في دمشق.. بشار تحت نار الانشقاقات وقرب الرحيل
9 ربيع الأول 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

يبدو أن أيام الطاغية السوري بشار الأسد باتت معدودة مع وصول نظامه لمرحلة خطيرة منذ اندلاع الثورة في مارس الماضي حيث اقتربت مواجهات الجيش السوري الحر المقاوم مع جيش بشار من العاصمة دمشق في الوقت الذي ازداد جنون بشار ليقتل في يوم واحد 100 سوري دون تفرقة بين طفل وسيدة ورجل مع ازدياد عدد المنشقين أيضا من الجيش السوري.

وأجبرت الاشتباكات بين الطرفين السلطات السورية على إغلاق طريق مطار دمشق الدولي، فوفقا للناطق الرسمي باسم المجلس العسكري المؤقت في سوريا الرائد ماهر النعيمي فإن الاشتباكات بين الثوار والجيش السوري تبعد عن مركز العاصمة سوى 8 إلى 12 كيلومتراً، مؤكدا أن معظم هذه الاشتباكات هي انشقاقات جديدة في الجيش، حيث “قام الجيش الحر بتغطية المنشقين وضمهم إليه في أغلب المناطق”.

وبحسب النعيمي فإن الانشقاقات كانت في ريف دمشق والغوطة الشرقية ورنكوس وحمص والرستن وإدلب وريف حماة، وانشقاق لأول مرة في حلب، وعدد من الجنود في ريف حلب، مشددا على أن أعداد المنشقين تقدر بمئات الضباط مع جنودهم.
الانشقاقات تبدو مختلفة هذه المرة، حيث إن العربات العسكرية كانت تنسحب قليلا ثم تنضم إلى الجيش الحر، كما حدث في منطقة حرستا انشقاقات بأعداد تقدر بسرية شاملة ضباطها وجنودها، حيث يرفض الجيش الحر الإعلان عن أعداد القوات لأسباب عسكرية، لكن البعض يقدر عدد المنشقين منذ اندلاع الثورة بنحو 20 ألف.

وكان اللافت أن كتيبة صواريخ في ريف دمشق انشقت عن الجيش السوري، وهددت  بقصف مقار مخابرات العامة والقصر الجمهوري في حال قيام الطيران بقصفهم.
وبينما تعتبر العديد من المدن السورية في حالة ثورة مفتوحة، فإن الحكومة تسيطر على وسط مدينة دمشق – كما تسيطر على العاصمة التجارية حلب - وسارعت إلى قمع الاحتجاجات المتفرقة التي اندلعت لفترات قصيرة هناك.

ونجح الثوار في السيطرة على عدد من ضواحي دمشق، وباتوا على مقربة من قصر الرئاسة وهو ما جعل القوات المساندة لبشار تشن هجوما لاستعادة ضواح حول دمشق سيطر عليها ، وذلك بعد تعليق الجامعة العربية عمل بعثة مراقبيها في سوريا.
وتحدثت صحيفة اندبندنت البريطانية عن أنه للمرة الأولى تشهد الضواحى القريبة من العاصمة دمشق قتالا شرسا بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر، مشيرة إلى أن الثوار نجحوا فى السيطرة على مناطق فى الضواحى على تخوم العاصمة دمشق وأقاموا نقاط تفتيش فيها.

وتوقعت الصحيفة مزيدا من المواجهات والعنف فى الايام المقبلة، نظرا لتزايد قوة الجيش السوري الحر واقتراب المواجهات من العاصمة التى يتمركز فيها الجيش السورى والمؤيدين للرئيس بشار الأسد.
وجاءت التصريحات الأخيرة لقائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد لتؤكد قرب نهاية بشار ورجاله، حيث قال إن الروح المعنوية "لكتائب بشار الأسد" بدأت تنهار والنظام بدأ يفقد أعصابه، وهو ما دفعه إلى القيام بالقصف العشوائي ضد المدن وسقوط المزيد من القتلى، حيث إن قواته وصل بها الإجرام لقتل 100 سوري بشكل شبه يومي.

وبحسب الأسعد فإن الجيش الحر يخوض المواجهة مع النظام على جميع الجبهات في سوريا، وسيفاجئه بالكثير بالفترة المقبلة، وأنه مصمم على إسقاط هذا النظام.
وتحدث الأسعد عن قيام الأسد بالدفع بقوات الحرس الجمهوري بسبب كثرة الانشقاقات بين صفوف جيشه، مشيرا إلى أن الأغلبية العظمى من المنشقين تنضم للجيش الحر إذ يجدون لهم مكانا عبر تنظيم محدد لهذا الأمر.

 وقد أكد عضو بالمكتب الإعلامي للثورة السورية في إدلب أن الانشقاقات باتت كبيرة ومستمرة في صفوف قوات الأسد، غالبيتها تمت بأمان خلال الأيام القليلة الماضية واستطاعوا الوصول بأسلحتهم الخفيفة وبعضهم تمكن من حمل أسلحة ثقيلة.

ويتخوف النظام السوري من تزايد عدد المنشقين عنه مما يهدد بحدوث انقلاب عسكري يطيح ببشار ولذلك تتعامل قوات بشار بمنتهي العنف مع المنشقين وتقتلهم بلا رحمة، بينما يستعمل مع شعبه نفس الإستراتيجية العسكرية التي طبقتها العصابات الصهيونية مع الفلسطينيين، وذلك بهدف القضاء على حركة الاحتجاجات الشعبية المتنامية في المدن والبلدات والأرياف السورية التي قتل فيها ما يقارب من 500 طفل منذ انطلاق الثورة.

وبالنسبة لما يجري الآن في سوريا ودمشق خصوصا هل من الممكن أن نقول إنه مقدمة لانهيار نظام الطاغية فلأول مرة تصل تصبح المعارك قريبة من مطار دمشق فيما انتشرت المتاريس حول القصر الجمهوري ليعكس الرعب الذي يعيشه النظام السوري الآن.