مؤتمر ربيع الثورة العربية : عين على المكاسب وأخرى على التحديات
21 محرم 1433
عبد الباقي خليفة

نظمت الحملة العالمية لمقاومة العدوان، مؤتمرا دوليا في مهد الثورة العربية، تونس، تحت شعار"ولدنا أحرارا" ( 15 / 17 ديسمبر الموافق ل20 / 23 محرم 1433 للهجرة  ) حضره عدد كبير من المفكرين والدعاة والناشطين السياسيين، وفي منظمات المجتمع الأهلي، من مختلف الأقطارالعربية من بينهم، رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، الشيخ راشد الغنوشي، ونائب رئيس الحملة العالمية لمقاومة العدوان، الدكتور وليد الطبطبائي، والمناضل المصري الكبيرالدكتور طارق الزمر، ووزيرالأوقاف الليبي حمزة أبو فارس، والناشط الحقوقي اليمني عبدالوهاب الحميقاتي، ورئيس هيئة الشام الإسلامية، خير الله طالب، والداعية الفلسطيني المعروف نادرالتميمي، والفيلسوف التونسي المعروف أبو يعرب المرزوقي، والباحث المعروف الدكتورعبدالله النفيسي.

 

إلى جانب دعاة ومحاضرون آخرون من بينهم الدكتور حاكم المطيري، وعبدالرحمن الجميعان، وأكرم حجازي، وعادل علي عبدالله، والدكتور مصطفى حسناوي، والدكتور خالد العجيمي، ومحمد الفزازي، والدكتور محمد عبدة ابراهيم ، والدكتور حسن الدقي، ومصطفى الطرابلسي، والشيخ وجدي غنيم، والشيخ نورالدين الخادمي.

 

وقد ألقيت كلمة الشيخ سفر الحوالي، رئيس الحملة العالمية لمقاومة العدوان، بالإنابة حيث يشكو الشيخ شفاه الله ، من وعكة صحية. وذكر الحوالي في كلمته المقروءة أن "ثورات الربيع العربي، بشرت بعهد جديد" وتوسم فضيلته في في هذه الثورات "الخير والبركة" وأشار إلى أنها" انطلقت في تونس ولن تنته إلا بعد أن تقتلع كل الطغاة بإذن الله تعالى".

 

وأضاف الدكتور وليد الطبطبائي الذي تولى قراءة كلمة الشيخ سفربأن الأنظمة العربية التي شهدت ثورات" اضطهدت الشعوب، وسرقت مقدراتها، وسجلت أسوأ الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان" و" كانت أكثر الدول بطالة وأمية وتخلفا رغم الخيرات التي تزخر بها بلداننا". وأوضح بأن البلاد ظلت دهرا طويلا مرتعا للاستبداد والديكتاتورية، بينما شعوب العالم تنعم بالحرية والازدهار" معظم شعوب العالم تحولت إلى الحرية والديمقراطية". وعدد دولا في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وافريقيا" وتتساقط الأنظمة الديكتاتورية تباعا خصوصا بعد سقوط حائط برلين.. وحدها الدول العربية باتت بعيدة عن رياح الديمقراطية والحرية، وتحولت الجمهوريات إلى بلدان وراثية، ترث البلاد والعباد".

 

وأشارالدكتورالطبطبائي إلى أن الأنظمة العربية قدمت كل شئ للغرب من أجل أن يسكت على مظالمها . ودعا بقية الدول العربية التي لم يزرها الربيع العربي بعد، أن "تأخذ العبرة مما جرى، وأن تتصالح مع شعوبها والقيام باصلاحات شاملة ... وفتح المجال لقيام أحزاب سياسية ونقابات مهنية وغقامة انتخابات حرة ونزيهة ، ومحاربة الفساد ....والسماح للمهجرين السياسيين بالعودة إلى بلدانهم بدون قيد أو شرط".

 

ووجه كلامه إلى الإسلاميين في تونس" رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" داعيا إياهم إلى عدم تقديم تنازلات تضر بطبيعتهم الاسلامية" عليكم مسؤولية كبيرة ....أي نجاح للحركة الاسلامية في تونس، هو نجاح للاسلام، وأي فشل لا قدر الله يحسب عليه.... عليكم التزام شرعي" مذكرا إياهم بأن كل ما يخدش هذا الالتزام لا يجب القبول به.

