الصعيد الدولي يوجه انتقادات حادة لطريقة تعامل النظام مع الاحتجاجات ووصل الامر لوزير الخارجية الروسي أن يصرح بأن الاسد ارتكب أخطاء كثيرة أدت إلى تدهور الاوضاع في بلاده...

 

استمرار الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد ضد المحتجين لا تدل على قوته بقدر من دلالتها على شعوره بالخطر ومن تزايد الضغط عليه خصوصا مع انتشار معلومات واحاديث عن امكانية توجيه ضربات جوية له وفرض منطقة حظر جوي على طائراته..السيناريو الليبي هو أكثر ما يخشاه النظام السوري في الوقت الحالي وهو يعلم أن الامور تسير إليه بقوة لذا يسعى لشحذ قواه لذبح الانتفاضة سريعا والخروج متباهيا بالقضاء على ما يسميه "الإرهاب" وهو في ذلك يتخيل أن الزمن يمكن أن يعود للوراء وتتكرر مجزرة حماة وينسى العالم مع مرور الوقت محاسبة الجاني لكنه لا يدرك اختلاف الزمان والمتغيرات الدولية والإقليمية ومع مرور الوقت سيجد الأسد نفسه أمام خيارين إما الرحيل أو القتل.