الجيش السوري الحر.. تكتيكات نوعية أفزعت بشار
11 محرم 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

أمام تزايد وحشية نظام بشار الأسد المصر على قمع الانتفاضة المستمرة منذ مارس الماضي التي تجاوز فيها عدد القتلى ال3 آلاف سوري ، أخذ الجيش السوري الحر المكون من الجنود المنشقين عن جيش بشار يتسع ويطور عملياته النوعية ضد أهداف عسكرية واستراتيجية -مثلما ظهر الأسبوعين الماضيين - الأمر الذي اعتبره محللون بأنه من أكثر المخاطر التي أصبحت تهدد الجيش النظامي بل وبقاء نظام بشار.

 

ورغم أن الجيش السوري الحر (يتراوح عدد جنوده بين 10-20 ألف من المنشقين حسبما أعلنت قياداته )لا يمتلك سوى أسلحة خفيفة، إلا أنه أصبح من الأمور المفزعة للنظام السوري، حيث يظهر أفراد الجيش بسالة شديدة في عملياتهم الموجهة ضد أهداف النظام وقدرا كبيرا من الحرفية العسكرية والتنظيم، خاصة فيما يتعلق بالتصدي لقوات بشار قبل تقدمها نحو قرية أو تجمع سكاني في محاولة لرد القوات النظامية وما يرافقها عادة من "الشبيحة".

 

ووفقا لدراسة أمريكية نشرت مؤخرا فإن الجيش الحر "يغير المعادلة الآن من وضع كان النظام يقتل فيه السوريين بوحشية وبدون اكتراث إلى وضع تواجه فيه قواته قوة أخرى توقع بصفوفه الخسائر" بل وتنفذ عمليات نوعية ضد الجيش السوري تركزت بشكل كبير على القوافل العسكرية وذلك بهدف قطع خطوط الإمداد (من ذخيرة ومؤن) بين وحدات الجيش السوري، بحسب العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر ، الذي أكد على تحسن قدرات الاستطلاع للجيش وتغيير تكتيكاته وبات بإمكانه عرقلة تحركات جيش بشار الذي يداهم القرى والبلدات بالمدافع الثقيلة والمدرعات والدبابات .

 

كما استهدفت الكثير من الهجمات خلال الأيام القليلة الماضية مواقع تابعة للجيش والاستخبارات، وكان من بينها ذلك الهجوم الذي استهدف مبنى للاستخبارات الجوية في محافظة إدلب بين بلدة جسر الشغور ومدينة اللاذقية على البحر المتوسط ما أدى إلى مقتل ثمانية عسكريين من الاستخبارات الجوية، فضلا عن هجمات أخرى على مواقع للجيش وتدمير قافلة مدرعة في جنوب محافظة درعا.

 

وتصدى الجيش السوري الحر لاقتحام قوات بشار لقرى سورية خلال الفترة الماضية ومن بينها محاولة لاقتحام قرى شيزر وجديدة وكرناز وكفر نبودة ومنطقة حيالين فى ريف حماة من جانب أربعة آلاف جندى و60 آلية عسكرية، وأكثر من 150 سيارة لنقل الجنود وعدد كبير من الشبيحة، حيث اشتبكت كتائب الجيش الحر مع قوات من الجيش النظامى والشبيحة ، وأوقعوا 25 قتيلا وعدد من الجرحى فى صفوف الأمن والشبيحة.

 

وينوي الجيش السوري بحسب قائده في الفترة القادمة استهداف مواقع عسكرية قيادية وأمنية وسياسية تابعة لحزب البعث في قلب دمشق , وهو ما كان يحاول الأسد منذ بدء الثورة منع حصوله, حيث ركز على حماية المؤسسات الرسمية مثل قيادتي الجيش والاستخبارات والقصر الجمهوري ومقر قيادة حزب البعث وفروعه في مختلف أنحاء المدينة, وضاعف أعداد القوات الخاصة حول الثكنات العسكرية ومخازن الدبابات والصواريخ والاسلحة الثقيلة خوفاً من اقتحام بعضها ووقوعها في أيدي الجيش الحر.

 

وتوقعت قيادات سورية معارضة توسع الانشقاقات الجوهرية داخل الجيش, وخصوصا في دمشق وحلب ومدن رئيسية أخرى في الشمال والجنوب والشرق وحدوث ثورة مسلحة من داخل النظام وقواته ووحداته, وأن يرتفع عدد جنوده إلى 50 ألفاً قبل نهاية العام الحالي، مؤكدين أن "جيش بشار الأسد" بدأت معنوياته تنهار.

 

وبحسب هذه القيادات فإن "عقوبات جامعة الدول العربية على نظام الأسد فتحت أمام الجهات العربية والدولية أبواب إنهاء التردد في تزويد "الجيش السوري الحر" وآلاف المتطوعين من المدنيين , بأسلحة متوسطة وخفيفة ومعدات مراقبة متطورة وألغام أرضية وقاذفات مضادة للدبابات والدروع وحتى صواريخ أرض - جو محمولة على الكتف من طرازي "سام -7" و"ستنغر", إضافة الى آليات متوسطة الحجم لنقل الجنود.

 

هذه الخطورة التي بدأ يحس بها النظام السوري جعلت قيادته العسكرية الموكلة إلى ماهر الأسد (الذي لا يقل وحشية عن أخيه) قائد الحرس الجمهوري واللواء الرابع, ينفذ موجة اعتقالات لم يسبق لها مثيل في صفوف القيادات العسكرية والأمنية العليا من رائد وعقيد وما فوق, لمجرد أنهم لا ينتمون الى حزب البعث ولا يدعمون علناً عمليات النظام ضد الشعب السوري.

 

ومع تزايد العمليات والهجمات النوعية ل"حماة الحراك السلمي" أو الجيش السوري الحر، فإن الكثير من السوريين أصبحوا يرون فيها الضمانة الحقيقية حتى سقوط النظام القمعي ، فهل ينجح بالفعل بعد 8 أشهر هي عمر الانتفاضة في تغيير المعادلة بشكل كامل لصالحه، رغم الإصرار الوحشي من جانب بشار على قمع الثورة بمساعدة جيشه النظامي الدموي وحلفائه وعلى رأسها إيران؟