بعد وفاة شنودة.. لماذا يخاف الأقباط؟!
27 ربيع الثاني 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

حالة من الخوف والترقب والشك.. تلك التي أخذت الصحف الغربية تعمل على بثها في نفوس نصارى مصر خلال اليومين الماضيين عقب وفاة بطريرك الإسكندرية والكرازة المرقسية شنودة الثالث الذي قاد الكنيسة الأرثوذكسية لأربعة عقود حيث كانوا يعتبرونه "حامي" الأقباط الذين طالما زعموا أنهم مضطهدين في البلاد، والآن يحاول الغرب بدعم من أقباط المهجر تهويل مخاوفهم مع وصول الإسلاميين للحكم.

فهاهي صحيفة واشنطن بوست ونيويورك تايمز الأمريكتين تزعمان أن الاقباط فى مصر قد يواجهون مأزقا حقيقيا خلال المرحلة المقبلة، وأن وفاة شنودة جاءت في وقت يشعرون فيه بحالة من الضعف منذ سقوط نظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، فضلا عن تخوفهم من وصول الإسلاميين (الإخوان المسلمون والسلفيون) للبرلمان وتوجه التيار الإسلامى إلى فرض أحكام الشريعة التي تضمن خلافا لمزاعمهم حقوق أهل الكتاب.
 
 
ووصفت الصحيفتان البابا شنودة (88 عاما) بأنه حامي لمجتمع الأقباط الذي يقدر عددهم بنحو 10 ملايين فى البلاد خاصة فى ظل ما يروج له النصارى دائما بأنهم يتعرضون للتمييز من قبل السلطات الحاكمة فى مصر، رغم أن شنودة كان يدعم بشكل كبير الرئيس السابق حتى خلال الثورة المصرية، فضلا على أنه كان ينظر إليه على أنه ذو ميول سلطوية قيدت التغييرات داخل الكنيسة.

وبدورها تحدثت صحيفة "بوسطن" الأمريكية عن تزايد مخاوف المجتمع القبطي بعد وفاة شنودة الذي اعتبرت أنه كان يضغط ويلح على النظام السابق من أجل مطالب الأقباط وأن الكثير منهم يرون نظام مبارك القمعي والفاسد أفضل حماية لهم من الإسلاميين الذين أكدوا منذ وصولهم للسلطة على حماية الأقباط وحقوقهم.

صحيفة "لوموند" الفرنسية، قالت من جانبها إن الطائفة الأرثوذكسية في مصر تعيش حالة من الخوف والشك بعد رحيل شنودة حيث تمر مصر بمرحلة انتقالية مليئة بالتقلبات مع وصول الإسلاميين للحكم وهو ما سيكون إشكالية بالنسبة للبابا القادم والمرشح من بينهم الأنبا بيشوي الذي اشتهر بقوله "المسلمون هم ضيوف في مصر".

أما صحيفة الإندبندنت فذكرت تحت عنوان "مسيحيو مصر يخشون موجة جديدة من الاضطهاد" أن "وفاة شنودة الثالث زاد مخاوف الأقباط من أن يواجهوا التمييز والاضطهاد بعد أن صارت الأحزاب الإسلامية أكثر قوة".

كما علقت إحدى الصحف الكندية على وفاة البابا شنودة بأنها تأتى فى الوقت الذى يشعر فيه المسيحيون فى البلاد بأنهم عرضة للخطر أكثر من أى وقت مضى فى ظل صعود الحركات الإسلامية إلى السلطة، والتخوف من فرض الشريعة الإسلامية، زاعمة أن الأقباط يشكون دائما من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية.

وتؤكد القيادات الإسلامية والكثير من الشيوخ في مصر بشكل متكرر أنهم ليسوا ضد الأقباط، وأنهم يحصلون على حقوقهم بل على العكس فهم أكثر إساءة للمسلمين بعدم إيمانهم بخاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بينما يؤمن المسلمون بكل الأنبياء.
وبالعودة للتاريخ القديم نجد أن المسلمين عندما دخلوا مصر قبل مئات السنين حرروا الشعب القبطي من الاضطهاد الروماني الذي أذاقهم الويلات، ومنحوهم الحريات،
وكتب المؤرخون المسيحيون يمدحون الفتح الاسلامي لمصر ومدى تحضر وعدل الحكم الاسلامي والحكام المسلمين مع الطوائف المسيحية واليهودية, وتحت ظلال الشريعة الإسلامية, عاش الجميع في أفضل الأحوال وقد دخل المسيحيون في الإسلام أفواجاً, طواعية, بحسب قول المؤرخين المسيحيين.

ولكن نرى الآن المسيحيين خاصة الأرثوذوكس منهم يعتبرون أنهم أهل مصر والمسلمون غزاة يجب أن يرحلوا لذلك يطمع الارثوذكس في المناصب العليا ويبالغون في تحديد أعدادهم في مصر, ليطالبوا بالمزيد من المناصب، ويتحدثون دائما عن اضطهاد ديني يتعرضون له، فضلا عما تثيره الكنيسة خاصة خلال الفترة الماضية تحت قيادة شنودة بشكل مستمر من إثارة النعرة والفتنة الطائفية عندهم والإدعاء دوما بحدوث اضطهاد ضد الكنيسة لكي يكره المسيحيون الاسلام، بينما يحتجزون المسلمات الجدد ويختطفونهن داخل الأديرة لتعذيبهن وردهن عن دينهم الجديد.

كما يعمل على إثارة النصارى داخل مصر من يسمون بأقباط المهجر الذين يعيشون بالخارج على نغمة الاضطهاد المستمر وعدم حصولهم على حقوقهم ويهاجمون المسلمين بشكل فج ويعملون على إثارة الفتنة الطائفية في مصر وهم في المقابل يحصلون على الأموال والسلطة بحجة أنهم مضطهدون.