خليفة مبارك
8 ربيع الثاني 1433
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

بعد إعلان السلطات المصرية عن موعد الانتخابات الرئاسية في 23 و 24 مايو المقبل، بدأ السباق الانتخابي حقا يحتدم بين المرشحين، فيما يطمح التيار الإسلامي في الحفاظ على مكاسبه التي حققها في الانتخابات البرلمانية واستكمالها بانتخاب رئيس إسلامي.

 

ويضع أنصار التيار الإسلامي أياديهم على قلوبهم آملين أن يتفق المرشحون الإسلاميون الثلاثة على مرشح واحد ليخوض السباق الانتخابي دون أن تتفتت أصوات الإسلاميين بما يسمح لأحد من "الفلول" أو الليبراليين باقتناص هذا المنصب الحساس.

 

وفيما يلي نبذة عن المرشحين المحتملين للسباق الرئاسي:

 

د. عبد المنعم أبو الفتوح

 

هو أكثر المرشحين الإسلاميين حظا في هذا السباق، حيث يتوالى تأييد الشخصيات العامة ورموز التيار الإسلامي له. ومؤخرا أعلنت مبادرة على موقع فيسبوك لدعوة المرشحين الإسلاميين الآخرين للتنازل له من أجل توحيد كتلة التصويت الإسلامية.

 

وأبو الفتوح من أبناء جماعة الإخوان المسلمين وكان عضوا في مكتب الإرشاد لفترة طويلة، لكن الجماعة فصلته بعد أن أعلن نيته الترشح للرئاسة مخالفا بذلك قرار الجماعة الذي أعلنته بأنها لن ترشح أحدا لهذا المنصب.

 

وللرجل كذلك باع في العمل الخيري والعمل العام منذ كان في الدراسة الجامعية حيث ترأس العمل الطلابي في ذلك الوقت وخاض نقاش جرئ مع الرئيس الراحل أنور السادات خلال لقاء جمعه بطلاب الجامعة.

 

واعتقل أبو الفتوح بعد ذلك في عام 1981 في أواخر عهد السادات. وفي عهد مبارك تعرض للاعتقال عدة مرات كان أبرزها في محاكمة عسكرية في تسعينيات القرن الماضي وسجن على أثرها لمدة 5 سنوات.

 

اشتهر أبو الفتوح في الأوساط المصرية بأنه من أكثر الإخوان المنفتحين على الآخر والأكثر في نفس الوقت جرأة وشراسة في معارضة الحكومة. ويصف البعض أبو الفتوح بأنه من جيل التجديد داخل الجماعة.

 

وبالنسبة لبرنامجه الانتخابي، فهي يعتمد فكرة أن الشريعة الإسلامية مطبقة بالفعل في غالب القانون المصري، وأن بعض التعديلات يجب إدخالها على بعض القوانين من أجل أن تستقيم مع تعاليم الدين الإسلامي.

 

ويقوم البرنامج أساسا على فكرة الإصلاح الإداري الاقتصادي وتنحية الجيش نهائيا عن الحياة المدنية والاقتصادية، إلى جانب الاهتمام بقضايا الأمن القومي خاصة المتعلقة بالمياة والطاقة والبحث العلمي والطائفية، مع الاهتمام بالبعد الإنساني للقضايا الأمنية.

 

الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل:

 

هو داعية إسلامي له خبرة إعلامية من خلال برامجه على قناة الناس الإسلامية ذائعة الانتشار في مصر، وينظر إليه على أنه أحد رموز التيار السلفي، وكان مرشحا للإخوان المسلمين على مقعد دائرة الدقي في الجيزة خلال انتخابات مجلس الشعب عام 2005، وفاز بالأصوات لكن السلطات قامت بتزوير الانتخابات لصالح مرشح الحزب الوطني الديمقراطي التابع للرئيس المخلوع حسني مبارك.

 

وللرجل قدرة كبيرة على تجميع المؤيدين وله أنصار في غالب المحافظات المصرية ويحظى بدعم شيوخ التيار السلفي.

 

ويستند الشيخ حازم إلى خلفية عائلية قوية، فهو من بيت معروف بحفاوته بالعلم والعلماء، وكان جده الأكبر إماماً للخديوي إسماعيل. كما أن والده صلاح أبو إسماعيل كان عالما شهيرا وله فضل في فض العديد من النزاعات العائلية في الريف المصري، كما كان برلمانيا في مصر منذ عام 1976 وحتى وفاته عام 1990.

 

ويعتمد برنامجه الانتخابي الإعلان بصراحة عن تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر ولكن بتمهل وتريث وتلمس طاقة القبول عند المواطنين. كما يشرح البرنامج خطة اقتصادية موسعة للنهضة بالاقتصاد دون الحاجة إلى اللجوء للوسائل غير الإسلامية.

 

 

د. محمد سليم العوا:

 

هو مفكر إسلامي وفقيه قانوني وهو من أشهر الكتاب في مصر في مجال القانون الإسلامي والشريعة الإسلامية.

 

وكان له دور بارز في الثورة المصرية وكان على علاقة بقادة المجلس العسكري الذي يحكم البلاد بما سمح له بلعب دور بارز في مجريات السياسة في تلك الأثناء.

ويعتمد برنامجه الانتخابي على إرساء وحدة إسلامية عميقة بين مصر وكل من تركيا وإيران، واعتماد ذلك كأساس للنهضة الاقتصادية والنهضة في جميع مناحي الحياة.

 

عمرو موسى:

 

هو أحد رموز النظام السابق وينظر إليه على أنه من "الفلول" لأنه كان وزير خارجية الرئيس المخلوع لفترة طويلة، قبل أن يتم تعيينه في منصب الأمين العام للجامعة العربية، وهو المنصب الذي استقال منه العام الماضي في أعقاب الثورة المصرية بهدف الاستعداد لخوض السباق الرئاسي.

 

الفريق أحمد شفيق:

 

وهو رجل مبارك الذي لجأ إليه إبان الثورة المصرية. ففي مسعى لتهدئة الاحتجاجات أقال مبارك حكومة أحمد نظيف وعين شفيق بدلا منه. وفي فترة توليه الوزارة وقع ما بات يعرف إعلاميا بـ"موقعة الجمل" حيث هاجم البلطجية المعتصمين داخل ميدان التحرير بالخيل والجمال فسقط قتلى وجرحى.

 

وشفيق من أشد مؤيدي مبارك ورفض في تصريحات إعلامية إطلاق اسم "ثورة" على ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك.

 

توفيق عكاشة:

 

يطلق عليه الشباب "قذافي مصر" بسبب آرائه الساذجة وطريقته الهزلية في الحديث في وسائل الإعلام. وهو من فلول النظام البائد. ولا يتوقع أن يحرز أصواتا انتخابية.

 

حمدين صباحي:

 

هو من أعلام الناصريين في مصر وله عدد محدود من المؤيدين.

 

وفي وقت سابق انسحب المرشح الليبرالي محمد البرادعي من السباق الرئاسي عندما فقد الأمل في الفوز بعد حصول التيار الإسلامي على أغلبية مقاعد البرلمان، حيث حاز الإسلاميون بمختلف تياراتهم، الإخوان والسلفيين والمستقلين، على أكثر من 70% من مقاعد مجلس الشعب المصري.