 

وقال الدكتورطارق الزمر" تونس منطلق الثورة العربية وهي التي ألهمت الجماهير في مصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها التفكير في الثورة " وتابع" ما كان لي أن أخرج من سجون الطاغية لولا الثورة العربية، فقد قضيت في سجون المخلوع 30 سنة وما كنت لأخرج لولا الثورة العربية التي بدأت في تونس، ولولا الثورة في تونس ما كنا هنا اليوم" وأردف" وأيضا ماكان لنا أن نمر من القاهرة إلى تونس عبر الأجواء الليبية لولا الثورة الليبية". فهذه الثورة" حررت الأرض وحررت العرض وحررت الانسان وهذه الثورة يجب أن نحميها بكل ما نملك، يجب أن نحميها حتى تستكمل وتنزل كل مشاريعها" وإقامة "دول نظيفة من القمع، نظيفة من النهب والسرقات، نظيفة من البطالة ".

 

وتطرق لما كانت تعيشه الطبقات الفقيرة في مصرولا تزال، في حين كان طغاة البلاد يتغدون من مطاعم باريس الفاخرة ويتعشون من مطاعم لندن، حسب تعبيره.ودعا إلى تفعيل الثورة والسهر على تحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة، ومقاومة الفقر والحرمان والفساد بكل أشكاله. كما دعا لتربية الأجيال على قيم الثورة، وإنشاء مجتمع جديد يعتز بهويته" وأن" تتحول الثورة إلى دولة تؤسس للمساواة، تحمي الجميع وتتدافع عن الجميع" وأثنى الزمر على رئيس حركة النهضة الاسلامية في تونس، الشيخ راشد الغنوشي، واستشهد بحديثه عن الوحدة الوطنية والوحدة الإيمانية" لاحباط المؤمرات الداخلية والخارجية، يجب أن نسعى لتكريس الوحدة الشعبية والوحدة في إطار الوطن الواحد والوحدة على صعيد الحقل الواحد".
وتحدث عن الثورة العربية في تونس ومصر وليبيا وآفاقها بما يبشر بدورة حضارية جديدة .

 

وبدأ وزيرالأوقاف الليبي الشيخ حمزة أبو فارس،كلمته وبالثناء على المولى والصلاة على نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين، والترحم على الشهداء، والدعاء للجرحى بالشفاء، وبالعودة الميمونة لكل المهجرين المظلومين من قبل الأنظمة المستبدة" لولا الثورة التونسية ثم الثورة المصرية ما كان للثورة الليبية أن تنجح وهذه بديهة مفروغ منها لا سيما ونحن إزاء نظام متجبر حكم نحو نصف قرن " وهو " نظام يرفع بعض الشعارات ويملئ بعض الأفواه ببعض الدولارات".

 

وتحدث عن صفات القذافي الذي " كان يكره النجومية، فلم يكن يسمح لأحد لمنافسته على وسائل الإعلام، ولم يكن الوزراء في عهده البغيض، يذركون بالاسم، بل بالصفة ( أمين ...) بينما يذكر اسم الوزير الذي استقبله أي من دولة أخرى" كما أن " المذيعين لا يذكر أسماؤهم وكذلك لاعبي كرة القدم".

 

واستعرض الشيخ حمزة أبو فارس، محطات الثورة الليبية، التي شهدت كرامات للثوار، على غرار كرامات المجاهدين عبر العصور، منها عصرنا الحديث في أكثر من مكان وموقع لتاريخ الأمجاد التي يحققها شباب الإسلام في كل مكان. ومنها تسليم مجموعات من كتائب القذافي لأسلحتهم للثوار، وكان الأخيرون مجردين من السلاح، وأسر مجموعات أخرى منهم كانت تطلق النار في غير اتجاه المجموعة الصغيرة التي أسرتهم ظنا منهم بأن هناك مجموعات أكبر أولى باطلاق النار، لم تكن مجموعة في الحقيقة. وسخر من قول طاغية ليبيا المقبور معمر القذافي بأن" الملايين ستزحف عليكم" وقال" نحمد الله أن الآلاف عادوا إلى بلدهم واسترد الملايين كرامتهم التي سلبت منهم مددا طويلة".

 

الشيخ نادرالتميمي كان أكثرالخطباء حماسة في المؤتمر" جئت مبشرا بالنصر، أقسم بالله العظيم لم يخالجني شك في النصر، وقبل أن تبدأ الثورة العربية" وتلا قوله تعالى " حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا".