ماذا بعد انهيار نظام "الأسد" في سوريا؟
9 ربيع الأول 1433
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

الاحداث المتصاعدة في سوريا والانتصارت التي حققها الجيش السوري الحر ضد عصابات الاسد ووصوله إلى أبواب دمشق و تزايد الانشقاقات التي يشهدها الجيش النظامي جعلت السؤال حول السيناريو المنتظر بعد سقوط بشار الأسد مطروحا بقوة على الساحة خصوصا مع المعلومات التي راجت بشأن محاولة الأسد تهريب عائلته للخارج ومن قبل ذلك تهريب كميات كبيرة من الاموال الخاصة بكبار المسؤولين عبر لبنان إلى بنوك أوروبية..الخطب التي ألقاها بشار الاسد والتصريحات التي أدلى بها منذ اشتعال الازمة تؤكد أنه لم يكن يتوقع تطور الاحداث بهذا الشكل وأنه مثل بقية حاشيته فوجئ بتزايد التظاهرات وإصرار الثوار على مواصلة طريقهم رغم التوحش الذي يواجهونه من قبل كتائب النظام النصيري..

 

من اهم التطورات التي شهدتها الاحداث في الفترة الاخيرة تمكن الجيش الحر من كسب عدد أكبر من الانصار والاقتراب بعملياته من العاصمة المحصنة وتنفيذ عمليات قرب مناطق حساسة مثل المطار والاقتراب بشدة من قصر الرئاسة وهو تطور نوعي خطير اربك النظام حتى أنه أجرى تعديلات عسكرية على أرفع المستويات, ومع ذلك  فالجيش الحر يتعامل بواقعية ويعرف الاسلوب الامثل لمواجهة النظام والتي ينبغي أن تكون بطريقة حرب العصابات فهو لا يتباهى بالسيطرة على منطقة قريبة من دمشق ولا يستنكف من الانسحاب منها وإعادة الكرة مرة أخرى مدركا أنه بهذه الطريقة يستنفذ جهد الطرف الآخر ويدفعه للانهيار..

 

التصريحات الاخيرة لقائد الجيش الحر أكدت على مجموعة من الثوابت لعل من أهمها أن الثورة واهدافها أبعد ما تكون عن الطائفية وأنها تشمل كافة طبقات وطوائف الشعب السوري وأنهم في الجيش الحر يؤكدون على أن هدفهم الأسمى حماية التظاهرات السلمية, كما أكد على عدم التدخل في السياسة عقب انهيار النظام وأنهم سيتركون ذلك لأهل السياسة ويتفرغون لدورهم في الدفاع عن الوطن...

 

في نفس الوقت هناك مخاوف من اندلاع حرب أهلية اعتمادا على انحياز العلويين لبشار مع ورود انباء عن حشد بشار للسلاح وللانصار في مناطق العلويين لتنفيذ هجمات من هناك في حال سقوط دمشق صحيح أن بعض العلويين أعلنوا براءتهم من بشار ولكن لا شك أن هناك أصحاب مصالح وأجندات طائفية سيقفون معه حتى يتيقنوا من هلاكه...ومع ذلك فإن السيناريو المنتظر بعد سقوط بشار ليس بالقتامة التي يتصورها البعض لان السنة غالبية ساحقة في سوريا ومن الطبيعي أن يسيطروا على مقاليد الحكم دون اضطهاد لأحد الطوائف رغم ما عانوه طوال سنوات حكم النصيريين ليس فقط لأن ذلك من العدل الذي يدعو دينهم إليه ولكن لأن ذلك ما سيكفل استمرار وحدة الدولة واستقرارها, كما أنه لا خوف من اختلافات المعارضة الفكرية فهي متفقة جميعها على الهدف الاساسي وهو اسقاط النظام وبعد ذلك وكما حدث في بقية دول الربيع العربي يختار الشعب من يمثله عن طريق انتخابات حرة, ومن هنا ينبغي الحذر من محاولات النظام لتفجير الخلافات بين المعارضة فهي الورقة الاخيرة في يده وسوف يراهن عليها قبل سقوطه الوشيك بقوة ولعل محاولاته استقطاب جماعة الاخوان وعرض بعض المناصب الوزارية عليها يدل على ذلك, ومن المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة المزيد من العروض والمزيد من محاولات شق الصف..

 

سوريا أحد الاركان الرئيسية في العالم العربي وانهيار نظام الاسد سيعيد هذا الركن الاصيل للعالم العربي بعيدا عن التحالفات المشبوهة مع إيران وحزب الله أصحاب المشاريع الطائفية ولعل موقف سوريا الأسد من النظام العراقي في عهد صدام ووقوفها إلى جانب إيران خير دليل على خيانتها لعروبتها التي يتفاخر بها الاسد وانصاره السذج الذين ينخدعون بالشعارات الوهمية التي يروج لها النظام من أجل البقاء على مقاعد السلطة أكبر وقت ممكن ولخدمة أهدافه الطائفية في المنطقة ..

 

إن نظام الاسد لم يحارب السنة ويقمعهم فقط في سوريا ولكن أيضا في لبنان التي ظل صاحب الكلمة العليا فيها لسنوات طويلة, وعندما شعر بأن البساط سيسحب من تحت أقدامه أشعل حرب الاغتيالات لإجبار السنة على الخضوع له والرضا بسيطرة حزب الله على مقاليد الامور رغم أنهم وانصارهم يمثلون الاقلية  تماما مثل نظام الاسد في سوريا.. فهل آن للحق أن يعود لاصحابه؟