دعم الشعب السوري.. قنبلة حماس في وجه بشار
3 ربيع الثاني 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

"تحية إلى الشعب السوري البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية".. كلمات قوية قذف بها رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في وجه نظام السفاح بشار الأسد ليعلن زعيم حماس بكل وضوح عن انقلاب الحركة على هذا النظام والذي ظل لفترة كبيرة من الوقت يقدم الدعم لحماس بل اعتبر حليفا لها وهو ماكان على ما يبدو سببا في تحفظها عن التعليق على قمع النظام السوري لشعبه منذ بدء الانتفاضة في مارس الماضي. وجاءت تحية هنية خلال الكلمة الحماسية التي ألقاها في الجامع الأزهر بالقاهرة في فعالية "إنقاذ الأقصى ونصرة الشعب السوري" عقب صلاة الجمعة الماضي حيث ردد آلاف المشاركين هتافات من بينها "لا إيران ولا حزب الله، سوريا سوريا إسلامية"، "ارحل ارحل يا بشار، ارحل ارحل يا جزار"، وهي المرة الأولى التي يصدر فيها موقف صريح من حركة حماس على احتجاجات سوريا ضد النظام الذي لطالما وفر الدعم للحركة واستضاف مقارها في دمشق. فقد حرصت الحركة على التحفظ عن إبداء رأيها في الاحتجاجات السورية نظرا لحساسية موقفها إذ يقع مكتبها الرئيسي في دمشق حتى الآن بخلاف وجود نصف مليون فلسطيني في سوريا، وقد تعرض مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) لهجوم من قبل القوات السورية في أغسطس الماضي. وتزامنا مع تصريحات هنية تحدث القيادي في حماس د. صلاح البردويل أمام تجمع حاشد بمخيم للاجئين في خان يونس جنوب قطاع غزة في اليوم نفسه ، موجها رسالة إلى الشعوب التي لم تتحرر بعد وما زالت دماؤها تنزف يوميا ، وقال البردويل إن "حماس تنزف مع كل قطرة دم تراق في سوريا"، وكشف أن حركته قدمت النصيحة للقيادة السورية قبل تفجر الأوضاع، وأوصته بألا يتوسع في العامل الامنى وأن يشرع في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وان يدخل تعديلات على الدستور ويجري انتخابات حرة. كما صرح البردويل في حديث لصحيفة "الغد" الأردنية أن قيادات الحركة خرجت من سوريا ولكنها لم تعلن حتى الآن عن مكان بديل، غير أنه أشار إلى أن الحركة لم تغلق مكتبها الرئيسي هناك حيث مازال مفتوحاً لإدارة أمور الحركة، معتبرا أن كل الدول العربية مدعوة في ظل الثورات العربية لأن تكون حاضنة لحركة مقاومة فلسطينية ضد الاحتلال ، ولكن لا بد من مركز قيادة ثابت تدير الحركة من خلاله شئونها إلا أن حماس لم تغير حتى هذه اللحظة مركزها الرئيسي في سوريا. ولم يغفل البردويل الذي وجه الشكر للحكومة السورية التي وقفت إلى جانب الحركة، التأكيد على أن صاحب الفضل الأول يعود للشعب السوري الذي احتضن الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 ووقف إلى جانبه وخاض النضالات والتضحيات العظام من أجل القضية الفلسطينية وهو الذي ساند وأيد النظام في احتضانه لحماس، بحد قوله. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل توجه إلى قطر ويتنقل أيضا بين مصر والأردن ، فيما توجه نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق إلى القاهرة، بينما تحرك قادة آخرون، مثل محمد نصر ومحمد نزال، إلى الأردن، ومنهم من توجه إلى مصر والسودان ولبنان ، فيما توجه آخرون ومنهم محمد العلمي إلى قطاع غزة، وأشارت المصادر إلى أن الحركة قررت عدم استقرار قياداتها جميعاً في دولة واحدة، لدواعٍ أمنية وسياسية. ويرى محللون أن حماس أبدت موقفا حاسما وقاطعا من سوريا للمرة الأولى منذ بدء الثورة السورية، وها هو هنية يصبح أول قيادي لجماعة فلسطينية يعلن دعمه العلني للثورة السورية، لينهي علاقة حماس بالنظام السوري بشكل نهائي رغم أنه سينعكس سلبا على علاقتها بإيران وحزب الله الذين يؤيدان بشدة ما يفعله بشار الأسد بل ويدعمانه بالسلاح في مواجهة الشعب السوري المسالم، كما أن بعض المراقبين أعربوا من تخوفهم من حديث هنية خاصة فيما يتعلق بالنصف مليون فلسطيني الذين يقيمون في سوريا بعد هذا التصريح. لكن في المقابل قد يؤدي هذا الدعم الصريح والعلني لنضال الشعب السوري إلى إعطاء دفعة قوية للمعارضة السورية التي تقاتل نظام الأسد فضلا عن أنه قد يفوت الفرصة على مزاعمه المتواصلة حول ضرورة بقائه في السلطة لدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة "إسرائيل".