المارينز وفعلهم المقزز بأفغاستان.. انتهاكات مستمرة بلا عقاب
21 صفر 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

بقدر ما أثاره المشهد من اشمئزاز وتقزز، إلا أنه لم يكن بالغريب أن يصدر من جنود ما تسمى ب"راعية حقوق الإنسان في العالم"!.. بل هي صاحبة الصيت العريق في التعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية ويشهد عليها أبو غريب وجوانتانامو والسجون السرية.. فهاهم جنود الاحتلال الأمريكي يظهرون في لقطة فيديو انتشرت على الإنترنت وهم يدنسون حرمات الموتى ويقومون بفعل مشين حيث يتبولون على جثث أفغان في توقيت غريب حيث تمضي حركة طالبان قدما في طريق مفاوضات السلام.

 

ويظهر التسجيل المصور الذي نشر على موقع يوتيوب ومواقع اخرى على الانترنت أربعة من قوات مشاة البحرية (المارينز) بملابس القتال يتبولون على جثث ثلاثة قتلى، بينما يطلقون النكات البذيئة، وهم على علم بأن شخصا آخر يقوم بتصويرهم.

 

وقد تبين من مسؤول أمريكي إن الوحدة التي ينتمي إليها الجنود الاربعة كانت تخدم في إقليم هلمند الأفغاني الجنوبي من مارس حتى سبتمبر 2011.

 

وبالرغم من لغة التوبيخ "القوية" التي استخدمتها وزارة الدفاع (البنتاجون) وتعهدها بالتحقيق مع جنودها الذين انتهكوا حرمة وكرامة جثث القتلى وهم من حركة طالبان الأفغانية، فإن خبراء عسكريين يقولون إن مقاضاة الجنود الأمريكيين في حالات مشابهة كانت فاترة.

 

وبحسب الخبراء فإن سجلات المقاضاة العسكرية لجرائم سابقة اقترفها جنود بالجيش تشير إلى أنها كانت فاترة والعقوبات فيها كانت خفيفة ولا تعدو كونها توبيخا عابرا، حيث سبق وأن ارتكب الجنود الأمريكيون جرائم في العراق وأفغانستان لكنهم أفلتوا من العقوبة أو كانت عقوبتهم بسيطة، بحسب صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية.

 

وتأتي هذه الواقعة استكمالا لعشرات الفضائح والأفعال غير الإنسانية الشائنة التي ارتكبتها قوات الولايات المتحدة في كل حرب تخوضها، فليس ببعيد ما حدث في سجن أبو غريب بالعراق من وما تم الكشف عنه بالصور الموثقة والأدلة على تعذيب العراقيين وانتهاك كرامتهم وإنسانيتهم.

 

هذا بالإضافة إلى عشرات الجرائم التي ارتكبها جنود الاحتلال في أكثر من مدينة وبلدة عراقية، من عمليات قتل عشوائي واعتداءات وعمليات اغتصاب فتيات أمام عائلاتهن.
مثال فج آخر وهو معتقل جوانتانامو الذي امتهن واحتقر حقوق وحريات المعتقلين الذين كانوا يوضعوا في أقفاص حديدية شبيهة بأقفاص الحيوانات ، فضلا عن عمليات التعذيب وتنوعها وغالبا ما كانت تتم وفق تعليمات رسمية صادرة عن وزارة الدفاع والبيت الأبيض.

 

 

وإلى جانب عمليات القتل التي تتم بدم بارد تجاه المسلمين في البلاد التي تغزوها واشنطن فحدث ولا حرج عن عمليات تدنيس المساجد والرموز الإسلامية في العراق وأفغانستان مثلما حدث من تمزيق وتدنيس للقرآن في معتقل جوانتنامو لإذلال المسلمين.

 

 

ورغم ذلك، فإن الولايات المتحدة تظل تصور نفسها بأنها الراعي الرسمي لحقوق الإنسان في العالم وتناشد وتعطي الدروس لدول العالم في احترام حقوق الإنسان، وفي الديمقراطية والحرية، دون أن يؤثر فيها ما ترتكبه قواتها من انتهاكات صارخة.

 

ووصفت صحيفة الجارديان البريطانية ما حدث بأنه وصمة عار فى تاريخ أمريكا، مشيرة إلى أن صانعي هذا العمل المشين فعلوه وهم واعون تماما، وأن هناك كاميرات تصورهم ولكي يراهم العالم أجمع، أى أنهم قصدوا ارتكاب فعلتهم وإظهارها للجميع. وشبهت هذه الواقعة بحوادث سابقة تورطت فيها القوات الأمريكية مثل التعذيب في سجن "أبو غريب" بالعراق، لكن يزيد عنها من استباحة حرمة جثث الموتى.

 

كما اعتبرت صحيفة "اندبندنت" أن ماحدث فى أفغانستان ما هو إلا استمرار للانتهاكات الأمريكية الصارخة، سواء فى أفغانستان أو العراق أو غيرها من المناطق التى يحل بها الجنود الأمريكيون، مشيرة إلى أن ما خفي كان أعظم من مثل هذه الإساءات التي لم تصور أو لم تنشر بعد وهي كثيرة.
وعلى الصعيد السياسي، يتخوف دبلوماسيون من تأثير هذه الواقعة على مسار إتمام عملية السلام مع طالبان، والمفاوضات التي بدأت تتحرك بصعوبة شديدة بين الحركة والأمريكيين والحكومة الأفغانية.

 

 

كما يشير محللون إلى أنه من المتوقع أن يعزز هذا الفيديو الرأي القائل بأن الرئيس باراك أوباما الذي وعد بمحاولة تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي، لم يكن أفضل من سلفه جورج بوش المعروف بانتهاكاته لحقوق الإنسان ودمويته في الحروب.