الجولة الدعوية للشيخ العمر في دول المغرب العربي
28 صفر 1433
تقرير إخباري ـ محمد لافي

جاءت زيارة الأمين العام لرابطة علماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر إلى كل من تونس وموريتانيا والمغرب تأكيداً على أهمية الجولات الدعوية للعلماء والدعاة، وخاصة دول الشمال الإفريقي التي أدت الأحداث الأخيرة فيها إلى إيجاد حالة من الانفتاح أسهمت بدورها في توفير مساحة أكبر للعمل الدعوي وفسح المجال لعلماء العالم الإسلامي ودعاته للالتقاء وتوطيد العلاقات فيما بينهم - من جهة- وفيما بينهم وبين أبناء الأمة من جهة أخرى، وما ينجم عن تلك اللقاءات من تلاقح للأفكار وما تفرزه من رؤى لمواجهة التحديات الراهنة واستشراف ما يستقبل منها.

 

وانطلاقا من هذه الرؤية، فقد حرص الشيخ ناصر العمر خلال جولته على الاعتماد على أوجه متعددة في سبيل توطيد العلاقة مع علماء تلك البلاد وأبنائها فكان لفضيلته في كل مدينة ينزل فيها خطبة أو محاضرة أو كلمة، كما كان يلتقي فيها بأصحاب الفضيلة المشايخ والدعاة زائراً لهم أو ملبياً لدعواتهم ليناقشهم أحوال الأمة وقضياها، ويلتقي أبناءه من طلبة العلم متحدثاً إليهم ما بين كلمات وعظية وإرشادات أبوية ويستمع إلى نماذج من حفظهم، كما كان يتفقد الجهات العلمية والدعوية، ويشارك في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ويوزع كتبه ومؤلفاته.
فبمجرد وصول فضيلته العاصمة التونسية، أولى محطات جولته المغاربية ألقى فضيلته خطبة الجمعة بجامع السلام في العاصمة التونسية، كما ألقى مرافقوه خطب الجمعة في عدد من جوامع العاصمة، وفي ولاية سيدي بو زيد ألقى الشيخ ناصر محاضرة "ليدبروا آياته" ومحاضرة "فأووا إلى الكهف".

 

وجاء الحظ الأوفر من محاضرات الشيخ وكلماته لأبناء موريتانيا من طلبة العلم والعامة على السواء، فألقى عليهم محاضرة " ليدبروا آياته " ومحاضرة " دروس تربوية من سورة يوسف" كما ألقى في دار الشباب محاضرة "وما بدلوا تبديلاً"، وبمسجد الشرفاء ألقى على جميع غفير من الحاضرين وطلبة العلم محاضرة بعنوان "سورة يوسف تأملات تدبرية"،كما ألقى كلمة عن تدبر القرآن في محضرة بلال والألباني، وكلمة بعنوان "وهدوا إلى الطيب من القول" بالجامع التابع لجمعية البر والإحسان.
وكان الوفد المرافق لفضيلته ينطلق منتشراً في المساجد والجمعيات والمراكز والمحاضر ليشاركوا باللقاءات، ويقدموا البرامج الإذاعية ويلقوا الكلمات والمحاضرات، فزاروا جمعية المستقبل وجمعية المعوقين في موريتانيا، والتقوا عدداً من العلماء منهم الشيخ محمد محفوظ المشرف على معهد الإمام مالك، و الشيخ محمد الأمين ولد الحسن، والشيخ محمد محمود احمد يوره الرباني، كما قام عدد منهم بزيارة لمحضرة الشيخ محمد النووي نائب رئيس رابطة علماء المسلمين والتي تبعد عن نواكشط قرابة ١٤٠ كم.

 

وحرص فضيلة الشيخ ناصر على أن يلتقي العلماء والدعاة والمفكرين من أهل تلك البلدان ليناقشهم القضايا المتعلقة بالأمة الإسلامية عامة وقضاياً البلد خاصة، ففي العاصمة التونسية التقى فضيلة الشيخ فتحي السعيدي رئيس جمعية الخير الإسلامية وأحد قادة العمل الإسلامي في تونس، حيث ناقش الشيخان ضرورة البناء العلمي والتأصيلي في العمل الإسلامي والعمل على إصلاح الجانب المعيشي عند الناس والسعي في قضاء حوائجهم.

