خطاب بشار.. وعود وهمية بالإصلاح ووعيد بمزبد من القمع
16 صفر 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

تحريض على العنف والحرب الأهلية.. تواصل القمع والمجازر.. مشروع إصلاحي وهمي.. معاني كثيرة كشف عنها خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ظن السوريون أنه سيكون خطابا للتنحي لكن بشار استمر كعادته في وعوده "الإصلاحية" الوهمية واتهام الثوار السلميين الذين ينتفضون لإسقاطه بتهمة الإرهاب، وهو الذي قتل أكثر من 6 آلاف سوري منذ مارس الماضي وارتكب رجاله أبشع الجرائم والمذابح بحق شعبه. 

 

وفي خطابه الذي استمر ساعتين وبثه التلفزيون السوري مساء الثلاثاء وسط هتافات مؤيدة من أنصاره وعد بشار باستفتاء على دستور جديد لسوريا في مارس المقبل، تليه انتخابات تشريعية في مايو أو يونيو، وذلك في تكرار لوعوده الإصلاحية التي تتكرر في كل خطاب له.

 

وبكلمات تنذر باستمرار القمع والقتل بحق السوريين توعد الأسد باستعادة الأمن من خلال ضرب "الإرهابيين والقتلة" بيد من حديد ، زاعما أنه لا يوجد "أي امر لإطلاق النار على المحتجين إلا في حالات "الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين"، في إغفال متعمد لما يرتكبه جيشه من قتل واجتياح بالدبابات لقمع السوريين.

 

ولعل الأسد يقصد بالدفاع عن النفس التصدي للهجمات التي تأتي من الأطفال أو النساء أو الرجال العزل الذين لا يمثلون أي تهديد لرجاله ويحفرون لهم المقابر الجماعية التي يتم الكشف عنها الواحدة تلو الأخرى!.

 

وكان للمؤامرات الخارجية المزعومة من جانب بشار نصيبا كالعادة في خطابه حيث قال "لم يعد التآمر الخارجي خافيا على أحد لان ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحا جليا"، وإن "الخارج هو مزيج من العربي والأجنبي والعربي أكثر عداء وسوءا من الأجنبي"، بحد زعمه.

 

وردا على المطلب الأساسي للشعب السوري برحيل الطاغية، قال الرئيس السوري "أحكم برغبة الشعب وإذا تخليت عن السلطة فسيكون برغبة الشعب"، في خطاب مماثل للرئيس الراحل معمر القذافي الذي قتله الثوار في نهاية سوداء له.

 

وبعد الخطاب، هاجم المجلس الوطني السوري من اسطنبول في مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول التركية، التي تجري فيها فعاليات مؤتمر جديد للمعارضة الاسد معتبرا أن خطابه يتضمن "تحريضا على العنف" ويبشر بلجوء النظام السوري ل"ممارسات أكثر إجراما وتهورا في الأيام المقبلة وتجاهل تام للمجتمع الدولي والعربي.

 

ويلمح المجلس بشكل أكثر تحديدا لكلام بشار عن الانتصار، حيث قال إن "الانتصار قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر"!.
كما اتهم برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، الأسد بأنه قام عبر خطابه الأخير بـ"قطع أي فرصة لمبادرة عربية أو غير عربية،" واصفا الخطاب بأنه مزيداً من الثرثرة وإنكار الواقع والهلوسة الإصلاحية والتضليل، وأكد أن الرد عليه سيكون في استمرار الثورة ، ودعم العرب لها وطلب الحماية الدولية ورفع الملف إلى مجلس الأمن.

 

وأثار الخطاب انتقادات المعارض السوري هيثم المالح، حيث وصفه بأنه نوع من الدعاية والأكاذيب الملفقة، مشيرا إلى أن بشار يريد أن يقول للمجتمع الدولي وللعالم العربي إنه سيتغير، لكن الأمر ليس كذلك. ولن يختلف أي شيء يقوم به".
وخلال خطاب بشار وما بعده، كان رجاله يحصدون السوريين حيث قتل في هذا اليوم وحده 35 سوريا ، حيث خرج عشرات الآلاف منددين بالخطاب، لكن رصاص قوات الأمن رصدتهم،فعلى سبيل المثال وقعت مجزرة في دير الزور خلفت عشرات الشهداء والجرحى اثر اقتحام الشبيحة والأمن مشفى النور، وبينما كان الأسد يتحدث عن العمليات الاغتيالية التي يقوم بها الثوار, قامت عناصر الشبيحة والأمن باغتيال الناشطان السياسيان أحمد بدرو و نضال بدرو في القامشلي.ِ

 

والآن أمام وعود بشار الوهمية بالإصلاح وتهديده المبطن بمزيد من القمع ، لا يتوقع الخبراء أن يتوقف السوريون عن ثورتهم التي يأملون أن تصل بهم إلى الإطاحة برأس النظام المستمر في جرائمه دون أن يتخلى عن ثوابته المزعومة من مؤامرات خارجية وإرهابيين وغيرها من الثوابت التي لم تعد تنطلي على أحد.