صفقة جرابيل.. قنبلة دخان !!
3 ذو الحجه 1432
أمير سعيد

قبل أيام من إبرام صفقة الجاسوس الصهيوني جرابيل، مر خبر صغير في الصحف القومية يقول بأنه قد بدأ ضخ الغاز إلى الأردن و"إسرائيل" بكميات تجريبية، وعلى الجانب الآخر من الحدود كانت الأنباء تفيد بأن هذه الكميات التجريبية تجاوز الـ30%، أي أننا قد أعدنا بالفعل تصدير الغاز للكيان الصهيوني ولم يبق إلا مزيد من فتح الصمام!

 

في هذا التوقيت كان يجرى على قدم وساق وضع اللمسات الأخيرة لإبرام صفقة أو تنفيذها بالأحرى تقضي بالإفراج عن بعض المهربين وغيرهم في مقابل الإفراج عن جاسوس كان يقوم بدور في استهداف أمننا القومي، وبدأت الدعاية الإعلامية الرسمية، والمتحدثون المأذونون بتناولها على أنها إنجاز عظيم يعيد البسمة إلى عشرات الأسر المصرية.

 

أراد صناع الصفقة أن تعقب صفقتنا صفقة شاليط، أو ربما كانا متلازمين فعلاً، لكن هذا التقارب أحدث بالضرورة مقارنة لم تكن في صالح المفاوض المصري؛ فقد نجحت حماس في إبرام صفقة استمر التحضير لها عدة سنوات في مفاوضات ماراثونية أفرج بموجبها عن أكثر من ألف أسير سياسي في مقابل جندي صهيوني.. وأبرمنا صفقة لمبادلة 25 مسجوناً جنائياً بجاسوس صهيوني..

 

دلالة صفقتنا هي:
1 ـ لا يوجد لدينا أي جاسوس مكشوف في "إسرائيل" في مقابل العديد من جواسيس الصهاينة نكتشفهم؛ فإما أننا أبرع من الموساد أو أننا مسالمون للغاية..

 

2 ـ لا يوجد لنا أسرى سياسيون أو أمنيون لدى الكيان الصهيوني كحماس، وبالتالي لا يمكننا المقارنة بين تحرير مناضلين ونشطاء، والإفراج عن سجناء جنائيين، وغيرهم من حيث حجم "الإنجاز".

 

3 ـ لم تستغرق صفقتنا عدة أشهر لإنجازها بخلاف صفقة شاليط، وهذا يعني أننا "ضحكنا" على الحكومة الصهيونية أو أنها انتهزت فرصة تقديم عرضنا السخي قبل أن نراجع أنفسنا فأنجزت الصفقة فوراً.

 

4 ـ أبرمت صفقتنا في أعقاب صفقة شاليط، لأننا "نغار" من حماس، أو لأنها جزء من صفقة شاليط وحافز دفعنا للوساطة في الأولى لتمرير صفقتنا إثرها.

 

5 ـ اعتبرت الصفقة عربون صداقة بين الشعبين "المصري" و"السيناوي" الشقيق! وهي بالتأكيد ليست كافية لجبر الشرخ الذي أحدثه نظام مبارك بين أهل سيناء ووطنهم الكبير، والأجواء الاحتفالية الساذجة التي حاولت إظهار السجناء كأبطال، وتوزيع أطواق النصر والأعلام عليهم، لا يمكن أن تواري استمرار عجزنا في عدم التعاطي الفعال مع المشكلة السيناوية، وبالتالي؛ فإن هدف توظيفها "سيناوياً" لا يكافئ ثمنها المصري الذي لا يطاول ما حصلت عليه منظمة سياسية من الخصم ذاته.

 

6 ـ محاولة بعض كتابنا ومسؤولينا الإيحاء بأن 25 سجيناً مصرياً مفرج عنهم من بين 80 مسجوناً في السجون الصهيونية هم "أبرك" من صفقة شاليط التي نجحت حماس في تحرير 1027 من أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام القاسية والمؤبدات وممن تسميهم "إسرائيل" بالملطخين بالدم وممن هم مسؤولون عن قتل أكثر من ألف صهيوني، من بين نحو ثمانية آلاف فلسطيني أسير، تدل على "طيبة قلب" هؤلاء الكتاب والمسؤولين، ومن قبلهم مفاوضنا المصري البارع..

 

7 ـ محاولة البعض للتسويق لأنباء عن تضمن الصفقة لموافقة تل أبيب على تصدير واشنطن لمصر طائرات إف 16 يهدف للتشويش على التمهيد لإنجاز الصفقة بعودة تصدير الغاز المصري بثمن بخس للكيان الصهيوني تحت قنبلة الصفقة الدخانية التي تغطي انسحابنا وجريمة تصدير الغاز التي لا أدري لماذا يحاكم عليها مبارك إذن إذا كانت حلالاً زلالاً!!

 

عموماً، عود حميد للعائدين، وفرصة أخرى لإبرام صفقة متكافئة واضحة..

[email protected]

 

المصدر/ المصريون