14 ربيع الثاني 1433

السؤال

تم عقد قراني منذ 8 أشهر مشكلتي مع خطيبي (زوجي) لا أعرف مشاعره تجاهي لأنه لا يتصل بي إلا إذا راسلته أو اتصلت عليه ولم يزرني إلا مرتين خلال هذه الفترة، قرب موعد الزواج أنا جدا متخوفة من العيش مع الشخصية الغامضة مع العلم إن خطيبي مريض عضويا فهل يؤثر مرضه على سلوكه في التعامل،،، وإني حيية جدا ولا أستطيع محادثة أهلي على مشكلتي لأنهم يعتبرونه قد يكون طبيعيا، أرجو الرد علي لأني متوترة جداً هذه الفترة.

أجاب عنها:
يحيى البوليني

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد:
نشكر لك أختنا الفاضلة ثقتك بإخوانك في موقع المسلم سائلين الله سبحانه أن يوفقنا جميعا لخير القول والعمل.
الأخت الفاضلة:
أولا أسأل الله أن يبارك لك في زوجك وان يبارك له فيك وأن يجمع بينكما في خير وان يرزقكما الذرية الصالحة.
وأحب أن ألخص المشكلة في نقاط:
1- السائلة في فترة عقد القران قبل الدخول ولا يتصل بها زوجها هاتفيا ولم يزرها سوى مرتين في ثمانية أشهر.
2- الخوف من الزواج نتيجة غموض شخصيته التي لا تعرفها والتوتر مع اقتراب وقت البناء.
3- عدم تدخل الأهل في المشكلة وحياء الأخت أن تفاتحهم في ذلك.
4- الزوج به مرض عضوي وتسأل عن تأثير ذلك بعد الزواج.
وأحب أختنا الفاضلة أن أجمل ردي في نقاط:
- بداية أختنا الكريمة: فترة ما بعد العقد وقبل البناء فرصة يُستفاد منها لكي يتعرف كلا الزوجين على الآخر، فيتعرف على طباعه كلها، على ما يحبه وما يكرهه، وعلى ما يرضيه وما يغضبه، لكي تكون فترة البناء فترة قليلة المنغصات التي يتسبب في معظمها عادة جهل كل منهما بطباع الآخر، وبالفعل لك حق في اعتبار الزيارتين الوحيدتين اللتين قام بهما زوجك لك خلال تلك الفترة كلها قليلتين بالمقارنة بغيره من الأزواج الجدد الذين يحاولون إكثار الزيارات وربما يجاوزون بها الحد المعقول.

- لكنك أختي الفاضلة لم توضحي شيئا هاما في رسالتك ألا وهو: التساؤل عن سلوكه الشخصي وطباعه مع غيرك، فهل يتعامل بنفس المعاملة مع غيرك أم يخصك وحدك بهذا ؟، فربما يكون ذا طبيعة منطوية لا تميل للاختلاط الكثير من الناس، وبالتالي لا تكون هنا المشكلة معك وحدك، وينبغي تفهم ذلك منه لاختلاف الأمرين.
- لم تذكر الأخت الكريمة أيضا: هل حدثت أية مضايقات بين زوجك وبينك أو مع أهلك ولو بدون قصد ؟، فربما يكون قد لمح شيئا منك أو من أهلك ولكنه من فرط الحياء ولكثير التقدير لك آثر أن يقلل الزيارات فتجاوز بها للحد الذي تشتكين منه.

- لم توضح أيضا الأخت السائلة نوع المرض العضوي الذي يشتكي منه زوجها لكي نرد على السؤال الخاص بمدى تأثيره على حياتهما المستقبلية، واغلب الظن أن هذا المرض العضوي هو السبب في حرج زوجها من التواجد الكثير عندهم وزيارتهم، وعامة فمن الواضح أنك قد قبلت به أنت وأهلك على وجود المرض العضوي به، فيدل ذلك على أنه غير مؤثر من الناحية الشكلية والحمد لله، لكن بالنسبة للمريض قد يعتبر نفسه منقوصا في شيئ ويؤثر شعوره ذاك على تعامله مع الناس، ومنهم من يؤثر الانطواء، ودورك أن تشعريه أنه إنسان طبيعي تماما حتى يتناسى الشعور بالنقص أمامك وأمام الجميع، ويجب أن تبحثي وتكتشفي عن محل التميز في زوجك وتبرزيه أمامه وتحدثيه دائما عنه حتى يشعر بالفخر به وربما يتخلص من إحساسه بهذا المرض – هذا إن صح افتراضي أن المرض مسبب لانطوائه -.

- الأولى بالأهل أن يتدخلوا بوازع منهم لا منك فقط، فالأمر ليس محرجا ولن يقلل من قيمتهم أن يسألوا عن سبب غياب زوج ابنتهم وعدم حضوره لزيارة زوجته، ولا يحتاجون إلى تلميح منك أو تصريح – يأباه حياؤك - حتى يتحركوا لهذا الأمر، فإن لزم الأمر فحدثي من تطمئني إليه من نساء أهلك - أمك أو خالتك أو عمتك -، أو من ترينها أقرب لك وتستطيع أن تحدث رجال عائلتك ليهتموا بهذا الأمر الذي يعتبر بالفعل من الأمور المقلقة.

- يحتاج الأمر منك أيضا إلى تفهم نفسيته من خلال اتصاله أو مجيئه، ولا بأس بالسؤال المباشر منك له عن سبب عدم زياراته، فربما تحصلين منه على سبب تتفهمين موقفه وتبدئين في إصلاحه معه.

- ويجب أن تعلم أختنا الفاضلة - ومعها كل الأخوات المقبلات على الزواج - أن الرجل يحتاج من زوجته أن يرى اهتمامها به سواء قبل البناء أو بعده مادام قد صار زوجا، فربما تبالغ بعض أخواتنا في الحياء - المحمود في أصله ولاشك – لكن المبالغة فيه وخصوصا مع الزوج غير محمودة، فنراها ترد بإهمال على زوجها أو تتظاهر بعدم الاهتمام أو تتحرج من إظهار فرحة بحديثهما أو لا تحاول أن تفتح موضوعات معه، فيصل الشعور للزوج أنه يتعامل مع آلة صماء ولا يدري إن بها تلك اللهفة الغير مؤاخذة عليها شرعا مثله تماما وربما تفوقه، فينبغي أن تستدرك أخواتنا ذلك، فرب كلمة واحدة من الزوجة – وأقصد الزوجات بعقد أو بناء- تذيب جبالا من ثليج ابتعاد الزوج عنها وعدم اهتمامه.