 

 

وفي ولاية سيدي أبو زيد التونسية التقى فضيلته كلاً من الشيخين الخطيب الإدريسي والشيخ محمد ابو بكر قبل أن يجمعهم لقاء مفتوح مع شباب ورجالات تلك الولاية.
ولم يغب الطابع الرسمي على زيارات الأمين العام لرابطة علماء المسلمين، وكانت فرصة جيدة للالتقاء مع بعض المسؤولين حيث لبى فضيلته دعوة كريمة للتحاور معه في قضايا الأمة وخاصة في هذه المرحلة، من قبل السفير السعودي في العاصمة التونسية الأستاذ خالد بن مساعد العنقري بمقر السفارة السعودية حيث ناقش الطرفان أهمية التأكيد على العلاقة الأخوية بين المملكة العربية السعودية وتونس، وضرورة تبنى المنهج الوسطي في معالجة كثير من قضايا الإصلاح والتنمية، كما نوقش أثناء اللقاء ضرورة قيام البلاد الإسلامية حكومات وشعوب بواجب الدعوة الإسلامية وربط الناس بكتاب ربهم وسنة نبيهم على المنهج النبوي القويم.

 

وفي الرباط بادر فضيلة الشيخ ناصر العمر والوفد المرافق معه لزيارة سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المغربية الدكتور محمد البشر بمقر السفارة للغرض نفسه. حيث قابلهم سعادة السفير بكل حفاوة وترحاب.

 

وكان على رأس اهتمامات الشيخ ناصر العمر خلال جولته، زيارة الجهات العلمية والدعوية والخيرية التي تضيء بعلومها ومعارفها الطريق للنشئ المسلم وتزرع الابتسامة على شفاه الضعفاء، فقد زار فضيلته في تونس رابطة نور البيان التي تُعنى بربط أجيال الأمة بكتاب الله عز وجل تلاوة وتدبراً وعملاً، كما وقف على البرامج التي يقدمها معهد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي يعنى بتعليم العلوم الشرعية.وفي مدينة القيروان تجول فضيلته في أروقة جامع عقبة بن نافع وما حواه من مكتبه مقروءة وأهدى لها بعضاً من مؤلفاته.

 

أما في الجمهورية الموريتانية فقد توجه لجمعية البر والإحسان التي يرأسها الشيخ محمد النووي، ومركز تكوين العلماء الذي يرأسه فضيلة الشيخ بن الحسن ولد الددو، كما شملت زياراته جمعية التكافل الاجتماعي وفرع الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

 

وفي الرباط زار فضيلته حركة التوحيد والإصلاح وتجول في مرافقها واطلع على أنشطتها وأهدى لها عدداً من كتبه كما كان يقوم بذلك في كافة زياراته.
ولم يكن فضيلته ليرد دعوة داع من أهل العلم والفضل في تلك البلاد الذين تسابقوا للاحتفاء به وأداء واجب الضيافة له ولمرافقيه، فقد لبى فضيلته دعوة للشيخ محمد السنهوري والعلامة الشيخ محمد بن الحسن ولد الددو والشيخ احمد ولد المرابط وفضيلة إمام الجامع السعودي، وفي الدار البيضاء لبى فضيلته دعوة للشيخ محمد زحل أحد أبرز علماء المغرب.
وبالنظر إلى ما تركته جولة الشيخ ناصر العمر من أثر طيب في أهل العلم وطالبيه وعامة أبناء الشمال الإفريقي واتضاح ذلك جلياً في احتفائهم بالشيخ وحرصهم على أن يلتقوه وينهلوا من علمه وحكمته، فإن من المؤمل أن يكمل مشايخ الأمة ودعاتها ما ابتدأه فضيلته في سبيل تقوية الأواصر بين علماء الأمة وتوحيد آرائهم ومواقفهم.