5 ربيع الثاني 1433

السؤال

السلام عليكم أود استشارتكم في أنه تقدم لي قريب لي، والكل يمدح بأخلاقه، ولكنه للأسف على علاقة ببنات، أشيروا عليّ.. جزاكم الله خيراً

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الأخت السائلة، لقد اهتم إسلامنا العظيم بالزواج، وجعل الزواج الشرعي هو أصل الأسرة الذي به تتكون، وتدعو الفطرة الإنسانية إليه، ولأهمية الزواج وضرورته الملحة لإقامة الحياة الاجتماعية السليمة فقد رغب الإسلام فيه وحث عليه، وقال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور:32]، وصفة الصلاح ههنا هي الوصف الأوحد الذي ذكره القرآن في هذا الموقف.
فاختيار شريك الحياة من أهم القرارات التي تتخذها الفتاة في حياتها إذ إنه سيترتب عليه شكل أسرتها وطبيعة بناء بيتها، إنه اختيار لذلك الشريك المستمر معها في تلك الحياة حلوها ومرها، وهو الذي سيقوم بتربية أولاده فيتطبع أولاده بطبعه فيأخذون من صفاته وطريقته، فلابد إذن من تحرى الدقة الشديدة في الاختيار.
وقد وضع الإسلام لنجاح الحياة الزوجية عدة عوامل من أهمها حسن الاختيار، فكما أمر الزوج باختيار المرأة وحدد مواصفاتها بقوله: "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فقد حدد أيضا طريقة اختيار الزوج بمواصفات بقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
أيتها السائلة، قد ذكرت أن المتقدم لخطبتك مقبول في الصفات غير أنه على علاقة ببنات، وهذه العلاقة في شرعنا الإسلامية هي علاقة آثمة تغضب الله وتخرج المرء إلى دائرة العصاة، ولاشك أنها على درجات ولست أدري إلى أي درجة من العلاقة تتحدثين، وبالعموم فإن الإسلام لا يرغب بحال في الزواج من المجاهر بالمعصية ولا المشهور بها.
كذلك فإن معرفته بهؤلاء البنات سيجعل في قلبك – بعد الزواج منه- الشك والريبة دائما وذلك سيهدم الحياة الزوجية قبل بنائها.
فلا تتعجلي أيتها الأخت وانتظري لتظفري بذي الدين والخلق لأنها صحبة عمر وعلاقة ميثاق غليظ، فإن الثروة الحقيقية تكمن في الدين، فقد أعطاك الإسلام الحق في اختيار زوجك، لكنه علمك أن الزوج التقي إذا أحبك أكرمك وإذا كرهك لم يظلمك، كذلك فالزوج التقي قدوة للأبناء وللبيت بأسره وهو قائد للمسيرة الزواجية فيجب أن يكون كفئا لقيادتها نحو رضا الله.
أمر أخير وهو أن ذلك الشخص لو تاب وأصلح وسلك سبيل الكرام وضبط حال نفسه ورضي وليك منه بذلك وعلمت عنه التوبة والإصلاح، فيمكن عندئذ تقييم شأنه، فإن كان صادقا فبها ونعمت، وإن كان مترددا بين الطاعة والمعصية فلا.
وعليك دوما توطيد علاقتك بالله سبحانه وسؤاله الزوج الصالح.