الصيد الثمين خطوات صهيونية مرحلية
26 ذو الحجه 1432
حمزة إسماعيل أبو شنب

لقد كررت دولة الكيان هجومها المفاجئ على عدد من قيادات الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامية بعد إن كانت استهدفت قبل ذلك عدد من قيادات لجان المقاومة الشعبية في وسط أغسطس من العام الحالي تحت مبررات متنوعة , حيث اعتبرت القيادة الصهيونية أن قيادات الجهاد التي استهدفتها هي من تقف خلف قصف مدينة أسدود المحتلة عام 48  قبل أيام , في حين بررت هجومها على لجان المقاومة الشعبية بأنه رد على عملية أم الرشريش ( إيلات ) البطولية , ولكن في كلتى الحالتين تحدثت المصادر الصهيونية عن صيدٍ ثمين . 

 

 
مصطلح الصيد الثمين العامل المشترك في عمليات استهداف عدد كبير من قيادات المقاومة الفلسطينية يظهر إتباع الاحتلال أسلوب جديد في التعامل مع الفصائل المقاومة الفلسطينية على الأرض وذلك من خلال استغلال تجمع عدد كبير منهم في اجتماع أو لقاء أو تدريب للانقضاض عليه بذلك تحقق أهدافها من خلال التخلص من مجموعة من المطلوبين الذين يأرقون الاحتلال بالإضافة إلى عامل أخرى وهو إضعاف هذه التنظيمات التي تعتبر صغيرة مقارنة بحركة حماس مما يؤثر بشكل كبير على التنظيم العسكري ويصيب الحركة أو التنظيم بحالة من الدهشة والإرباك .

 

حالة الدهشة والإرباك التي أصابت لجان المقاومة الشعبية سابقاً وحركة الجهاد الإسلامي بعد عملية الاغتيالات جعلتهما تقبلان بأطروحات التهدئة التي يبذلها الجانب المصري وهو ما يعطي الاحتلال الجرأة للاستمرار بعمليات التصفية المشابهة لذلك وقد نجح الاحتلال في فرض هذه المعادلة على التنظيمات باستثناء حماس .

 

لقد حاول الاحتلال استخدام هذا الأسلوب مع حركة حماس في ابريل الماضي عندما اغتال احد قياداتها العسكريين في منصف ابريل من العام الحالي ولكن نوعية الرد التي نفذته كتائب القسام باستهداف حافلة صهيونية بصارخ كونيرت مطور غير من أسس المعادلة , ولكن الاحتلال عاود الكرة مع اللجان وقد نجح في تنفيس غضبهم بإطلاق مجموعة من الصورايخ على البلدات المحتلة عام 48 ثم تسارع مساعي التهدئة لوقف التصعيد وبذلك يكون الاحتلال قد نجح في الحصول على صيد ثمين بالمقابل لم يجد رداً نوعيا من قبل المقاومة وهذا كما أسلفت سيفتح شهيته للقتل من جديدة .

 

الحالة التي تعيشها دولة الكيان من ضغوط خارجية وداخلية تجعلها دائمة التفكير في إظهار نفسها كطرف قوي في منطقة الشرق الأوسط , فبعد صفقة التبادل يتطلب على الجيش أن يرفع معنويات جنوده , والصراع الاجتماعي الداخلي يحسر التفكير أمام القيادات الصهيونية بأن تتخذ خطوات تجعل المواطن الصهيوني يشعر بالخطر الأمني بشكل كبير .

 

لقد نجح الاحتلال في جلب الخطر على المتظاهرين الذين كانوا يستعدون للخروج في تظاهرات ضد الحكومة فأوقف الدراسة في المناطق الجنوبية المحتلة عام 48 وأنزل العديد إلى الملاجئ لحمايتهم من صورايخ المقاومة ولكن سرعة طرح التهدئة من قبل الاحتلال تعزز نجاحه في الوقت الذي اضطرت فيه الفصائل المقاومة للموافقة على التهدئة بسبب تدخل الجانب المصري .
 

 

أذن نحن أمام أسلوب جديد ينتهجه الاحتلال خلال الفترة الحالية وهو تكبيد المقاومة الفلسطينية أكبر خسارة ممكنة في قياداتها مستغلاً التدخل المصري لطرح الهدوء في الوقت الذي لا تقدم الفصائل الفلسطينية التي تتعرض لاغتيالات عمليات نوعية تجبر العدو على تغيير المعادلة التي يستخدمها , فالمطلوب اليوم من المقاومة الاستعداد للرد بعمل نوعي يؤلم العدو وإلا سنشهد مزيداً من الاغتيالات ضد قيادات الفصائل  خلال المرحلة المقبلة تحت اسم الصيد الثمين  .